رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منال رضوان تكتب: العلاقات المصرية السودانية.. توافق فى الرؤى

منال رضوان
منال رضوان

تجمع مصر والسودان علاقة تاريخية وجغرافية متجذرة، يعززها شعور عميق بوحدة المصير المشترك، ورغم التحديات الراهنة فى المنطقة، تتسم العلاقات المصرية السودانية بتنسيق متبادل ورؤية مشتركة نحو الاستقرار والتنمية، ومع تصاعد قضايا الأمن المائى، والاستقرار السياسى، تتجدد الإرادة المشتركة بين البلدين لتعزيز التعاون ودعم الاستقرار الإقليمى.

وهناك العديد من النقاط الملموسة، والتى توضح مدى اتساق الرؤى بين الرئيسين عبدالفتاح السيسي، وعبدالفتاح البرهان والتى يمكن اعتبارها بارقة أمل فى خروج السودان من أزمته الراهنة؛ وعلى سبيل المثال يشترك الرئيسان السيسى والبرهان فى موقف ثابت بشأن سد النهضة الإثيوبى، حيث يؤكدان ضرورة الحفاظ على حقوق البلدين فى مياه النيل، مع أهمية الوصول إلى حل متوازن وعادل يحمى مصالح مصر والسودان، ويعكس هذا الموقف الموحد مدى التفاهم بينهما إزاء قضية استراتيجية حساسة.
ويدرك البلدان الأهمية الاستراتيجية للبحر الأحمر، ويشتركان فى رؤية موحدة لحمايته؛ ما يعكس توافقهما على ضرورة التعاون الإقليمى لتأمين هذا الممر الحيوى من أى تهديدات قد تؤثر على مصالح البلدين.
ومن المآثر التى تعبر عن موقف مصر، إعراب فخامة الرئيس السيسى عن دعمه الثابت لاستقرار السودان الداخلى؛ حيث يدعم سيادته جهود الرئيس البرهان لتحقيق عملية انتقال سياسى سلسة ونبذ الخلافات والحفاظ على وحدة وسلامة أرض السودان، ويعكس هذا التفاهم مدى التزام البلدين بتقوية الشراكة لمصلحة استقرار السودان ومن ثم المنطقة ككل، وحول تعزيز التعاون الاقتصادى والتنموى هناك اتفاقات لتطوير التعاون الاقتصادى، من خلال مشاريع استثمارية فى مجالات الزراعة والطاقة والبنية التحتية، ويأتى هذا التوافق ليعزز التنمية ويدعم النمو الاقتصادى المشترك.
وخلال الندوة التى عقدتها لجنة الشئون العربية بنقابة الصحفيين بالأمس، تحدث السفير السودانى بالقاهرة، السيد عماد الدين مصطفى عدوى، بكلمات بدت مطمئنة حول الوضع السودانى الراهن رغم صعوبته، معبّرًا عن تقدير السودان للدعم المصرى فى تعزيز الاستقرار.
وفى مداخلتى تطرقت إلى الآمال المنشودة من إعادة إحياء بث إذاعة «وادى النيل»، والتى كانت قد انطلقت فى الخمسينيات من القرن الماضى؛ بهدف وضع الخطاب الإعلامى فى إطار موحد، وتساءلت خلال الندوة عن الخطوات التى يتخذها الجانبان لمواجهة سيولة الخطاب الإعلامى لدى بعض الأفراد أو الجهات، والتى قد تسبب التباسًا وتحديًا فى تحقيق الاتساق فى الرؤى نحو تحقيق خطاب إعلامى أكثر توازنًا، وأجاب السفير موضحًا أن الإعلام الحكومى فى البلدين يتمتع بتوازن أعلى، ولا شك أن الإجراءات الحالية فى هذا الشأن ستؤتى ثمارها المرجوة خاصة مع القناعة الراسخة بأهمية الإعلام ودوره الفاعل فى مواجهة التحديات الراهنة إقليميًا ودوليًا وأنه لإيمانه بدور الإعلام المصرى الداعم عندما يأتيه أحد الإعلاميين السودانيين، فإنه يطالبه بأن يحضر مرة أخرى بصحبة أحد الإعلاميين المصريين لعلمه بمدى رسوخ وثبات الموقف المصرى، واختتم السفير السودانى كلماته بتوجيه الشكر مرة أخرى للجنة الشئون العربية بنقابة الصحفيين على هذا الالتفات المُثمّن خاصة فى ظل الأوضاع الحالية بالسودان.