رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الانتخابات الأمريكية.. الباحث والأكاديمى فرانك مسمار: ترامب الأقرب لحسم السباق.. واحتمالات «سرقة الانتخابات» بعيدة بسبب الضمانات الجديدة

فرانك مسمار
فرانك مسمار

مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تشتد المنافسة بين المرشحين وتتصاعد التوترات حول من سيكون الرئيس القادم، وسط حالة من الترقب والتحديات القانونية والأمنية التي تحيط بالعملية الانتخابية. 

في هذا الحوار، يقدم فرانك مسمار، الباحث والأكاديمي المتخصص في الشؤون الأمريكية، تحليله للمشهد الانتخابي الحالي ويرجح فوز الرئيس السابق دونالد ترامب، مشيرًا إلى أن فرص "سرقة الانتخابات" ضئيلة نظرًا للضمانات الجديدة الموضوعة. يناقش مسمار دور المجمع الانتخابي، واستراتيجية المرشحين في الولايات المتأرجحة، والتداعيات المحتملة لخسارة أي من المرشحين، لا سيما تأثير ذلك على الساحة السياسية الأمريكية والوضع في الشرق الأوسط.

■ بداية.. مَن تعتقد أنه الأقرب ليكون الرئيس القادم للولايات المتحدة؟

- التصويت المبكر بدأ بالفعل فى معظم الولايات، بما فى ذلك ساحات المعارك الحاسمة، مثل «أريزونا وجورجيا»، وتشير احتمالات الانتخابات الرئاسية الحالية إلى أن الرئيس السابق دونالد ترامب هو المرشح المفضل، لأن أفضل فرصة لنائبة الرئيس كامالا هاريس تكون عبر الفوز بولايات «الجدار الأزرق» ومنطقة «أوماها بولاية نبراسكا»، وهو أمر يبدو غير مرجح، حيث يُظهر ترامب احتمالات أفضل للفوز فى «ميتشيجان وبنسلفانيا».

■ ما تقييمات كل من ترامب وهاريس فى الولايات المتأرجحة؟

- قبل أيام من الانتخابات، كان ما يقدر بنحو ٥٠ مليون صوت قد تم الإدلاء بها بالفعل فى السباق الرئاسى، ومع ذلك، الديمقراطيون متوترون بشأن رؤية هاريس تتقدم على ترامب بنسبة أقل من ٢٪ فى استطلاعات الرأى الوطنية، لأن هيلارى كلينتون خسرت فى عام ٢٠١٦ بعدما فازت بالتصويت الشعبى الوطنى بنسبة ٢.١٪، وأيضًا فاز الرئيس الحالى جو بايدن بالكاد فى عام ٢٠٢٠، على الرغم من فوزه بالتصويت الشعبى بنسبة ٤.٥٪، وعليه، فمن العدل أن نقول إن ترامب قد يتمتع مرة أخرى بميزة فى المجمع الانتخابى.

■ ماذا يحدث بعد انتهاء التصويت الشعبى؟

- عندما يصوت الأمريكيون لمرشح رئاسى، فإنهم لا يصوتون للرئيس، بل إنهم يخبرون ولايتهم بالمرشح الذى يريدون أن تصوت له ولايتهم فى المجمع الانتخابى.

واختيار الناخبين فى كل ولاية هو عملية من جزءين، فأولًا، تختار الأحزاب السياسية فى كل ولاية قوائم الناخبين المحتملين فى وقت ما قبل الانتخابات العامة، وثانيًا، أثناء الانتخابات العامة، يختار ناخبو كل ولاية ناخبيهم بالإدلاء بأصواتهم، وأثناء الانتخابات العامة، تساعد أصوات الأمريكيين فى تحديد ناخبى كل ولاية.

أى أن الولايات تستخدم نتائج الانتخابات العامة، أى التصويت الشعبى، لتعيين ناخبيهم، ويختار الحزب السياسى للمرشح الفائز فى الولاية الأفراد الذين سيكونون ناخبين.

وبعد ذلك، وبحلول ١١ ديسمبر المقبل، ستصدر جميع الولايات شهادات التأكيد، ثم فى ١٧ ديسمبر، سيصوت الناخبون فى ولاياتهم، ثم فى ٢٥ ديسمبر، ستصل الأصوات الانتخابية، وقبل ٣ يناير ٢٠٢٥، سينقل أمين الأرشيف الشهادات إلى الكونجرس، وفى ٦ يناير ٢٠٢٥، سيحسب الكونجرس الأصوات الانتخابية، وأخيرًا، فى ٢٠ يناير ٢٠٢٥، عند الظهر، سيأتى يوم التنصيب.

■ كيف يتعامل ترامب وهاريس مع اللحظات الأخيرة من السباق إلى البيت الأبيض؟

- سيتوقف كلا المرشحين فى الولايات المتأرجحة، مثل «نورث كارولينا وويسكونسن وبنسلفانيا وميتشيجان»، فى محاولة لدفع التصويت وضمان توصيل رسالة الحملة.

■ ماذا ينتظر ترامب إذا خسر الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟

- أولًا وقبل كل شىء، من غير المرجح أن يحاول ترامب الترشح للمرة الرابعة للبيت الأبيض فى عام ٢٠٢٨، ومع ذلك، إذا لم يعد ترامب إلى البيت الأبيض فإن هناك شيئًا آخر ينتظره، وهو سلسلة متواصلة من المشاكل القانونية التى من غير المرجح أن تختفى إذا خسر.

■ هل من المرجح أن تشهد أمريكا موجة من العنف إذا خسر ترامب؟

- هناك العديد من الضمانات الجديدة التى تم وضعها هذه المرة، مما يجعل أى جهد لسرقة الانتخابات من قبل أى حزب أقل احتمالًا.

■ ماذا عن السيناريو إذا خسر الديمقراطيون؟

- قد تؤدى خسارة هاريس إلى إدانة الحزب، ووصوله لوضع الأقلية فى مجلسى الكونجرس، وهذه ليست مخاوف فارغة، فاستطلاعات الرأى الحالية تشير إلى أن موقف الديمقراطيين فى معركة الكونجرس قد تدهور، وإذا سقطت هاريس فمن المرجح أن يسقط العديد من الديمقراطيين فى مجلسى النواب والشيوخ.

■ هل يستطيع ترامب وقف الحروب بالشرق الأوسط؟

- ترامب قال فى مرات عديدة: «كان ينبغى ألا يحدث هذا أبدًا»، و«لو كنت رئيسًا، لما حدث ذلك»، وهذا يرجع إلى أن ترامب لديه هدف أوسع يتمثل فى إقامة علاقات بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل كجزء من «اتفاقات إبراهيم»، التى تمت فى عهده، والتى أسست علاقات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين.

ومع ذلك، يُنظر إلى هذا التطبيع على أنه مشروط بتقرير المصير الفلسطينى، مع وجود مسار واضح إلى إقامة الدولة.