مع زيادة التحديات والفجوة المائية.. كيف تساهم "منظومة الري 2.0" في إدارة الموارد المائية في مصر؟
تواجه مصر تحديات كبيرة في توفير الموارد المائية اللازمة لكافة القطاعات المستفيدة، خاصة فى ظل زيادة الاحتياجات السنوية مع ثبات الموارد السنوية من المياه سواء من مياه النيل أو التحلية والمياه الجوفية، وهو ما مثل ضغطا على الموارد المائية فى ظل تنفيذ العديد من المشروعات القومية الكبرى.
كما إنه فى ظل تزايد التحديات المائية ونقص العنصر البشرى، اتجهت وزارة الموارد المائية والرى للاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة والتحول الرقمى، بهدف تطوير الأداء وتحسين إدارة المياه وحوكمة المنظومة المائية فى مصر، وأيضا مواجهة التعديات على نهر النيل وتطهير المجاري المائية فى مختلف محافظات مصر.
منظومة الري 2.0 عبر التصوير الجوي والفضائي فى إدارة المنظومة المائية
من هذا المنطلق، أعلنت وزارة الموارد المائية منظومة الري 2.0 عبر اتباع أحدث أساليب الاستفادة من التصوير الجوي والفضائي فى إدارة المنظومة المائية بمختلف أنحاء الجمهورية طوال 24 ساعة، مع استخدام تقنيات حديثة فى رصد جميع التعديات على فرعى النيل والمجاري المائية من خلال تعظيم الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي، خاصة مع النقص فى الموارد المائية والعجز الحالى فى المهندسين والفنيين بوزارة الرى.
إضافة إلى ذلك، بدأت وزارة الري، فى وضع خطة للاستفادة من منصة Digital Earth Africa بهدف توفير البيانات اللازمة عن طريق صور الأقمار الصناعية، سواء فيما يتعلق بحصر التعديات ورصد التغيرات المناخية وتأثيرها على سواحل المدن ومنها الإسكندرية ومطروح ورشيد، والحفاظ على توفير وجودة المياه.
منظومة الري 2.0 لإدارة الموارد المائية فى مصر
من جهته أكد الدكتور علاء عبدالله الصادق أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية، أهمية استخدام التكنولوجيا الجديدة والتحول الرقمي فى الحفاظ على الموارد المائية فى مصر، خاصة إن تخطيط المياه في مصر يواجه تحديا حقيقيا يتمثل فى كيفية الموازنة بين توفر الموارد المائية والاحتياجات السنوية لمختلف قطاعات الدولة من مياه للرى والشرب، لافتا إلى أهمية استخدام المنظومة الجديدة للري 2.0 فى متابعة خطة توفير المياه، وأيضا تقليص الفجوة بين العرض والطلب مع قدوم موسم الزراعات.
مواجهة الطلب المتصاعد للمياه فى مصر
أوضح أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية لـ"الدستور"، أهمية التكنولوجيا والمنظومة الجديدة فى وضع خطة مستدامة وعلى مدى طويل في مواجهة الطلب المتصاعد للمياه فى مصر بأقل تكلفة مالية واقتصادية وبيئية دون إلحاق الضرر بالتنمية، مع متابعة لحظية لكافة المجارى المائية والترع على مدار اليوم لمنع أية معوفات تواجه ضخ المياه.
كذلك، نوه أستاذ الموارد المائية، إلى جدوى المنظومة الجديدة للري 2.0 فى المتابعة اللحظية على مدار اليوم لتوفير المياه ومنع حدوث أية اختناقات أو عدم إمرار المياه مع رصد أية محاولات للتعدى على المجري المائي، مشيرا إلى أهمية الأساليب الحديثة فى وضع خطط مواجهة الزيادة في معدلات الطلب المتسارعة فى مصر.
رفع كفاءة استخدام المياه بمختلف أنحاء مصر
كما أشار إلى أهميتها فى وجود نماذج محاكاة عدد من الخيارات الإدارية القابلة للتطبيق لأصحاب القرار عبر المنظومة الجديدة التي تركز على إدارة الطلب ورفع كفاءة استخدام المياه بمختلف أنحاء مصر، ومنها منظومة الري 2.0، مشيرا إلى أنها ذات فاعلية فى رفع كفاءة واستمرارية إدارة قطاع المياه باستخدام نماذج تخطيط وإدارة المياه الديناميكية والحديثة مما يساهم فى مواجهة الإحتياجات المتزايدة من المياه.