الانتخابات الأمريكية.. خبير السياسات الدولية أشرف سنجر: هاريس الأفضل للشرق الأوسط لأنها ستسعى لوقف الحرب فى غزة
مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية واحتدام المنافسة بين المرشحين، يتزايد الاهتمام الدولي بآثار نتائج هذه الانتخابات على سياسات الولايات المتحدة الخارجية، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط. وفي حوار خاص، يقدم أشرف سنجر، خبير السياسات الدولية، رؤيته حول تأثير فوز كل من المرشحين على الشرق الأوسط، لا سيما فيما يتعلق بالصراع القائم في غزة.
يرى سنجر أن المرشحة الرئاسية كمالا هاريس هي الخيار الأفضل للمنطقة؛ إذ قد تسعى لتبني سياسة أكثر انفتاحًا تهدف إلى الحد من العنف وتعزيز الاستقرار. يقدم سنجر تحليله للسباق الانتخابي الحالي، ودور رجال الأعمال والمجمع الانتخابي في توجيه الانتخابات، إضافة إلى تقييمه للمشهد في الولايات المتأرجحة، التي قد تشكل العامل الحاسم في تحديد الرئيس القادم.
■ من الأقرب للفوز بالسباق الانتخابى؟
- الاحتمالات تشير إلى فوز هاريس، لأن الإعلام الأمريكى يرسم صورة عن ترامب تقول إنه غير قادر على تحقيق الديمقراطية أو اتخاذ قرارات لصالح الولايات، بالإضافة إلى أن له عداءات مع الدولة العميقة وينتقد الأجهزة الأمنية والمباحث الفيدرالية ووسائل الإعلام.
ونجاح ترامب فى انتخابات ٢٠١٦ كان مختلفًا، إذ نظر إليه الشعب الأمريكى على أنه رجل من خارج واشنطن، وله رؤية مختلفة.
■ كيف ترى المشهد الانتخابى الحالى؟
- المعركة الانتخابية تدور بين رءوس أموال ضخمة ورجال أعمال كبار، فالصراع ليس بين ترامب وهاريس ولكنه صراع بين رجال الأعمال، إذ ظهر أمثال «إيلون ماسك وبيل جيتس» فى الحملات الانتخابية، ولأن رجال الأعمال لا يريدون دفع ضرائب كبيرة، فإن ترامب يحاول أن يمنحهم هذه الميزة، لذا فالانتخابات عنيفة وصعبة التوقع، لأن استطلاعات الرأى غير دقيقة لعدة أسباب.
■ ما دور المجمع الانتخابى فى حسم السباق الرئاسى؟
- المجمع الانتخابى، طبقًا للدستور الأمريكى، هو من يقرر نجاح أى مرشح، فالتصويت الشعبى غير قادر على حسم النتيجة، لأن المجمع هو من يختار، فيمكن لترامب مثلًا أن ينجح فى التصويت الشعبى ولكن المجمع الانتخابى ينتخب هاريس، أو العكس.
والمجمع الانتخابى يكون أعضاؤه هم نفس أعضاء الكونجرس الأمريكى من مجلسى الشيوخ والنواب مجتمعين، مع ٣ أعضاء من العاصمة واشنطن، ويتم اختيار المندوبين طبقًا للكفاءة والنزاهة، أى أن أعضاء المجمع الانتخابى هم الأفضل فى فهم السياسة الأمريكية، ولذا يقررون من هو الأفضل ليكون رئيس الولايات المتحدة.
■ كيف ترى اللحظات الأخيرة فى حملة كل مرشح؟
- اللحظات الأخيرة فى السباق الانتخابى مشتعلة، وهناك اتهامات من الطرفين لبعضهم بعضًا، فهاريس تلقى خطابات ضد ترامب وهو يحاول هز صورتها أمام الناخب الأمريكى.
ولكن إذا خسر ترامب فمن غير المرجح وجود أعمال عنف، ولكن قد تكون هناك محاولات للتشكيك فى نتيجة الانتخابات، خاصة إذ حدث تعطل أثناء تصويت الولايات.
■ ماذا عن التصويت فى الولايات المتأرجحة؟
- الولايات المتأرجحة وعددها ٦ ولايات تلعب دورًا حاسمًا وفاصلًا، وحظوظ هاريس فيها أعلى، ولكن وزن هذه الولايات يختلف، فعدد المندوبين فى المجمع الانتخابى لولاية بنسلفانيا مثلًا يمثل ١٩ صوتًا، ولكن ولاية نيفادا لها ثلاثة أصوات فقط.
■ فى رأيك.. من الأفضل للشرق الأوسط؟
- ترامب لا يريد أى حروب عمومًا، ولكن لو فاز فقد يزداد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إجرامًا ويذبح الشرق الأوسط، أما هاريس فستتصرف بشكل مختلف، ولا أقصد بذلك أنها ستقيم دولة فلسطينية، وإنما ربما تتحرك لوقف إطلاق النار، وقد تسعى لإزاحة نتنياهو من السلطة، والإتيان برئيس وزراء إسرائيلى له تصور معتدل عنه، خاصة أن نتنياهو يقتل الفلسطينيين حاليًا بحثًا عن خسارتها للأصوات العربية فى ولاية ميتشيجان، ما يعنى أنها قد تتخذ موقفًا انتقاميًا ضده.