هل نجحت "هيئة الدواء" فى إنهاء أزمة "نواقص الأدوية"؟ (خاص)
شهدت مصر خلال الأشهر الأخيرة، جهودًا مكثفة ومبادرات استراتيجية للقضاء على أزمة نواقص الأدوية التي طالما أثرت على استقرار القطاع الصحي وأثقلت كاهل المرضى.
بدوره كشف الدكتور يس رجائي، مساعد رئيس هيئة الدواء المصرية، عن الخطوات الجادة التي تتخذها الهيئة لإنهاء أزمة نواقص الأدوية في البلاد بشكل نهائي.
وأكد “رجائي” في تصريحات خاصة لـ "الدستور"، أن توافر الدولار في السوق المحلية ساهم في تحسن أوضاع شركات الأدوية، مما أتاح لها استيراد المواد الخام الضرورية، وبدورها قامت الهيئة بتسهيل الإجراءات الخاصة بالإفراج الجمركي، مما أدى إلى زيادة معدلات الإفراج عن الخامات إلى الضعف خلال الفترة من يوليو حتى سبتمبر.
وأشار مساعد رئيس الهيئة إلى أن الشركات بدأت في بناء مخزون من الخامات لضمان استمرارية الإنتاج، كما تُتابع الهيئة عن كثب معدلات الإنتاج وخطط العمل للشركات الدوائية، حيث يتم متابعة سير العمل بكافة المجموعات العلاجية، للتأكد من دخول المواد الخام اللازمة لبدء تصنيع الأدوية، ومراقبة عمليات الإفراج داخل المصانع لضمان عدم وجود عقبات.
وأضاف أن هيئة الدواء المصرية نظمت زيارات ميدانية إلى المصانع لمتابعة الإفراج عن الخامات وبدء الإنتاج ويتم فى بعض الاجراءات سحب عينات من الأدوية لتحليلها والتأكد من مطابقتها للمواصفات القياسية، وتستغرق فترة الانتاج الى التداول من 15 يومًا الى شهر عقب التصنيع، مما يضمن وصول هذه الأدوية إلى الصيدليات ومن ثم للجمهور في جميع أنحاء الجمهورية.
رقابة مستمرة على توزيع الأدوية
وأكد الدكتور يس رجائى على أهمية الرقابة المستمرة على توزيع الأدوية، حيث يتم متابعة الكميات الموزعة من المصانع حتى وصولها للجمهور، مشيرًا إلى أن الهيئة تعتمد نظام توزيع أفقي، حيث يتم توزيع الأدوية على عدد كبير من شركات التوزيع والصيدليات.
ولفت إلى أنه فى بعض الأصناف الخاصة بأدوية الضغط التى تكرر عليها الاستفسار تم توزيعها الى عدد من الصيدليات، وصلت حاليا إلى أكثر من 50 ألف صيدلية فى حين سبق توزيع نفس الصنف على حوالى 4000 صيدلية فقط خلال شهر يونيو بداية الأزمة وذلك بهدف تلبية احتياجات المواطنين بأنحاء الجمهورية.
وتابع: خلال الأزمة السابقة، قامت الهيئة بإتاحة خدمة للجمهور حول البدائل والمثائل للأدوية عبر موقع الهيئة، كما أُتاحت للصيادلة إمكانية الإبلاغ عن الأدوية الناقصة بأسمائها التجارية، مما يتيح للهيئة تتبع التوزيع والتأكد من وصول الأدوية للموزعين.
كما أشار إلى ضخ كميات كبيرة من الأدوية في صيدليات الإسعاف المنتشرة في مختلف أنحاء الجمهورية، وفقًا لتوجيهات رئيس مجلس الوزراء بتوسيع خدمات صيدليات الإسعاف (اسعاف 24)، مؤكدًا أن هناك 13 فرع من صيدليات الإسعاف بالجمهورية وهناك خطة لزيادتها إلى 30 فرع بنهاية العام الجارى.
وتعمل الهيئة على تيسير إجراءات فتح صيدليات الإسعاف بالجمهورية ودعمها بالأدوية، كما يتم تأمين الكميات المطلوبة للجهات الحكومية والمستشفيات وفقًا للكميات التى تناسب احتياجاتهم.
وأوضح الدكتور رجائي أن الأدوية المتوفرة في السوق خلال الفترة الماضية لم تكن جميعها ناقصة، بل تم زيادة رصيد كافة الأدوية فى السوق حرصا على توفير كافة المثائل والبدائل، وفي إطار تحسين الإنتاج المحلي، أطلقت الهيئة عدة مبادرات، منها توطين المواد الخام غير الفعالة، وهي مواد تُستخدم في صناعة الأدوية لتحسين التركيب الدوائي.
وذكر أن هذه المواد الخام غير الفعالة، رغم عدم كونها ذات دواعى علاجية، إلا أنها ضرورية في عملية تصنيع الأدوية، كما أنها عددها محدود مقارنة بالمواد الفعالة، وهى مواد تدخل فى صناعة الأدوية تساعد فى سرعة امتصاص وتحسن من درجة الثبات ومواد أخرى تزيد من امتزاج المواد الخام فى شكل صلب لتخرج فى شكل نهائى للجمهور.
