لماذا نتبنى الشائعات؟. الأسباب النفسية والاجتماعية وراء انتشار المعلومات المغلوطة
قدمت الدكتورة سلمى محمد، أخصائية الصحة النفسية، تحليلًا نفسيًا حول الأسباب النفسية والاجتماعية التي تجعل الأفراد يميلون لتصديق الشائعات ونشرها.
كما كشفت عن التطرق إلى مفهوم "التحيز التأكيدي" (confirmation bias) وكيفية تجاوب العقول مع المعلومات التي تؤكد معتقداتها المسبقة.
اقرأ أيضًا
تفاصيل التحيز التأكيدي
كشفت سلمى محمد، أخصائية الصحة النفسية، عن تفاصيل "التحيز التأكيدي" أو Confirmation Bias، الذي يُعرف بأنه القناعات العميقة المترسخة في اللاوعي، ويعتبر نمطًا خاطئًا من أنماط التفكير التي تتسبب في كثير من الاضطرابات النفسية للفرد. يتم ذلك عن طريق تعزيز فكرة سلبية داخلية وإقناع النفس بها، ما يؤدي إلى تأثر الفرد بهذه الفكرة ورؤيته لكل شيء من حوله متوافقًا توافقًا تامًا معها، سواء كانت هذه التوكيدات إيجابية أو سلبية حسب المعتقد المترسخ.
وذكرت سلمى محمد، في تصريح خاص لـ"الدستور" حول هذا الموضوع: "يستخدم مروجو الشائعات والمنجمون هذه النظرية للتلاعب بعقول ومشاعر الأشخاص، من خلال إثارة وتحفيز رغبة محددة لديهم، واستغلال هذا النوع من التفكير، ما يجعل الأفراد أكثر ميلًا لتصديقهم والتفاعل مع هذا الشعور والإحساس".
وأضافت: "التحيز التأكيدي يتميز بالجمود وقلة المرونة، ما يجعله صعب الاختراق والتغيير. وللتغلب عليه، يحتاج الفرد إلى المرور بمرحلتين من التفكير، وهما التفكير الأولي والتفكير الوسطي. كما أن دعم الأفكار الإيجابية في منطقة اللاوعي يصاحبه دافع إيجابي كبير، ما يعزز الأفكار والمشاعر الإيجابية".
واختتمت أخصائية الصحة النفسية: "لذا، فإن فكرة التحيز هي الأساس الذي يبني عليه الفرد أفكاره ومشاعره وتصوراته ومعتقداته، سواء كانت إيجابية أو سلبية، وهي السبب والدافع الأساسي للشعور وتحفيز الفرد نحو فكرة أو هدف معين".