تقارير دولية: الدعم السريع يمارس انتهاكات جنسية منظمة لتغيير تركيبة السودان
أكد تقرير بريطاني، وجود مخاوف دولية من حدوث عمليات إبادة جماعية في السودان على يد ميليشيا الدعم السريع وسط انتشار عمليات الاغتصاب والتعذيب للمدنيين على يد عناصر الميليشيا.
وأشارت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إلى أن تقرير جديد للأمم المتحدة، أكد تهديد مقاتلى الميليشيات الذين اغتصبوا وهاجموا مجموعات أقلية في دارفور بإجبارهم على إنجاب "أطفال عرب" واستخدموا عبارات عرقية أثناء هجماتهم ضد المدنيين.
الدعم السريع يمارس عمليات تطهير عرقي في دارفور
وبحسب الصحيفة تتوافق تفاصيل أحدث تقرير لبعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة مع تقارير نقلها ناشطون أكدت أن قوات الدعم السريع تحاول تنفيذ عملية إبادة الجماعات العرقية غير العربية في دارفور.
ووجد التقرير أن مقاتلي قوات الدعم السريع مسئولون عن العنف الجنسي في جميع أنحاء السودان، حيث يقاتلون الجيش السوداني منذ أبريل 2023، فيما تتراوح أعمار الضحايا بين ثمانية و75 عامًا، لكن في دارفور، وخاصة ضد جماعة المساليت العرقية، قال الضحايا إن هناك دافعًا عنصريًا واضحًا للعنف.
ونقلت بعثة تقصي الحقائق عن ناجيات من الاغتصاب من المساليت سمعن المقاتلين يعلنون عن نيتهم في أن "هذا العام، يجب أن تكون جميع الفتيات حوامل من الدعم السريع"، فيما قالت أخرى من منطقة الجنينة في دارفور إن مهاجمها قال لها: "سنجعلكن، فتيات المساليت، تلدن أطفالًا عربًا".
وأوضحت "الجارديان"، أن مدينة الجنينة في ولاية غرب دارفور، التي يغلب على سكانها المساليت، كانت محور قتال عنيف وحصار طويل من قبل مقاتلي الدعم السريع، الذين سيطروا على المدينة في يونيو 2023.
وقال التقرير الأممي إن مقاتلي قوات الدعم السريع دخلوا كل منازل المساليت بحثًا عن رجال لقتلهم، فيما تعرضت النساء للاعتداء والاغتصاب وتعرضن لأشكال أخرى من العنف، ثم طُلب منهن غالبًا مغادرة السودان إلى دولة تشاد المجاورة.
وقالت كارولين بويزمان، منسقة بعثة تقصي الحقائق في السودان، إنهم وجدوا أن قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها ارتكبت جرائم حرب ضد المساليت، بما في ذلك العنف الجنسي والتعذيب ومهاجمة المدنيين والتهجير القسري.
الاغتصاب والانتهاكات الجنسية سلاح الدعم السريع ضد الأقليات
وتابعت "وجدنا أن الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي التي ارتكبتها قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها شكلت جزءًا من هجمات واسعة النطاق استهدفت، على وجه الخصوص، مجتمع المساليت، على أساس عرقهم".
كما وجد تقرير صادر عن منظمة "هيومن رايتس ووتش" في مايو الماضي أدلة على العنف الجنسي بدوافع عنصرية، بما في ذلك استخدام العديد من المقاتلين لشتائم عرقية، ووصف النساء اللواتي هاجموهن بالعبيد وإخبارهن بأنهم سيغتصبون نساء المساليت حتى ينجبن أطفالهن العرب.
واستشهدت "هيومن رايتس ووتش" بمثال لمقاتلين غادروا بعد أن قيل لهم إن فتاة تبلغ من العمر 15 عامًا يريدون اغتصابها من عائلة عربية بارزة.
كذلك أكدت هالة الكارب، المديرة الإقليمية لمجموعة حقوق المرأة المبادرة الاستراتيجية للمرأة في القرن الإفريقي، إن الظروف في دارفور تدهورت منذ انتهاء عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في المنطقة في عام 2020، ما أدى إلى تمكين الميليشيات وقادتها، مشيرة إلى أن قوات الدعم السريع استخدمت العنف الجنسي كأداة للتطهير العرقي وهناك آثار للإبادة الجماعية، وخاصة في غرب دارفور.
وتابعت "استخدمت قوات الدعم السريع بطريقة ممنهجة للغاية الاغتصاب الجماعي وأشكالًا أخرى من العنف الجنسي والعبودية الجنسية كأداة للاستيلاء على الأراضي والإخلاء القسري وكسر المجتمعات وقتل أي إمكانية للمقاومة لأقصى قدر من الهيمنة التي تسعى قوات الدعم السريع إلى فرضها على المنطقة".
فيما قالت مارو جبريل، وهى طبيبة وناشطة دارفورية، إن قوات الدعم السريع تستخدم العنف الجنسي في جميع أنحاء السودان لكسر المجتمعات، ولكن مع التركيز على عرقية معينة في دارفور، مشيرة إلى أن القبائل التي تجند منها قوات الدعم السريع تؤمن بتفوقها على المجتمعات الأخرى.