شروط إيران لخفض التصعيد مع إسرائيل تثير الانقسامات والجدل داخل طهران
اشتعلت الانقسامات في إيران بشأن الشروط لخفض التصعيد مع إسرائيل، حيث كانت الشروط وقف الحرب في غزة ولبنان وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة وجنوب لبنان، فضلًا عن إقامة دولة فلسطينية، ولكن يبدو أن الحل الأخير أثار انقسامات متعددة، بعد أن اتفق الساسة في إيران على فصل جبهتي غزة ولبنان.
انقسامات في إيران بشأن فلسطين وخفض التصعيد مع إسرائيل
وأكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن الإصلاحيين في إيران أشعلوا نقاشًا حول ما إذا كان ينبغي لطهران أن تكون على استعداد للتحول من معارضتها العميقة لحل الدولتين في الأراضي الفلسطينية، والذي يتطلب منها الاعتراف بوجود دولة إسرائيل.
وتابعت أنه كان "الموت للصهيونية" عنصرًا أساسيًا في الفكر الثوري الإيراني منذ عام 1979، وكان موقف منظمة التحرير الفلسطينية فعليًا حتى اتفاقات أوسلو في تسعينيات القرن العشرين.
في عهد الرئيس السابق محمد خاتمي ووزير خارجيته كمال خرازي، اقترحت إيران إجراء استفتاء على حل الدولة الواحدة، مع السماح فقط لأحفاد الذين عاشوا هناك "قبل الغزو الصهيوني" واللاجئين الفلسطينيين بالتصويت- وهي العملية التي من شأنها أن تجعل اليهود الإسرائيليين أقل عددًا في التصويت.
وبحسب التقرير نظرت إيران دائمًا إلى إسرائيل باعتبارها مشروعًا استعماريًا للمستوطنين، وكان بعض قادتها يدافعون عن إنكار الهولوكوست، وفي الأسبوع الماضي لم تحضر إيران اجتماعًا لمدة يومين للتحالف الدولي من أجل حل الدولتين الذي عقد في الرياض، المملكة العربية السعودية.
ولكن في الحادي والعشرين من أكتوبر، أصدر مجلس المحاضرين والعلماء في حوزة قم، وهي هيئة إصلاحية من رجال الدين، بيانًا يدعو إلى "عودة النظام الصهيوني إلى حدوده القانونية قبل عدوان عام 1967 وتشكيل دولة فلسطينية مستقلة".
وأضافت الصحيفة أن هذا كان يعني ضمنًا دعم حل الدولتين، مما أدى إلى احتجاجات خارج مكاتب المجلس في قم بعد صلاة الجمعة.
وفي ردها على الانتقادات، لم تذعن المدرسة الدينية إلى الحد الذي أوضحت فيه أنها تتفهم "الجرائم الشنيعة التي ترتكبها الدولة الصهيونية" وأنها لا تعترف بإسرائيل، ولكنها تعتقد أن الدولة الفلسطينية المستقلة من شأنها أن تضع حدًا لإراقة الدماء.
ووفق التقرير جعلت معارضة إيران لحل الدولتين من الصعب عليها بناء تحالفات دبلوماسية في المنطقة وغيابها عن مؤتمر الأسبوع الماضي هو مثال واضح على ذلك.
ونفى المؤرخ والمؤلف آراش عزيزي أن تكون خلفية الصراع العسكري الوشيك المحتمل بين إسرائيل وإيران تجعل من الوقت غير مناسب على الإطلاق لعقد مثل هذا النقاش.
وقال عزيزي إن وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف، قال مؤخرًا إن الإيرانيين سئموا من حكومة "تحاول أن تكون أكثر تأييدًا للفلسطينيين من الفلسطينيين أنفسهم".