حينما جمعت أم كلثوم تبرعات للوطن «١-٢»
ولكن فى المقابل، فإننا نجد إعلاما وإعلاميين يتشاجرون بأفظع الألفاظ، وبدلا من نشر الوعى بخطورة المرحلة التى نواجهها، وبدلا من حث الشعب على العمل، نجد أن بعضهم يسخرون من كل خطوة فى اتجاه مصلحة الوطن، والبعض الآخر يهاجم كل خطوة إيجابية تمت لمصلحة المواطنين أو أى مشروع يتم البدء فيه، أما الفنانين فحدث ولا حرج، فباستثناء قلة قليلة تحرص على تقديم اعمال فنية جيدة، إلا أننا لانرى أى جهد لمصلحة مصر أو للتصدى لتشويه الوطن والتشكيك فى كل شىء. لم نر أى فنان مصرى قد قام مثلا بالتبرع لدعم مستشفى، ولم نر فنانا أو فنانة يشارك فى حملة من أجل دعم الفقراء ، أو قام فنان أو فنانة من كبار مطربينا أو مطرباتنا بإقامة حفلة لدعم بناء مستشفى أو إصلاح مدرسة، أو دعم مشروع قومى، وكأن ذلك ليس من واجبهم تجاه الوطن بل أن معظم فنانى مصر يبحثون عن مصالحهم الخاصة، ولم يفكروا فى رد الجميل للوطن ، أو حتى إنتاج عمل فنى وطنى كبير، وحتى الأغانى الوطنية التى تحث على العمل وعلى المشاركة فقليلة، وأشهرها تغنى بها مطرب عربى رائع هو حسين الجسمي.
إننى أتذكر هنا وأذكر فنانة الطرب المصرى العربى السيدة الجليلة أم كلثوم، سيدة الغناء العربى التى فهمت أن الفن رسالة، وأن الفنان لابد أن يقدم عطاءه حينما يحتاجه الوطن أو حينما يمر بأزمة، وإن الفن ليس تسلية ومتعة وانعزال، عن قضايا الوطن، إننا مازلنا ندين بالفضل لهذه السيدة الجليلة التى قامت بجمع التبرعات من اجل المجهود الحربى، والتى تبرعت ببعض مصاغها للوطن بعد نكسة يونيو ١٩٦٧ ، وقامت بجمع تبرعات ومصوغات من نساء مصر من أجل المجهود الحربى، والتى كن يقدمنها عن طيب خاطر للمساهمة فى بناء الجيش المصرى الباسل، كما قدمت حفلات غنائية بعدة دول أجنبية وعربية من أجل دعم المجهود الحربى إلى حد أنها من شدة التعب سقطت ذات يوم على المسرح، لكنها قامت مرة أخرى وأكملت الحفل فى شموخ وكبرياء.
إننا الآن لدينا فنانون نالوا من الشهرة مالا يحلمون به ولم يردوا حتى الآن الجميل للشعب الذى رفعهم لأعلى، ولا للبلد الذى أعطاهم الكثير، بل إن إعلامية شهيرة خرجت تهاجم الرئيس السيسى حينما طالب المصريين بأن يتبرعوا بمكالمة كل صباح بجنيه من أجل مصر ، ألا تستحون من الهجوم بدلا من أن تشاركوا فى العطاء لوطن يستحق أن نمنحه الغالى والنفيس، ولرئيس ولجيش وطنى أنقذ مصر بموقف رجولى من الظلام ومن الظلاميين وخططهم الدنيئة التى ماتزال تحاول التخريب ونشر الفوضى، لكننا الآن فى حالة حرب، وإنه لشرف لكل مصرى مخلص أن يشارك بجنيه أو بخمسة جنيهات من خلال الموبايل لأننا لابد أن ننتصر، ليس أمامنا سوى الانتصار على كل قوى الدمار والشر، والتخلف والفوضى.
ودعونا مع كل صباح نصبح على مصر، ونقدم لها رسالة حب بجنيه فى رقم ١٣٣٣، أو بخمسة جنيهات برسالة على رقم ٣٧٠٣٧، فقط لأن مصر الوطن تستحق منا هذا، وليس الآن فقط، فكلنا لابد أن نكون جنودا فى معركة الكرامة والاستقرار والبناء، فالطريق لايزال وعرا وطويلا والمؤمرات لاتزال مستمرة، لكن إرادتنا وتماسكنا وعملنا وإنتاجنا هى العناصرالتى ستمكننا من التقدم إلى الأمام، والانتصار على أعداء الحياة وعلى المتآمرين على الوطن إن شاء الله .