رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نقاد: سينما العيد تخلو من الإبداع وتلجأ لدغدغة مشاعر الشباب


"فيفي عبده" و"دينا"، نجمتان في الرقص الشرقي دخلتا سباق أفلام عيد الأضحى بفيلمي "عبده موته"، و "مهمة في فيلم قديم"، اللذين خليا من المضمون اللائق، ليقدما بضاعة رخيصة وسلعا مغشوشة، تحاول دغدغة مشاعر الشباب، و تهدف لكسب المال، و ليس لتقديم رسالة هادفة للمجتمع.

والمشهد السينمائي الحالي تسيطر عليه شركة إنتاج خاصة، أفلامها خلطة قليل من المضمون، كثير من الرقص الذي يستعين مؤدوه بالأسلحة البيضاء، مع تكاليف إنتاج زهيدة، وإيرادات فلكية.

وبات السؤال الذي يطرح نفسه، هل أصبحت السينما مرتعًا للرقص الشرقي ووسيلة لاقتناص المال؟

المخرجة إنعام محمد على، وصفت أفلام العيد بأنها أفلام مقاولات تصل إلي درجة التردي الاخلاقي والإسفاف بعقلية المشاهد والإساءة للذوق الجماهيري، موضحة أنها مباراة بين نجوم يلهثون للبحث عن المال وإخراج "العيدية" من جيوب الشباب نظرًا لما تعرضه هذه الأفلام.

وتقول أن هذه الافلام يتم استعمالها مرة واحدة ولا تسطيع رؤيتها مرة أخرى نظرًا لما تحمله من مضمون يسيء لعقلية المشاهد ويحط بأخلاقياته ،نظرًا لغياب المضمون فيها وبعدها عن تحقيق هدف يخدم الجمهور، بل إن هذه الافلام يمكن أن نطلق عليها "سلعة مغشوشة" تؤدي إلى تدمير فكر المجتمع، نظرًا لأنها تحمل كلمات مسفة تدفعك للبعد عنها مهما كانت الأسباب.

وأوضحت أن ما دفع النجوم إلى المشاركة في مثل هذه النوعية من الأفلام ندرة الأعمال التي تحمل مضمونًا راقيًا، وتخلي الدولة عن دورها الرئيسي في إنتاج يحمي فكر المشاهد من المضمون الهابط، مشيرةً إلى أن أفلام العيد موجهة لفئة بعينها هي"الشباب" وليس الجمهور لأنها أفلام موسمية.

وأعربت عن أملها في عودة الأفلام الرومانسية التي تجذب الأسرة لمشاهدتها وتحترم فكرها لعدم عرضها أجزاء مخلة بالشعور العام للجماهير.

وترى الناقدة ماجدة موريس أن غياب دور الدولة أفقد السينما قوتها، ولم يعد هناك من يحمي ذوق المشاهد بعد قيام الشركات الخاصة بإنتاج أفلام هابطه يغيب عنها المضمون المقبول، وصار أغلب الأفلام تمتلىء بألفاظ تجرح أخلاقيات المشاهد،وبمشاهد يخجل منها المشاهد تعتمد علي الرقص والأكشن بالأسلحة البيضاء التي إمتدت إلى المسلسلات أيضًا، لدرجة أن أى مؤلف لقصة فيلم أو مسلسل صار يبحث عن ما يطلق عليه الحارة الشعبية،لتجسيد مشاهدها المنفلتة.

وقالت إن أفلام العيد تبحث دائمًا عن أموال "الغلابة" خاصة الذين يحاولون الترفية عن أنفسهم من خلال هذه الأفلام والحدائق العامة بعد رحلة البحث عن"لقمة العيش" التي أصبحت عزيزة على الإنسان المصري في ظل الظروف الحالية.

وطالبت الدولة بأن تخصص جزءًا من ميزانيتها لصناعة السينما بعد التخلي عنها لسنوات طويلة، بالإضافة إلى وضع حد لانتقاد وهجوم الجماعات الإسلامية على الفن والفنانين بزعم أن الفن حرام ولابد من محاربته.

الناقدة ماجدة خير الله ترى أن هذه النوعية من الأفلام قائمة منذ فترة طويلة ،وهي تستهدف جمهورًا معينًا ولا يمكن أن تحقق ايرادات مرتفعة، والأفلام الجيدة تفرض نفسها على الجمهور سواء كانت هذه الأفلام تنتمي إلى نوعية الأكشن أوالاجتماعي أو الكوميدي.

وتقول الناقدة ماجدة خير الله "لا يجب نقد الأفلام لمجرد مشاهدة إعلاناتها، إنما يجب أن نشاهدها أولا ثم ننقدها أو نعلق عليها،ولا يجب الهجوم على الفيلم بسبب جهة إنتاجه؛ ومن حق المشاهدين أن تشاهد هذه الأفلام أو لا تشاهدها، فلن يرغمهم أحد على المشاهدة، فإذا أرادوا المشاهدة سيذهبون ويشاهدونها في السينما.

وأكد الناقد طارق الشناوي إن الهدف من هذه النوعية من الأفلام تحقيق الأرباح، رغم أن هذه النوعية الرديئه تؤثر على الشباب في عاداتهم وتصرفاتهم بعد ذلك.

نادر عدلي الناقد السينمائي لا يرى أن مشاهد الرقص تشين الفيلم السينمائي، وقال أن السينما اعتمدت بشكل كبير خلال مراحلها المختلفة علي الراقصات في تمثيل دور المرأة بدءًا من تحية كاريوكا وصولا إلي دينا، حيث حصلن علي جوائز دولية في عمليات الرقص الشرقي الذي تنفرد به مصر دون غيرها من الدول العربية خاصة لبنان .

وأضاف أن ظهوردينا وفيفي عبده في موسم واحد جاء بمحض الصدفة نظرًا لبحث الشركة المنتجة عن نجوم أقل أجرًا لعدم ارتفاع تكاليف العمل،بالإضافة إلي الإعتماد على حبكة فنية معروفة لجذب جمهور بعينه، لافتًا إلى أن أفلام العيد معروف عنها الخروج عن النص بشكل يجذب الجمهور من خلال حبكة شعبية تقدم ما يدور فى الحارة الشعبية وكواليسها.