رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأويمجى مجدى غنيم: أمارس حرفتى منذ 40 عامًا وأهم أعمالى "أسدا قصر النيل"

الأويمجى مجدى غنيم
الأويمجى مجدى غنيم

عندما تطأ قدماك ورشة «عم مجدى» تجد نفسك داخل متحف فنى ملىء بالتماثيل والمجسمات الخشبية والمنحوتات، لا مجرد ورشة لتصنيع الأثاث الذى تشتهر به محافظة دمياط، حيث يبدع فيها الصناع المهرة والنحاتون من أصحاب الحرفة المتميزة القادرون على تحويل أى قطعة خشب إلى تحفة فنية ناطقة، تخطف أنظار كل من يراها.

عن فنه المبهر، يوضح مجدى غنيم، أو «عم مجدى»، كما يدعوه أهالى منطقة الأعصر بدمياط، أن بدايته مع هذا الفن حدثت حين كان فى الصف الأول الإعدادى، حيث تعلم الرسم فى المدرسة، وتفوق فيه، وبدأ وقتها فى النزول إلى ورشة أويما، أى ورشة متخصصة فى النحت على الخشب، وبدأ هناك فى أولى خطوات تعلم المهنة، ليبدأ رحلة عمله وفنه وإبداعه، التى استمرت لنحو ٤٠ عامًا.

 

ويقول: «فى البداية تعلمت فى ورشة على يد (عم إبراهيم)، الذى كان أول من علمنى مهنة الأويما، وتعلمت معه كيفية استخدام الشفرات وأدوات النحت، وبعدها انتقلت إلى ورشة المعلم المنصورى، حيث بدأت فى تنفيذ أشكال النحت، أى أنى تعلمت الرسم فى الصف الأول الابتدائى وحتى الصف السادس الابتدائى على يد الأستاذ رياض، أستاذى الفاضل، وبعدها انتقلت إلى ورشة أويما، ومنها إلى ورشة نحت على الخشب».

ويضيف: «مع المعلم المنصورى بدأنا فى تنفيذ غرفة أثاث بها شكل وجه أسد، تسمى (مسخرون)، وعملت معه بدون مقابل، حتى أستطيع تعلم الحرفة وأتقنها جيدًا، حتى أصبحت تجرى فى دمى، وبعدها فتحت ورشتى الخاصة فى منطقة الأعصر بمدينة دمياط».

وعن أنواع الخشب المستخدمة فى تصنيع التحف والمجسمات بورشته يوضح «عم مجدى» أنه يستخدم الخشب الزان الرومانى درجة أولى بسمك ١٠ سنتيمترات، ويستخدم فى بعض الأحيان الخشب السويدى، لكن الزان الرومانى المبخر هو الأساس فى عمله، لأنه لا يتأثر بالعوامل الجوية.

ويضيف: «أعطى كل قطعة وقتها، وقد أعمل فى تحفة واحدة لمدة قد تصل إلى شهرين، وقد نفذت المئات من المنحوتات، وصدرت أعمالًا ومنحوتات ومجسمات إلى أكثر من دولة عربية وأوروبية، وكان أشهر ما نفذته هو مجسم لأسدى قصر النيل، كما صممت ونفذت تمثالًا لرئيس دولة جنوب إفريقيا».

ويتابع: «أنفذ المجسم فى البداية من الخشب، وأرعى أعمال النجارة به كى يكون على درجة كبيرة من المتانة والجودة، ومن ثم أبدأ فى تحويل القطعة الخشبية إلى تحفة فنية تستحق أن توضع فى القصور، وأن يتم تصديرها أيضًا إلى الخارج، وقد سافرت إلى دول متعددة، منها لبنان وسوريا والعراق والأردن وتشيكوسلوفاكيا وإيطاليا وبلغاريا، وعملت بها جميعًا نحاتًا وأويمجى، ثم عدت إلى مصر لأستقر بها وأمارس حرفتى التى أحبها منذ الصغر».