سياسي عراقي يكشف لـ"الدستور" تأثير التحولات في السياسة الأمريكية على الشرق الأوسط
قال الباحث السياسي العراقي عائد الهلالي، إن السياسة الأمريكية تُسجل تغييرات مستمرة تثير تساؤلات حول تأثيرها المحتمل على القضايا الإقليمية، خاصة في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف الهلالي في تصريحات خاصة لـ الدستور: تترقب الدول العربية والاحتلال الاسرائيلي أي تعديلات في الاستراتيجية الأمريكية، حيث يُعتبر هذا الأمر حاسمًا في توجيه مساراتهم السياسية، وتأمل الأولى أن يؤدي التغيير المرتقب في البيت الأبيض إلى تعزيز السياسة الأمريكية لصالح قضاياهم، مثل القضية الفلسطينية، مما يسهم في تحقيق استقرار أكبر في المنطقة.
قضايا أمنية معقدة
وأكد الهلالي في الوقت نفسه، أن هذه الدول تواجه قضايا أمنية معقدة، وتأمل في زيادة الدعم الأمريكي لمواجهة التهديدات الإيرانية وتعزيز الاستقرار في الدول المجاورة.
أما إسرائيل، قال الهلالي: فهي تسعى إلى الحفاظ على علاقتها القوية مع الولايات المتحدة، وتعتبر أي تغيير في السياسة الأمريكية تهديدًا محتملاً لأمنها. تحاول الحكومة الإسرائيلية الاستفادة من أي تغييرات في السياسة الأمريكية لتأكيد حقها في الأمن والتنمية الاقتصادية.
وتابع، كما تشعر بالقلق من أن أي تعديل في الموقف الأمريكي قد يؤثر على مفاوضات السلام، خصوصًا مع تصاعد الضغوط الدولية لحل القضية الفلسطينية وفق مبدأ حل الدولتين الذي أُقر في عام 1967.
الآثار المحتملة لتغير السياسة الأمريكية
قد تُعيد تغييرات السياسة الأمريكية إحياء جهود السلام، إذا اتخذت الإدارة الأمريكية موقفًا أكثر توازنًا بين الأطراف ودعمت مفاوضات جادة تشجع الأطراف على الانخراط في حوار بناء، ومع تزايد الضغوط الدولية على إسرائيل لتقديم تنازلات، قد تجد الحكومة الإسرائيلية نفسها في موقف يتطلب منها اتخاذ خطوات أكثر مرونة، مما يساهم في تخفيف حدة التوتر وفتح باب عملية سلام شاملة تنهي النزاع المستمر لعقود.
ومع ذلك، اشار الهلالي الى انه لا تزال هناك قضايا عالقة، مثل الاستيطان والقدس، التي تمثل عوائق أمام أي جهود جادة لتحقيق السلام. كما تواجه الدول العربية انقسامات داخلية قد تعرقل إمكانية توحيد الرؤى حول كيفية التعامل مع السياسة الأمريكية الجديدة.
وختم الهلالي تصريحاته: يمكن أن يكون التغيير في البيت الأبيض خطوة نحو الحل، لكن نجاح هذا الأمر يعتمد على كيفية استجابة الأطراف المعنية، حيث انه يتعين على الدول العربية وإسرائيل اعتماد مقاربات مرنة وواقعية لتجاوز التحديات القائمة، وفي النهاية، سيبقى الدور الأمريكي محوريًا في رسم مسارات السلام والاستقرار في المنطقة.