رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وجوه جديدة واعدة للدراما المصرية «٣ »


عادل إمام رغم أنه قدم دوراً متغيراً لا يؤدى لتعاطف المشاهد معه، فهو بخيل إلى حد الشح، وقاس على أبنائه إلا أنه أيضا جذب الجمهور لأن المسلسل رسم بسمة على الوجوه بدون عنف أو حرائق أو دماء كمعظم المسلسلات، وبرعت لبلبة إلى حد التميز فى دور المرأة المغلوبة على أمرها ثم تتمرد على الزوج البخيل. ورغم أن المسلسل حمل عدة مشاهد سياسية إلا أنها لم تقدم رسالة واضحة للمشاهد.. دنيا ومى سمير غانم رسما ابتسامه بمسلسل كوميدى متم، يز هو «نيللى وشيريهان» لكن أيضا لابد من لفت الانتباه إلى ضرورة أن تقدم الكوميديا بشكل راق بحيث لا تهبط بالمشاهد إلى العبارات السوقية والسلوكيات الفجة، إن دنيا ومى لديهما إمكانيات كوميديه هائله وقبول كبير من الجمهور يمكن من خلال أدوارهما أن يسهما فى تقديم مسلسلات اجتماعية أو كوميدية تسهم فى الارتقاء بالسلوكيات وبالقيم فى المجتمع وهذا هدف نبيل أتمنى أن تقوما به.

محمد رمضان استطاع أن يجذب الجمهور فى الأحياء الشعبية بدوره فى الأسطورة لكن سلسلة الجرائم والشر والأسلحة والمخدرات كانت تغرق المسلسل. بشكل مستفز حلال الشهر الكريم، وتاه المشاهد بين الإفراط فى الشر وبين الرغبة فى التعاطف معه لسجنه ظلما فى أول المسلسل. إن محمد رمضان يمكن له ان يؤدى قصصا تسهم فى تقديم نماذج لبطولات يحتذى بها الشباب وتسهم فى تشكيل عقولهم للأفضل، محمد عبد المعطى مؤلف شاب أتوقع له مستقبلا واعدا فى الدراما على أن يقدم رسالة تنويرية فى الدراما المقبلة، أما محمد رمضان فأقترح عليه ن يقدم أدوارا ذات هدف إنسانى تحسب له من جانب النقاد ومن جانب الأسر المصريه فى البيوت، فهو فنان مصرى الملامح، مائة فى المائة ومع جرائمه المتكررة فى المسلسل جاءت نهايته مأساوية ولكن فى اللحظات الأخيرة للمسلسل فقط. هناك ممثلتان لديهما إمكانيات تمثيلية كبيرة لكن كل منهما فى حاجة إلى تغيير جوهرى لأنهما لم تنجحا فى جذب الجمهور وهذا العام ولابد لهما من إعادة النظر فى أمرين أساسيين: أولهما اختيار موضوعات أقل كآبة، وثانيهما عدم الإفراط فى التركيز عليهما وإلغاء الأدوار الأخرى المصاحبة لهما وهما نيللى كريم التى تمتلك إمكانيات فنية كبيرة وأنصحها بتجربة موضوع أقل كآبة فى العمل الفنى المقبل لها لأنها أصابت المشاهدين بصدمه اكتئابية هذا العام فى مسلسل تحت السيطرة وأنصحها بتغيير الدويتو مع مريم نعوم وتجربة مسلسل كوميدى أو اجتماعى. أما غاده عبد الرازق فلم تستطع أن تجذب الجمهور لأنها قدمت دورا يصيب المشاهد بالاكتئاب علاوة على أن الغرور حينما يصيب الفنان فإنه يفقده الطبيعية فى الأداء، شيئا فشيئا لقد أحسست بالمبالغة فى أداء غاده عبد الرازق وافتعال الأداء بشكل أفقدها المصداقيه مع الاغراق فى الكآبة طوال الحلقات، غادة فى حاجه إلى ان تغير من أدوارها وأدائها والتركيز عليها طوال المسلسل، ،،هناك مجموعه من الشباب من الفنانين والمبدعين الذين شاركوا فى المسلسلات طوال شهر رمضان الكريم وهى وجوه تبشر بمستقبل واعد إن تم توظيفهم جيدا فىأعمال درامية ذات مضمون وهدف يخدم المجتمع والقيم التى نرجو أن تتم مراعاتها فى الدراما المقبلة، وأن تم صقل موهبتهم التمثيلية، وتلقوا توجيها يضيف اليهم أبعادا فنية جديدة، لأن التمثيل موهبه لكنه أيضا توليفة من التدريب على الأداء والذكاء الفنى وحسن اختيار الأدوار والتواضع الكبير والفهم لابعاد العمل الفنى، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر لأن الأسماء كثيرة لكنها تؤكد أن نهر العطاء الفنى فى مصر مليء بالمواهب الواعدة إنه نهر لا ينضب بل هو مستمراستمراراً جميلاً ويبشر بالخير، ومن هؤلاء الشباب وفى مقدمتهم محمد ممدوح الذى اتوقف عنده كأول موهبه واعده لانه قدم دورا لن ينساه المشاهد بسهوله فى مسلسل متميز هو «جراند اوتيل» إن لمحمد ممدوح حضوراً طاغاً منذ لقطاته الأولى فادائه سلس وطبيعى بلا هنات أو سقطات بل توحد تام مع الشخصية وتدريب عليها ويكفيه لقطة واحدة ستظل علامه لميلاد ممثل بارع وذلك حين حمل ورد دينا الشربينى، التى أحبها حبا كبيرا بعد ان اكتشف خديعتها له وعرف أن المولود ليس ابنه وأنها كاذبة حيث قيد يديها من الخلف ثم حملها على كتفه بيد وباليد الأخرى حمل المولود وسلمها إلى أبى المولود الحقيقى والذى أنجبته منه وقال له أنهما لا يخصاه، مشهد استثنائى لممثل له مستقبل كبير إن أجاد اختيار أدواره المقبلة، وهو اكتشاف جديد للدراما وللسينما أيضا، شاهدته السنة الماضية وكان يبشر بمستقبل كبير لكنه هذا العام وضع نفسه على طريق النجومية والبطولة.