رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أرجوك.. لا تنتحر!


هالنى خبر انتحار المواطن أشرف فاروق «٤٥ سنة» من الغربية بسبب عجزه عن توفير نفقات العلاج الكيماوى لابنه المريض بالسرطان.. وقالت زوجته «يا ريت البلد تحس بالناس الغلابة» وترنو من الخاطر أسئلة عديدة أهمها لماذا يقدم البعض على الانتحار؟ وما مدى علاقة الإنسان بربه حيث تمنحه قوة الإيمان بالله جهاداً فكرياً وروحياً ضد فكرة الانتحار؟ وهل يدرك المنتحر نهايته فى العالم الآخر وكيف تكون؟ وأسئلة أخرى كثيرة يمكن مناقشتها فى هذا الأمر.. أحياناً يصاب الإنسان باليأس نتيجة للمعاناة الشديدة من أمر.. وقد لا يستطيع الانتصار على هذا اليأس. وفق ما لديه من ملكات تختلف بين شخص وآخر. وتتباين القدرات النفسية والروحية من فرد وآخر يعانى من الكآبة والقلق والتوتر العصبى.

إن فقدان الأمل أيضاً إلى جانب ما ذكرنا كفيل أن يجعل الإنسان يفقد قدرته للسيطرة على تصرفاته.. وكلما قويت علاقة الإنسان بالسماء. ازدادت قدرته على امتلاك الصبر وبناء الأمل للعبور إلى شاطئ الأمان. مهما كان حجم المشكلة فكلما وثق الإنسان بربه أنه قادر على أن يمنحه حلولاً لمشاكله. وإن الله سوف يقدم له المساعدة بشتى السبل ليقيله من عثرته. وعلى النقيض تماماً نجد فى بعض الدول أن هناك من ينتحرون لبلوغهم حداً عالياً من الرفاهية والرخاء والاحساس بالوحدة والفراغ. إذ فى كل حالات الانتحار نجد أن زيادة الفقر تقود البعض إلى الانتحار. وحياة الرفاهية ورغد العيش الزائد هو أيضاً مدعاة للانتحار. إلى هنا يمكننا أن نناقش لماذا ينتحر البعض فى بلادنا.. لا ننكر أن مصرنا العزيزة تمر بظروف قاسية. بعد أن أنقذها الله من عصابة الدمار التى كانت ستحكمنا إلى الأبد. هذا المواطن الذى أقدم على الانتحار وهو العائل الوحيد لأسرته عجز عن توفير نفقات علاج لابنه لمقاومة المرض الخبيث. رغم أنه كان باراً بأسرته كما ذكرت زوجته على صفحات الجرائد.

وكان يعمل فى مهنة البناء دون انتظام وفق حالة السوق. وهنا لنا أن نتساءل السؤال المهم أين دور الدولة والمؤسسات الخيرية حيال أبناء الفقراء وغير القادرين ولماذا لا تكون هناك مؤسسات تتبنى كل هذه الحالات التى تخيم عليها روح الإملاق والحاجة. وأين أيضاً دور رجال الأعمال الذين يربحون المليارات. أشعر لو أن رجال الأعمال عقدوا مؤتمراً أو اجتمعوا لدراسة كيف تكون المساهمة الفعالة لمساعدة الفقراء والمعوزين أم أن اقتناء المال يعمى البصر والبصيرة. حقاً إن المال سيد يعبده بعض الناس. رجال الأعمال بينهم قلوب رحيمة بإمكانها أن تدعو البقية تهز مشاعرهم تذكرهم. تحمسهم للتحرك.

أتمنى ألا يكون كلامى هذ أحد الأحلام التى أعيشها والتى ما أكثرها الآن. وأعود مرة أخرى لمسئولية الدولة فى سلامة التنسيق بين الوزارات والهيئات الحكومية لضغط المصروفات وروح البذخ التى تعيشها بعض المناصب فى جهات حكومية مختلفة. إن كل مبلغ يتم تحصيله من مبالغ كبيرة تضيع هباء فى بعض المواقع. كفيل أن يكون لبنة أولى لبناء مهم لمواجهة مشاكل الفقراء وغير القادرين.

آخر العمود: بالحب والعطاء نبنى مجتمعاً سعيداً معافى من الألم والمعاناة».

عضو اتحاد كتاب مصر