رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شواطئ الموت| النيل والترع تتحولان لـ"مثلث برمودا".. وخبراء: «لا بد من المراقبة الدورية»

النيل
النيل

«العثور على جثة شاب غريق في مياه النيل أثناء العوم».. واقعة باتت متكررة لا سيما مع اشتداد الحرارة ودخول فصل الصيف، وارتفاع أسعار السفر إلى المحافظات الساحلية لقضاء المصيف، مما يدفع بعض الشباب والأطفال إلى العوم في مياه النيل أو الترع في المحافظات الإقليمية.

يمارس الشباب تلك الهواية الصعبة دون العلم بمخاطرها والأضرار التي يمكن أن تسببها لهم والتي تصل إلى حد الموت في بعض الأحيان، إذ إن السباحة في النيل أو الترعة تعد أصعب من البحر بسبب عذوبة المياه بهما ما يؤدي إلى وقوع مثل تلك الحوادث كل فترة.

حوادث الغرق في النيل

في مدينة أطفيح بمحافظة الجيزة، ابتلعت مياه نهر النيل طفلًا يبلغ من العمر 10 سنوات، بعد نزوله للمياه من أجل السباحة إلا أنها جرفته، ليغرق الطفل على الفور، وتم انتشال الجثة ونقلها إلى ثلاجة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة.

ومن قبلها في مدينة العياط، تمكن رجال الإنقاذ النهري بالجيزة، من إنقاذ شاب لقى مصرعه في مياه النيل، وذلك بعدما عثر عليه جثة غارقة في المياه لعدم إجادته السباحة، كما لقى طفل مصرعه غرقًا أثناء الاستحمام في مياه ترعة عزبة الشقرفي بالقناطر الخيرية، وتم نقل الجثة إلى مستشفى القناطر المركزي.

وكانت من الحوادث الضخمة، ما حدث خلال عيد الفطر المبارك الماضي، إذ لقى عدة شباب مصرعهم إثر غرقهم أثناء السباحة في نهر النيل في محافظات مختلفة بغرض الاستحمام خلال أيام عيد الفطر، أحدهم كان في محافظة الجيزة، واثنان منهما غرقا أثناء السباحة في نهر النيل بأسوان.

فلماذا يلجأ الشباب للعوم في مياه الترع أو النيل؟ وما هو الدور الذي على المحليات القيام به لمنع مثل الحوادث؟. «الدستور» أجابت على تلك التساؤلات.

مَن المسؤول؟

يرى الحسين حسان، خبير التخطيط العمراني، أن هناك عدة مسؤوليات على المحافظة والتنمية المحلية بشأن العوم في الترع أو مياه النيل، وهو عدم توافر مراكز شباب منخفضة التكلفة وقريب من سكن الشباب لممارسة رياضة السباحة.

ويوضح لـ«الدستور»، في تلك الحرارة الشديدة يرغب الشباب في ممارسة رياضة السباحة وفي بعض المحافظات لا توجد مراكز شباب متوفرة كي يمارس الأطفال الرياضة لذلك يلجأون إلى النيل دون العلم بمخاطر السباحة به.

يقول: «على المحليات والمحافظات تطوير مراكز الشباب والاهتمام أكثر برياضة السباحة تحديدًا؛ لأن الأطفال تحديدًا تحت سن الـ 18 عامًا حين لا يجدون مكان للهلو فيه عبر السباحة يلجأون إلى النيل مباشرة».

حملات لمنع السباحة في النيل

لا يوجد إحصاء رسمي عن عدد حوادث الغرق في النيل، لكن هناك أعوام مثل العام 2019 شهدت عرق 6 أشخاص على مدار شخص أغسطس في محافظة أسوان بمفردها، مما دفع المحافظة إلى إصدار قرار بمنع السباحة في النيل.

ونشرت المحافظة دورية من الإنقاذ النهري لمتابعة تنفيذ هذا القرار، إلا أن الحوادث، بينما محافظة القليوبية أطلقت حملة «عُد لأهلك سالمًا» خلال العام التالي، من أجل منع السباحة في النيل، وعزت ذلك إلى زيادة حوادث الغرق مؤخرًا.

خبير التنمية المحلية: «المحليات عليها دور رقابي»

ويوضح خبير التنمية المحلية، أن السباحة في مياه النيل صعبة أضعاف مضاعفة من السباحة في مياه البحر: «مياه البحر مالحة لذلك فأنها تساعد على السباحة ورفع الجسد، على عكس المياه العذبة للنيل، والتي يكون السباحة فيها صعبة».

ويشدد على ضرورة منع تلك الظاهرة من خلال المراقبة الدورية؛ لأن السباحة في النيل لا يقدر عليها سوى السباحين المهرة، ومن يغامر يراهن يفقد حياته مثلما يحدث للشباب في الحوادث.