رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الصحف السعودية تهتم بالأزمة السورية


اهتمت الصحف بالعديد من القضايا والملفات الراهنة في الشأنين الإقليمي والدولي، ففى شأن عربى كتبت صحيفة "عكاظ" تحت عنوان المشكلة فى الأسد تقول "إنه لامجال للشك أن وجود بشار الأسد على رأس السلطة بات هو المشكلة الأساسية فى الأزمة السورية، وهذا هو بيت القصيد فى الأحجية السورية، رئيس دولة، يخطب فى الشعب فى دار الأوبرا ومن ثم يمارس القتل بشتى أنواع السلاح، ويطرح مبادرة لمعارضة دون أخرى، دون أن يحدد المعارضة، ويرفض كل المبادرات الدولية، ويستخدم خطابًا تعبويًا فئويًا بلغة استعلائية على الوطن والشعب، فى أزمة وطنية وإنسانية أنهكت سوريا".

وقالت: "أمام حالة الإنكار للواقع التى يمارسها الأسد، لابد من الحديث عن حل بديل للأزمة، وفى كل الأحوال فإن أى حديث عن الحل لا بد أن يستند إلى السوريين أنفسهم، خصوصًا أن ثمة تطابقًا حدث بعد خطاب الأسد بين هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير معارضة الداخل وائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية (معارضة الخارج)، وبناءً على هذا التلاقى الجزئى بين الطرفين لا بد من البناء لخروج سوريا من حكم الظلم، الذى بات صفة الدولة السورية اليوم".

وقالت "إن المطلوب الآن وحدة حقيقية للمعارضة بكل أطيافها السياسية والعسكرية لإيجاد منفذ آمن للشعب السوري".

وفى الشأن السورى أيضًا.. كتبت صحيفة "اليوم" تحت عنوان الأسد ينصاع لأمر طهران ويرفض توسلات السوريات تقول: "لو أن أمهات مائة من السوريين الذين غيبهم نظام الأسد فى ظلمات معتقلاته احتشدن أمام قصره وتوسلن إليه كى يطلق سراح فلذات أكبادهن، لما استجاب، وسبق أن توسلت آلاف الأمهات لإطلاق سراح أبنائهن من سجون نظام الأسد وكانت توسلاتهن تلاقى آذانًا صمًا، هذا إن لم يلحق جلاوزة النظام المتوسلات بأبنائهن ويزجونهن فى غياهب السجون".

وأشارت: ولكن من أجل إطلاق سراح 48 إيراني محتجزين لدى الجيش السورى الحر، تبرع نظام الأسد بإطلاق سراح، ليس مائة بل 2135 معتقل تفاني فى خدمة طهران وطلبًا لرضاها وطمعًا فى سخاها".

واستنكرت: والعجيب أن لدى الجيش السورى الحر أسرى سوريين من جنود النظام، لم يأبه بهم الأسد ولم يبادر لمبادلتهم بمعتقلين لا فى أيام رمضان ولا فى العيد ولا فى أى يوم، ولكن من أجل عيون طهران بادر بإطلاق الآلاف.

وأكدت: هذا الحدث يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن طهران تدير نظام الأسد وهى التى تقرر كل سلوكياته وإجراءاته ومواقفه وأقواله.

وتحت عنوان "شيزوفرينيا" الأسد.. وتعقيدات الأزمة كتبت صحيفة "الوطن" تقول "إن المشهد السورى يزداد تعقيدًا يومًا بعد الآخر، بشار الأسد يخرج فى خطاب لأكثر من 50 دقيقة ويعلن فيه الحرب على من يصفهم بالإرهابيين  يقصد الجيش الحر-، وبالأمس تنجز أكبر صفقة لتبادل الأسرى لأكثر من ألفى معتقل فى سجون النظام مقابل 48 إيرانيا ... هذه "الشيزوفرينيا السياسية" للأسد، تظهر عمق الجراح التى تكبدها فى هذه الأزمة، ولكنها قد لا تعطى أفقًا واضحًا للحل".

وقالت: "ومع الإعلان عن اللقاء الثلاثى المرتقب غدًا الجمعة بين نائب وزير الخارجية الروسى ميخائيل بوجدانوف ومساعد وزيرة الخارجية الأمريكية وليام بيرنز والمبعوث الدولى للأزمة الأخضر الإبراهيمى تبرز التساؤلات حول جدية كل من واشنطن وموسكو لوضع حد لنهاية الأزمة، ومدى استعداد الطرفين لإيجاد مسار توافقى من المرجح أن يكون على قاعدة "لا غالب ولا مغلوب"، ومدى قدرتهما التأثيرية على طرفى الأزمة، لا سيما ما إذا أخذ بالاعتبار تعنت الأسد على موقفه الرافض للحوار، وهو ذات الموقف الذى تقفه المعارضة من النظام".

وأضافت: ما من شك أن روسيا هى الدولة الوحيدة التى تمتلك مفتاح الحل، وهو ما أكدت عليه المملكة على لسان وزير خارجيتها الأمير سعود الفيصل، وهو ذات السبب الذى دفع بوزراء مجلس التعاون الخليجى إلى أن يعقدوا جولتى مفاوضات مع نظيرهم الروسى سيرجى لافروف.

وتابعت: وبالنظر إلى كون لقاء الجمعة، هو الثانى الذى يجتمع فيه الأميركيون والروسيون على مائدة واحدة، فإنه يمكن التطلع بشيء من "التفاؤل" المشوب بالحذر تجاه جهود تسوية الأزمة، والتحضير لمرحلة جديدة أهم ما يميزها خروج الرئيس بشار الأسد من السلطة.

واختتمت بالقول "إن الأزمة السورية تقترب من عامها الثالث، ومع اشتداد المعارك على الأرض وتحضير قوات النظام لمجازر جديدة وتحديدا فى منطقة داريا ودرعا وغيرها من الأرياف، يقابلها تقدم قوات الجيش الحر فى عدد لا بأس به من المناطق مع عدم القدرة على إحكام كامل السيطرة، يبدو أن القناعة التى بدأت تتشكل لدى العديد من القوى الفاعلة فى الأزمة أن الحل السلمى بات ضرورة لوضع حد لنهاية المشهد المأساوى هناك، والذى دفع ويدفع نظيره عشرات الآلاف من السوريين أرواحهم ودماءهم ثمنًا نتيجة بطش آلة الأسد العسكرية".