30 عامًا على سيول درنكة.. ماذا حدث فى "يوم القيامة" بأسيوط؟
في الثاني من نوفمبر عام 1994، تعرض عدد كبير من مدن ومحافظات مصر لموجة غير متوقعة من الأمطار الغزيرة، عُرفت لاحقًا باسم "سيول أسيوط 1994"، نسبة إلى محافظة أسيوط التي كانت من أكثر المناطق تضررًا، واستمرت هذه الأمطار الغزيرة لمدة ثلاث ساعات متتالية، ما أدى إلى تراكم كميات هائلة من المياه.
تسبب شدة الهطول واستمراره في حدوث سيل قوي على الجبل الغربي، ما أدى إلى تدفق المياه بكثافة نحو الأسفل، حيث اجتاحت قرية درنكة بالكامل.
وأدى تدفق المياه القوي إلى تدمير الطرق وانهيار المنازل، كما ساهم في جرفها نحو مخازن تكرير البترول، ما نتجت عنه انفجارات وحريق كبير في القرية.
وذكر سكان القرية آنذاك أن درنكة كانت تضم إحدى شركات البترول بالقرب من الجبل، ولم يكن هناك أي مخرجات للسيول، ما أسفر عن غرق القرية بالكامل، وبسبب سوء الأحوال الجوية، خرج القطار عن مساره، ما أدى إلى انفجار ضخم.
وانتشرت النيران فوق مياه السيول ودُمرت عدة منازل، واعتقد الأهالي أن الأحداث التي شهدتها درنكة في ذلك اليوم كانت قريبة جدًا من أحداث يوم الحشر، لذا أطلقوا عليه اسم "يوم القيامة" بسبب الأعداد الكبيرة للضحايا الذين لقوا حتفهم نتيجة السيول أو النيران أو الانهيارات.
فقد الجميع بلا استثناء مدخراتهم وأراضيهم ومواشيهم، ما اضطر معظم السكان إلى الانتقال إلى أسيوط، حيث أقام حوالي 90% منهم لدى أقاربهم. كانت الأضرار فادحة، حيث دُمِّر 16 ألف فدان ونفق 3200 رأس من الماشية، ما زاد من معدلات البطالة والفقر.
واستغرقت إعادة إعمار القرية نحو عام، وتم بناء درنكة الجديدة، حيث تم توفير مساكن إيواء في الجمعية الزراعية ومخيمات بمركز شباب درنكة، كما تم إنشاء مقابر للضحايا في مدخل القرية، وأطلق عليها اسم "مقابر الشهداء".
يُعتبر حادث درنكة من أخطر حوادث السيول في تاريخ البلاد، حيث تعرضت عدة محافظات في جنوب مصر لسيول مماثلة في أعوام 1975 و1980 و1994 و1996، بالإضافة إلى وجود تعديات على مخرات السيول، مثل تحويلها إلى أراضٍ زراعية أو بناء تجمعات سكنية فيها.