بائعة الأنابيب مى عشرى: حلمى استكمال دراستى ومقابلة الرئيس السيسى
تمتلك من العزيمة والدأب والإصرار ما يعجز عن امتلاكه كثير من الرجال، فلك أن تتخيل شكل وقوة فتاة فى الـ١٧ من عمرها، تستيقظ مع أول خيوط الضوء وتحمل أنابيب البوتاجاز على رأسها وترصها على سيارة ربع نقل، وتتجول بها فى شوارع قرية البلاكوس بمركز كوم حمادة بالبحيرة طوال النهار لتبيعها للأهالى، حتى تعود فى آخر اليوم بنفقات شقيقيها الصغيرين.
إنها مى عشرى فرج الله، ابنة قرية البلاكوس بالبحيرة، والطالبة فى السنة الأخيرة بالمدرسة الثانوية الفنية والتى يعرفها الكثير من الأهالى، فقد اكتسبت شهرتها من مهنة توزيع الأنابيب على المنازل باستخدام سيارتها الـ«ربع نقل» بعد وفاة والدها وتركه ٣ أبناء ووالدتهم، وبعد فراغها من عملها تذهب إلى مدرستها لتحاول التقاط ما يمكن التقاطه من التعليم ومن أحلام المستقبل.
فخر وسعادة
«مى» عبرت، خلال حديثها مع «الدستور»، عن شعورها بالفخر والسعادة لأنها تعمل على تربية أشقائها بالرزق الحلال، كاشفة عن أن قصتها بدأت منذ ٥ سنوات تقريبًا وكانت وقتها فى الصف الثانى الإعدادى، حيث مرض والدها بمرض شديد وكانت لديه سيارة يستخدمها فى عمله فى بيع الأنابيب، وطلبت منه أن يعلمها القيادة لتتمكن من مساعدته فى التوزيع.
وقالت: «وافق الأب على الفور، وتعلمت القيادة بسرعة كبيرة، وترك لى السيارة لأواصل عملى وأجلب رزقى من خلالها، وبعد عدة سنوات، توفى أبى تاركًا وراءه أسرة مكونة من أربعة أفراد، الوالدة هدى محمد عبدالسلام، والشقيقين زينب توأمتى، وأحمد الطفل الصغير، وعاهدت نفسى أن أكون سندًا لهما وأحافظ على مستقبلهما، وسأبذل قصارى جهدى لتحقيق ذلك».
وعن كيفية تنظيم يومها، قالت: «أستيقظ فى الساعة السادسة صباحًا، أبدأ بتشغيل السيارة ثم أذهب إلى مستودع الأنابيب وأستلم حصتى وأحمل الأنابيب على السيارة، ثم أمر على الزبائن داخل القرية والقرى المجاورة».
وأشارت إلى أن بعض الزبائن يتصلون بها عبر الهاتف لطلب الأنابيب، وبدورها تذهب إليهم وتحملها بمفردها وتوصلها إلى الزبائن حتى منازلهم، وعقب الانتهاء من بيع الأنابيب ترجع إلى منزلها لتغير ملابسها وتقوم بإعداد الدروس والذهاب إلى المدرسة فى الفترة المسائية، وعقب الانتهاء من الدراسة تعود إلى المنزل من أجل استكمال عملها.
وتمنت «مى» أن تكمل دراستها وتتمكن من تربية أشقائها ومواصلة العمل من أجل مساعدة والدتها على ظروف المعيشة الصعبة، مختتمة حديثها بالتعبير عن أملها فى مقابلة الرئيس عبدالفتاح السيسى، معبرة عن تقديرها لكل من يسعى لمساعدة الفقراء والمحتاجين.