رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس أركان يساف: طالبان فقدت دعم الافغان


قال الجنرال أوليفييه دي بافينشوف رئيس أركان قوة إيساف الذراع العسكري لحلف شمال الأطلنطي "ناتو" في أفغانستان أنها (ايساف) أحدثت تغييرًا جذريًا في أفغانستان التي كانت بمثابة مجتمع معاد منغلق على ذاته يبدو أحيانًا وكأنه ينتمى إلى القرون الوسطى، منحته قوات الناتو انفتاحًا على العالم وأساليب عمل جديدة ونظام تعليم في طور الإعداد كما حققت له الأمن.

وأضاف أوليفييه دي بافينشوف وهو قائد الفيلق الأوروبي والقوات الفرنسية في أفغانستان - ما يجعله مشرفًا على عملية انسحابها من هناك- في حوار أجرته معه صحيفة لوفيجارو الفرنسية أن ما بين 200 و250 جنديًا أمريكيًا سيخلفون القوات الفرنسية عقب انسحابها من ولاية كابيسا - شمال شرق كابول- وذلك بعد أن تحسنت الأوضاع بشكل واضح هناك.

علاوة على ذلك لن يتم تكليف الجنود الأمريكيين بالقيام بعمليات في كابيسا، إنما ستقتصر مهمتهم على تقديم يد العون للأفغان لإتمام مهامهم الأمنية، وبسؤاله عن الفرق بين ولاية كابيسا وسائر الولايات الأفغانية التي يقاتل فيها الجيش الأفغاني دون مساعدة من إيساف، قال دي بافينشوف أن الفرق الحقيقي يكمن في قرب هذه الولاية الشديد من العاصمة،علمًا بأن كل ما يحدث في كابول العاصمة يحدث دويًا في العالم أجمع ، أما عن الأقاليم الأكثر بعدًا عن المراكز الحضرية فيمكننا أن نخاطر فيها بعض الشئ إذ اننا نعتبر أن التهديد هناك ضعيف أو أنها لن تؤدي إلى إعادة النظر في سير العملية الانتقالية. علاوة على ذلك أننا غير مستعدين للمخاطرة بأي شيء يحدث في كابول فلابد لنا دومًا أن نتخذ إجراءات وقائية.

وعما إذا كانت له توجيهات فيما يخص عدم خروج الجنود الفرنسيين من قواعدهم منذ الإعلان عن مقتل 11 جنديا فرنسيًا الصيف الماضي، قال رئيس أركان قوة إيساف أن واجب أي قائد في كل زمان ومكان هو الحفاظ على حياة الجنود، وأننا لم نتخيل أبدًا التهور في خوض المخاطر كل ما حدث هو أن قرار إيساف بنقل المهام الأمنية إلى الجيش الأفغانى في ربيع 2011 تزامن مع القرارات التي اتخذتها فرنسا.

وتابع أننا متواجدون في أفغانستان منذ ما يقرب من 11 عامًا ما يعادل ضعف مدة الحرب العالمية الأولى، مضيفًا أن هناك حالة من الضيق تسود بلادنا إزاء أفغانستان لأننا عملنا بشكل كبير من أجل هذا البلد أكثر من أي دولة في العالم، وقد حان الوقت ليضطلع الأفغان بمسئولياتهم.

وحول إمكانية استغلال الاتفاقيات التي أبرمتها فرنسا مع دول الشمال فيما يتعلق بعبور المعدات العسكرية العائدة إلى بلادها، قال دي بافينشوف إنه يبقى تسوية عدة تفاصيل تقنية مثل الضرائب وأوقات المرور وطبيعة المعدات ومثل هذه الأمور تستغرق بعض الوقت لإتمامها، غير أننى أعتقد أنه سيكون بإمكاننا الحد من التعبئة في كراتشي - الأمر الذي يمنعنا في الوقت الحالي من نقل المعدات العسكرية عبر باكستان - والانتهاء من هذه التفاصيل التقنية مع دول الشمال بحلول العام المقبل ما سيمكننا من الإسراع من نقل المعدات العسكرية.

وفيما يتعلق بقراءته للتهديد الداخلي المتمثل في الهجمات المتكررة التي يشنها الجنود الأفغان على قوات التحالف قال الجنرال أوليفييه دي بافينشوف أن التهديد الداخلي أمر حقيقي، وكان الجنرال جون ألن قائد القوات الأمريكية في أفغانستان قال للرئيس الأفغاني حامد قرضاي: "أننا مستعدون للموت من أجل بلادكم لأن قادتنا هم من كلفونا بهذه المهمة غير أننا غير مستعدين للموت على أيدي جنودكم".

وأضاف أن هؤلاء الجنود الذين ينالون من قواتنا يكونون أميين في أغلب الأحيان. موضحًا أن 45 جنديًا في صفوفنا راحوا ضحية هذه الهجمات منذ بداية العام الحالي، وأن طالبان تبنت ما يقرب من ربع هذه الخسائر.

وحول عدم تحري الناتو الدقة يف تعيين الأشخاص نظرا لرغبته في تكوين جيش قوامه 352 ألف شخص خلال خمسة أعوام، قال دي بافينشوف إنه لم يكن لديه الخيار وأنه إذا كنّا نريد رد الهيمنة الكاملة للجيش الأفغاني على بلادهم فلابد لنا وأن ننسحب غير أنه لابد وأن تكون قوات الأمن على مستوى التحديات التي مازالت تواجه البلاد.

مضيفًا أن القوات الأفغانية ستواجه موقفًا صعبًا بعد عام 2014، صحيح أننا قمنا بتعيين العديد من الأشخاص على وجه السرعة غير أننا اتخذنا تدابير تجنبًا لعمليات التسلل التي تهدد قواتنا.

وحول إمكانية عدول فرنسا عن الإبقاء على المدربين لما بعد عام 2014، قال الجنرال دي بافينشوف إن مدربينا يعملون ضمن مجموعة من المتطوعين بدون ذخيرة في مجال التأهيل الأكاديمي لا ضمن وحدات قتالية وهو ما يجعل الأمر أقل  خطورة.