رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إسماعيل هنية في القاهرة.. ماذا تعني الزيارة؟

إسماعيل هنية
إسماعيل هنية

بعد سنوات طويلة من الغياب، يزور إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية، القاهرة غدا الثلاثاء.
وذكرت وكالة "نبأ" الفلسطينية، أنه من المقرر أن يغادر "هنية"، غزة إلى القاهرة غدًا الثلاثاء، مشيرة إلي أن وفدًا رفيعًا من حركة حماس يرأسه إسماعيل هنية، سيغادر قطاع غزة عبر معبر رفح، في زيارة خارجية لعدة دول عربية وإسلامية.
وسيلتقي الوفد في أول محطة له مدير المخابرات المصرية في القاهرة، قبل أن يغادر إلى دول أخرى من بينها قطر وتركيا، ومن المتوقع أن يزور الوفد السعودية وإيران إذا سمحت الظروف بذلك.
وتأتي زيارة وفد حماس مع تزايد الحديث عن قرب التوصل إلى اتفاق لتثبيت إطلاق النار في غزة مقابل رفع الحصار، وبدء الأعمار وإنشاء ميناء بحري، وهي مباحثات غير مباشرة بين حماس والاحتلال عبر الوسيط "توني بلير" ممثل الرباعية الدولية السابق.
وظهرت مؤخرًا بوادر إيجابية على تحسُّن العلاقة بين "حماس" ومصر، كان آخرها لقاء جمع القيادي البارز موسى أبو مرزوق مع مدير المخابرات المصري.
وقال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن استقبال مصر لـ"هنية" تعد بمثابة استقبال قائد فلسطيني يجب الاستماع إليه والتعرف علي طلباته والأهم من ذلك إبلاغه بدور قطاع غزة وبعض عناصر حركة حماس في تغذية الإرهاب في سيناء.
وأضاف أن هذه الزيارة تأتي في إطار الالتزامات المصرية تجاه القضية الفلسطينية، بالتالي ما يهمنا هو الاستماع لما يقوله، مشيرا إلي أن علاقتنا مع الشعب الفلسطيني ستحكم المحادثات بعيدا عن الانتماءات الفكرية للمنظمة التي يتولى رئاستها، فقط المهم أنه يمثل السلطة الفعلية في قطاع غزة.
وأوضح أن هناك محورين تدور حولهما المباحثات، الأول يتعلق باستضافة مصر مؤتمر دعم غزة أكتوبر الماضي، ومناقشة الالتزامات المالية لخطة إعادة الأعمار وشروط إسرائيل وأمريكا التي وضعتها فيما يتعلق بإدخال مواد البناء، والأمر الآخر تسهيل خروج ودخول أهلنا في قطاع غزة عبر معبر رفح والتفاهم حول كيفية السيطرة علي من يدخل ويخرج، بالإضافة إلي مدى استعداد السلطة الفعلية في القطاع أن تتعاون مع مصر في إطار مكافحة الإرهاب في شمال شرق سيناء عبر غلق الأنفاق من جانبهم وتسليم أي عناصر الحكومة المصرية طلبت تسليمها وفرت إلى قطاع غزة.
وأشار سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية، إلي أن "هنية" هو الوحيد الذي قام بزيارة المعزول محمد مرسي حينما كان في السلطة، وهذا يعد دليل قاطع علي صلة حماس بالإخوان، مما أدي إلي سوء العلاقات بينها وبين القاهرة ودرجة من درجات التخوف.
وأوضح أن العالم يسير في تجاه تغيير السياسات الخارجية، فرأت حماس أنه من الضروري تغيير وجهتها تجاه مصر، خاصة وأن مصر هي الوحيدة التي تهتم بالقضية الفلسطينية وتعتبرها قضية العرب أجمع، ولابد من عودة المياه إلى مجاريها مع القاهرة، وأن تكون مفتوحة أمامها كما يحدث مع فتح.
وأكد أن القاهرة لا تتعامل مع حماس كدولة إنما كفصيل ضمن الدولة، مشيرا إلي أن هناك مهمة كبيرة فيما يتعلق بسيناء، ولابد من وضع حلول جذرية فضلا عن التباحث حول القضية الفلسطينية وقضية الإرهاب.
واعتبر زيارة هنية نقطة أولي توضع علي الحروف فيما يتعلق بالعلاقات بين مصر والفصيل الفلسطيني حماس.
جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، رأى أن تلك الزيارة تحمل ثلاث مؤشرات، الأول أن حماس تحاول تغيير مسارها، وتسوية نزاعاتها في المنطقة سواء مع مصر أو غيرها، بسبب تهديد تنظيم "داعش" الإرهابي بإسقاط حكم "حماس" في غزة.
وتابع، أن الزيارة جاءت أيضًا على خلفية إلغاء مصر حكم اعتبار حماس إرهابية، في يونيو الماضي، مشيرًا إلى أنها زيارة هامة؛ لأن العلاقة بين حماس ومصر مضطربة، والزيارة جاءت لمناقشة قضايا الأمن القومي بين حدود مصر وغزة، لأن معظم العمليات الإرهابية التي تتم في سيناء تكون عن طريق عبر الأنفاق في قطاع غزة.
ولفت إلى أن القضية الفلسطينية ستأخذ جزء كبير من الزيارة، من أجل التهدئة والوصل إلى تفاهم بين حماس والرئيس الفلسطيني "محمود عباس"، لأن تهدئة العلاقة بين حماس والسلطة أمر هام لوحدة الصف الفلسطيني.