توطين صناعة المواد الخام
وتهدف الهيئة إلى توطين هذه المواد في مصر ونقل تكنولوجيا التصنيع، مما حظي بترحيب واسع من قبل شركات الأدوية، وفى هذه المرحلة من المبادرة سيبدأ توريد المواد الخام غير الفعالة بشكل مجمع ثم سيتم نقل تكنولوجيا التصنيع فى المرحلة الثانية.
وأضاف “رجائي” أن الهيئة أطلقت مبادرة للتخلص من الأدوية المنتهية الصلاحية، حيث تم وضع آليات بالتعاون مع نقابة الصيادلة وغرفة صناعة الدواء والشعبة التجارية والصيدليات وممثلي المجالس النيابية لضبط السوق والتخلص من الأدوية غير الصالحة، مؤكدًا أن هذه العلاقة التجارية بين الشركات والصيدليات والمخازن تهدف إلى منع الاستخدام السيئ لهذه الأدوية في أوقات الأزمات.
وتابع: أطلقت الهيئة أيضًا مبادرة للتتبع الدوائي، في خطوة لتعزيز الرقابة، وهي منظومة تتيح مراقبة السوق الدوائية بشكل شامل، مما يسهم في تجنب حدوث أي أزمات مستقبلية في توفير الأدوية ويعمل على وجود رؤية متكاملة لسوق الدواء المصرية ومعدلات الاستهلاك المبنى على الدليل.
بالأرقام توفير الأصناف الدوائية بالأسواق
وفي وقت سابق، قال الدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، إن الهيئة نجحت في توفير كافة الأصناف الدوائية لجميع المجموعات العلاجية، خاصة المضادات الحيوية وأدوية الضغط، منذ شهر يوليو الماضي وحتى الآن، مع انتهاء تلقي الهيئة لأي شكاوى بشأن نقص هذه الأدوية.
وتابع أنه تم ضخ ما يقرب من 9.5 مليون عبوة من مستحضرات علاج السكر، حيث تم ضخ ما يزيد عن 2 مليون و100 ألف عبوة من Mixtard Vial، وحوالي 350 ألف عبوة من Lantus، وما يزيد عن 2 مليون و600 ألف عبوة من Insulinagypt vial. كما تم ضخ ما يزيد عن 2 مليون و300 ألف عبوة من المستحضرات الأخرى التي تمثل أنواع مختلفة من الإنسولين
وأضاف رئيس الهيئة أنه تم تعزيز كميات من أدوية علاج السكر المحتوية على مادة الميتفورمين على ما يقترب من 2 مليون 200 ألف عبوة من المستحضرات التي تحتوي على ميتفورمين، وهناك مخزون من المادة الخام يكفي لتصنيع ما يزيد عن 6 ملايين عبوة من أدوية علاج السكر
وأوضح الغمراوي أن الهيئة قامت بضخ كميات كبيرة من المضادات الحيوية، حيث تم توفير نحو 3 ملايين عبوة من مستحضر Augmentin 1gm، بالإضافة إلى استمرار الإنتاج لكميات تزيد عن 600 ألف عبوة.
كما تم توفير مليون و800 ألف عبوة من Clavimox 1 gm، مع استمرار الإنتاج لكميات تتجاوز 180 ألف عبوة، كذلك، تم تعزيز كميات Hibiotic 1 gm لتتخطى 1.75 مليون عبوة، مع أكثر من 300 ألف عبوة قيد الإنتاج، ونحو 1.6 مليون عبوة من Xithron 500mg.
وفيما يتعلق بالمستحضرات الأخرى، أشار الغمراوي إلى ضخ أكثر من مليون عبوة من Megamox 1 gm، بالإضافة إلى 800 ألف عبوة من Flumox 1 gm، مع وجود 200 ألف عبوة تحت الإنتاج.
كما تم ضخ ما يزيد عن 400 ألف عبوة من Curam 1 gm، مع 200 ألف عبوة أخرى تحت الإنتاج، بالإضافة إلى أكثر من 5 ملايين عبوة من Cefotax 1 gm.
بالنسبة لأدوية علاج ضغط الدم المرتفع، أوضح الغمراوي أنه تم ضخ أكثر من 10 ملايين عبوة من مستحضرات Concor بكافة تركيزاته، مع 3 ملايين عبوة قيد الإنتاج، كما تم توزيع أكثر من مليون عبوة من مستحضر Bisocard، بالإضافة إلى مليون و200 ألف عبوة من Alkapress، مع توفر كميات تصل إلى 1.5 مليون عبوة من مستحضرات Egypro وBistol.
أما بالنسبة لمستحضرات علاج ضغط الدم المنخفض، فقد تم ضخ نحو 680 ألف عبوة من مستحضرات Corasore وVascon وMidodrine، مع وجود 550 ألف عبوة تحت الإنتاج.
وتابع أنه بالنسبة للفوارات، فقد تم ضح حوالي 2 مليون و600 ألف عبوة من Urivin-N Eff، وما يقترب من المليون عبوة من Urosolvin، وهناك حوالي 325 ألف عبوة تحت الإنتاج، وما يزيد عن 800 ألف عبوة من Epimag Eff، وهناك حوالي 316 ألف عبوة تحت الإنتاج، وهناك مخزون من المادة الخام يكفي لتصنيع ما يزيد عن 11 مليون عبوة.