رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكرى ميلاده.. أبرز صالونات ومجالس أحمد باشا تيمور الثقافية

أحمد باشا تيمور
أحمد باشا تيمور

كان لأحمد بن إسماعيل بن محمد تنكور المشهور بـ"أحمد باشا تيمور" (6 نوفمبر 1871 - 25 أغسطس 1930) العديد من الصلات بأَعْلامِ عَصرِهِ كالشيخِ حسن الطويل، والشيخِ طاهر الجزائري، والشيخِ المُجدِّدِ محمد عبده الَّذي تَأثَّرَ به تيمور كَثِيرًا، وقد تردد على مجالسه الكثير من أَقْطاب الفكر والسياسة والأدب في مصر في ذلك الحين، أَمْثال: سعد زغلول، وإسماعيل صبري، وحافظ إبراهيم، وقاسم أمين، وغيرهم. 

ولتيمور باشا مجالسه وصالوناته الثقافية التي توزعت بين بيته في درب سعادة بحي باب الخلق، وكذلك كان قصره في الزمالك، وعوامته في النيل، وعزبته في قويسنا، وكان المثقفون من العراق والشام واليمن والمغرب العربي يتوافدون على هذه الصالونات الأدبية الأربعة.

صالونات ومجالس أحمد باشا تيمور الثقافية من أوائل القرن التاسع عشر حتى وفاته

وعن مجالس وصالونات أحمد تيمور باشا الثقافية، يقول الكاتب أنور الجندي في مجلة "الثقافة": "كانت ندوة ( أحمد تيمور ) من الندوات الحافلة في أوائل هذا القرن، إلى أن توفى عام 1930، وكان أعلام الباحثين في التراث من بغداد ودمشق والمغرب ينزلون في ضيافته أسابيع طويلة، يراجعون معه قوائم الكتب، ونوادر المخطوطات. ولا يكاد يمر أسبوع دون أن یفاجئ تیمور باشا زواره ورواد ندوته بجديد من غرائب ما يكتشف أو يحقق من أبحاث.

كيف أنقذ تيمور باشا تراثنا العربي من الضياع ؟

يتابع الجندي كاشفًا عن الدور الذي لعبه عمل "تيمور باشا" على استنقاذ جانب كبير من تراثنا العربي؛ قائلاً: "أنشا مكتبته ووسعها، وعاش سنوات طويلة يترقب كل ما يظهر من المخطوطات هنا أو هناك ليشتريه بأي ثمن ليحفظه من الذهاب إلى مكتبات الغرب وحرمان أهله منه، وكان أحمد تيمور وأحمد زكي الملقب بشيخ العروبة، يتنافسان في هذا السبيل، ويعملان من أجل الحصول على هذه الذخائر، وكان لتيمور من يذهب إلى مكتبات الآستانة الغنية الحافلة بالآثار العربية والإسلامية وإلى مكتبات أوروبا لينقل له بالفوتوغرافيا عشرات من هذه الآثار. وكذلك فعل أحمد زكى بنفسه ومن ثم نشأ اتجاه ضخم إلى إحياء التراث العربي تولته دار الكتب آنذاك وتكونت مدرسة ضخمة لهذا العمل.

وتابع، ومن يطالع رسائل أحمد تيمور إلى الإب إنستاس الكرملي في بغداد ومحمد كرد على في دمشق وكانا معنيين بهذا العمل يحس بأن هناك حركة ضخمة لها أطرافها في استيراد المخطوطات ونسخها، والبحث عنها من باريس أو لندن أو برلين أو غيرها ، وهي حركة دائبة لا تتوقف تبحث عن هذا الكتاب أو ذاك، وما طبع وما لم يطبع".