رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وداعًا "معالي زايد" الفنانة التي لعبت "بالبيضة والحجر" وأيدت السيسي "بزغروطة"

معالى زايد
معالى زايد

بخفة ظلها المعهودة أثرت قلوب الكثيرين، لترسم البهجة على ملامحهم، بدموعها كسبت تعاطفهم ليتأثر الجمهور مع كل لفتة تصدر منها، استطاعت تقديم الأدوار كلها على مختلف نوعيتها، لكنها تمسكت بنفس الاحترافية والإجادة، حتى أطلقوا عليها لقب الفنانة التي لعبت "بالبيضة والحجر" في أدوارها المتميزة، ما بين الفتاة البسيطة والزوجة الأصيلة وأدوار الشر التي أتقنتها جيدًا، لترحل بعد أن تركت تاريخًا فنيًا لا يمكن نسيانه.
نشأت معالي زايد في بيئة فنية متأصلة، فجذور عائلتها تمددت في حقل الفن، فمنذ طفولتها وهي تعيش في جو فني مليء بالإبداع والبهجة، والدتها الممثلة آمال زايد، وخالتها الممثلة جمالات زايد، وما لا يعرفه الكثيرون أيضًا أنها ابنة خالة أمير الطرب العربي الفنان هاني شاكر، فمن خلال تلك النشأة كانت لابد وأن تتقن معالي زايد الفن وتعرف دهاليزه جيدًا.
ظلت تهوي فن "البورترية"، ولم يأخذها التمثيل من عشقها الأول للرسومات التشكيلية، حيث افتتحت عدة معارض للفن التشكيلي، كان أولها بعنوان "الوجه الآخر" والذي استعرضت من خلاله مجموعة من أعمالها الفنية.
كما أن دراستها كانت في الشقين، حيث درست في كلية التربية الفنية، ثم اتجهت للدراسة في المعهد العالي للسينما، لذلك نشأت "معالي زايد" تهوى التمثيل والوقوف أمام الكاميرات حتى اكتشفها المخرج الراحل "نور الدمرداش" الذي قدمها لأول مرة على شاشة التلفزيون عام 1976م من خلال مسلسل "الليلة الموعودة".
أما حياتها الاجتماعية، لم تكن محط الأضواء كثيرًا، فعلى الرغم من زواجها مرتين إلا أنه ليس لديها سوى طفل واحد كانت تقوم بكفالته فقط.
ولم تختف معالي زايد من الأضواء السياسية، لكن لم تكن تحب "الشو الإعلامي" كثيرًا، فكانت من أكبر مؤيدي ثورة 25 يناير في يومها الأول، كما عارضت الإخوان ووقفت ضدهم بقوة وعانت الكثير بسبب مواقفها هذه.
وفاق حبها الجيش لأبعد الحدود، حيث شاركت قبل وفاتها في بعض التظاهرات المؤيدة للجيش وأعلنت تأييدها للسيسي وأطلقت زغرودة مصرية فور إعلانه ترشحه للرئاسة كما منحته صوتها في الانتخابات الرئاسية.
وترجع مشاركتها السياسية وحبها للرئيس السيسي، إلى أن والد زايد كان أحد أفراد الضباط الأحرار الذين شاركوا عبد الناصر في القيام بثورة يوليو وهو "عبد الله المنياوي".
كان والدها يتميز بالشدة والصرامة في التعامل وفقًا لطبيعته العسكرية التي تعامل بها إبان الثورة، وقالت معالي زايد في إحد لقاءاتها التلفزيونية إنه رغم شدته إلا أنه زرع فيهم قيمًا وعادات رائعة أبرزها "الجدعنة" والشهامة والنبل والأخلاق العالية.
أعمالها السينمائية تعدت الـ80 عملًا وأكثر من 60 مسلسلًا تلفزيونيًا، كما وقفت على خشبة المسرح في 6 أعمال، وكان فيلم "عنبر والألوان" في عام 2001 ومسلسل "موجة حارة" في عام 2013 من آخر أعمالها.
"السيسى زعيم وفخر لمصر والعالم العربي والشعب المصري كله بيحترمه ويقدر موقفه"، كانت آخر كلماتها وآخر رسائلها التي وجهتها للشعب المصري في الانتخابات الرئاسية الماضية.
لترحل الفنانة التي أفنت حياتها في التمثيل من الكوميديا إلى الدراما والمسرح بعد صراع مع المرض، خلفت كل شيء ورائها من أعمال فنية ستظل عالقة في التاريخ والأذهان.