رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السيسي يؤكد على دورالفن:

بين "التوجيه" و"الحرية".. ما الدور الذي يجب أن يلعبه الفن في الارتقاء بالمجتمع

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

"والله هتتحاسبوا" رسالة وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسي صباح اليوم الثلاثاء، أثناء إلقائه لكلمته في احتفالات عيد الشرطة إلى الفنان أحمد السقا والفنانة يسرا، في إشارة منه إلى الدور الفعال الذي يلعبه الفن في المجتمع، وجاءت رسالة السيسي في معرض مطالبته للإعلام والفنانيين ببث الأمل في المجتمع.
لم تكن المرة الأولى التي يركز فيها الرئيس السيسي خلال خطاباته على دور الفن في النهوض بالمجتمع وثقافة ووعي المواطنين، فسبق في لقائه بالفنانين مايو الماضي، أكد على دور الفنون المختلفة التي يقدمونها في النهوض بمستوى ثقافة المواطنين، وتشكيل جزء كبير من الوعي لديهم، وتحسين أوضاع المجتمع.
في ذلك الشأن قال طارق الشناوي، الناقد الفني: "مما لا شلك فيه أن للفن دور كبير في تشكيل وعي وأخلاقيات المواطنين بشرط أن يتم تقديمه بدون توجيه من أحد، حتى لو كان شخص الرئيس كي يؤدي دور فعال في المجتمع، مؤكدًا أنه لا دور للفن في ظل أي توجيهات معينة، لأنه يصبح بلا إحساس أو نبض".
وأشار إلى أن الخوف يدفع البعض للسير وراء كل ما يقوله رئيس الدولة من آراء أو اتجاهات شخصية، ومن هنا يأتي التوجيه السياسي للفن، الذي يؤدي بالتالي إلى عدم قدرته على تأديه دوره بالشكل المطلوب في المجتمع.
وأضاف، أن نوعيات كثيرة من الفن تسهم بشكل كبير في زيادة ذلك الوعي الثقافي للمواطنين، والتي لا بد أن تعالج قضايا أو مشكلات تهم قطاع كبير منهم، وتشغل بال الدولة مقدمًا الحلول لها بالرصد والنقد، سواء كانت تخص النظام أو الدولة، فتلك النوعية من الفنون لعبت في الستينات دورًا كبيرًا في ثقافة المواطنين.
وضرب الشناوي مثلًا لبعض الأفلام التي تمثل الفن الواجب تقديمه كي يتم تحقيق نهوض المجتمع ومواطنيه بفيلم "باب الحديد"، حيث أكد أن تلك النوعية تقد رسالة سياسية واجتماعيه للمشاهد؛ لأنها تتعمق في مشاكل المواطنين وتطالب بحقوق فئة كبيرة منهم وهم العمال، وأشار أن للفن دور كبير في التأكيد على القوانين التي تراعي حقوق المواطنين من خلال المشاهد التي يتم تقديمها، والأدوار التي يتم معالجتها.
قالت ماجدة خير الله، النقادة والكاتبة الصحفية عن دور الفن في المجتمع: "كي يستطيع الفن أن يقدم دورًا فعالًا في المجتمعات يجب أن يُترك له مساحة كبيرة من الحرية حتى يتسطيع لعب ذلك الدور بكفاءة، وأشارت إلى أن الفن في فترة الستينيات كان به حرية أكثر ويقدم رؤية أوضح، لأن الدولة كانت تعطي ثقة في الفنان والفن الذي يقدمه دون توجيه أو رقابة؛ لذلك كان الفن قادرًا بشكل أكثر على زيادة ثقافة المواطنين وتشكيل أخلاقيات البعض منهم".
وأضافت أن الفنان لا يحتاج إلى توجيه أو فرض رقابة مقيدة عليه، وأشارت خير الله إلى نوعية الفن الذي يجب أن يقدم كي يقم بدوره الصحيح في المجتمع، ضاربة مثلًا بالأفلام الشبابية التي خرجت في الآونة الأخير مؤكدة أنها أعمال فنية ذات قيمة مثل فيلم: "فرش وغطاء، ولا مؤاخذة، والفيل الأزرق".
وأكدت أن تلك الأفلام أعادت للسينما المصرية هيبتها الجادة، وأوضحت مهمتها في تشكيل الوعي؛ لأنها ناقشت قضايا مطروحة على الساحة السياسية والاجتماعية، وأشارت أن دور الفن لم يتحقق بشكل كامل لأن الحرية لم تعطى كاملة بدورها، ومازال على الفن ألف قيد ورقابات عديدة، مثل مؤسسات المرأة والرقابة الفنية التي تحاصر الفن بكميات كبيرة من القيود والتحفظات، الأمر الذي يعرقل عملية تأديه الفن لدوره في المجتمع.