رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فلسطينيون لـ«الدستور»: نتنياهو قد يرضى بهدنة مؤقتة انتظارًا لنتائج الانتخابات الأمريكية

نتنياهو
نتنياهو

تستضيف الدوحة، غدا، مفاوضات وقف إطلاق النار فى قطاع غزة بحضور رئيس المخابرات الأمريكية ويليام بيرنز، ورئيس الوزراء القطرى محمد بن عبدالرحمن آل ثانى، ومسئولين مصريين رفيعى المستوى.

وقال خبراء فلسطينيون، لـ«الدستور»، إن هذه اللقاءات تأتى فى إطار بحث خطوط عريضة تتعلق بالطرح الأمريكى والإسرائيلى والمصرى بشأن الوضع فى غزة، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى تحقيق هدنة مؤقتة قبل الانتخابات الأمريكية، بالإضافة إلى الإفراج عن بعض الأسرى.

قال الدكتور عبدالمهدى مطاوع، المحلل السياسى الفلسطينى، إن هناك خيارات متعددة مطروحة للنقاش، تشمل هدنة مؤقتة مع الإفراج عن بعض الأسرى، وهو الطرح المصرى، إلى جانب صفقة إقليمية اقترحها وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن، أما الخيار الثالث فيتمثل فى صفقة متعددة المراحل.

وبيّن «مطاوع» أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ليس مستعدًا لتقديم تنازلات فى الوقت الحالى، حيث يفضل التعامل مع صفقة الهدنة المؤقتة بانتظار نتائج الانتخابات الأمريكية.

ورأى أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية الشهر المقبل قد تؤثر بشكل كبير على توجهات «نتنياهو»، الذى يسعى للحصول على دعم قوى من الإدارة الأمريكية، خصوصًا مع احتمالية تولى كامالا هاريس الرئاسة، وفى الوقت نفسه، يشير إلى أن إسرائيل قد حققت أهدافًا عسكرية كبيرة فى غزة، حيث تمت تصفية العديد من القيادات العسكرية والسياسية لحركة حماس، وتدمير البنية التحتية فى القطاع، ما يعكس تفوقها العسكرى فى هذه المرحلة.

وقال «مطاوع» إن الرهانات السابقة لإجبار «نتنياهو» على وقف الحرب، سواء من خلال الضغط الدولى أو تحركات المجتمع الإسرائيلى، قد باءت بالفشل، ومن ثم هناك ضرورة إيجاد صيغة منطقية تدمج حركة «حماس» فى المشروع الوطنى الفلسطينى من خلال منظمة التحرير الفلسطينية، ما قد يسهل إدارة الأوضاع فى غزة، ويقلل من الذرائع التى قد يستخدمها «نتنياهو» لتأخير أى تقدم فى المفاوضات.

وتابع: «يبدو أن الطريق نحو السلام يتطلب خطوات جادة من جميع الأطراف، مع التركيز على بناء توافقات تعكس تطلعات الشعب الفلسطينى، وتعزز من الاستقرار الإقليمى».

بدوره، قال الدكتور أسامة شعث، أستاذ العلاقات الدولية فى إحدى الجامعات الفلسطينية، إن هناك خيطًا رفيعًا جدًا يربط الأطراف ببعضها، وحاولت إدارة واشنطن الإبقاء عليه كى لا ينقطع الأمل بتحقيق وقف إطلاق نار.

وأضاف: «فعليًا لا يوجد أمل كبير لعقد صفقة فى المنظور القريب لسببين، الأول أن الداخل الإسرائيلى المتطرف لا يريد صفقة أو انسحابًا من غزة، وإنما يطالب بالاحتلال والاستيطان، والثانى أن حماس أيضًا غير جاهزة لوجستيًا لعقد صفقة، ولذلك هى غير مستعدة لعقد صفقة أقل مما كان معروضًا عليها والتى تم الاتفاق عليها سابقًا».

وتابع «شعث»: «هناك ملابسات عديدة تتعلق بالاتصال مع قيادات حماس الميدانية والعسكرية لحصر ومعرفة مصير الأسرى عمومًا، ولذلك ليس من المتوقع إنجاز صفقة عاجلًا، لكن على أى حال فإن هناك جهودًا مصرية وقطرية مع أمريكا تبذل لمحاولة عقد صفقة على مراحل، مع تبادل أسرى وانسحاب تدريجى لجيش الاحتلال».

وأشار إلى أن أبرز التفاهمات التى يمكن الاتفاق بشأنها بين الجانبين تشمل مسألة تبادل الأسرى الأحياء، وجثث الشهداء مقابل جثث جنودهم، وكذلك ملف معبر رفح مع مصر، والوجود على الحدود المصرية الفلسطينية، ومن سيتولى إدارة القطاع فى اليوم التالى، وهذه كلها موضوعات مهمة، وبحاجة إلى إجابات.

ورأى «شعث» أن حكومة الاحتلال تشعر بأنها حققت الكثير من الإنجازات باغتيال كل قادة حزب الله وقادة حماس واحتلال غزة وتدميرها شبه الكامل، لكنها فى الوقت ذاته لم تنجح فى تحرير أسراها، ولهذا يريد «نتنياهو» أن يفرض شروطه فى المفاوضات، ولهذا عرض خطة لوقف النار تتضمن تعديلات كثيرة عما تم التفاوض بشأنه مُسبقًا، مثلما عرض صفقة على الحكومة اللبنانية أشبه بصيغة استسلام التى تم رفضها.

وتابع: «لهذا يبحث نتنياهو عن صفقة بشروطه فى غزة تظهره منتصرًا بعدما قضى على كل خصومه، الأمر الذى يجعل احتمالات تحقيق الصفقة غير ممكنة فى الوقت الراهن، خاصة فى ظل عدم جاهزية حماس التقنية فى التواصل مع قياداتها الميدانيين على الأرض، الذين يتولون تأمين الأسرى».