رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شوقى عبدالحميد: قصص خيرى عبدالجواد ممتعة

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء

بدأت منذ قليل فعاليات الجلسة الأولى، فعاليات الدورة الثالثة لملتقى موقع صدى ذاكرة القصة المصرية، تحت عنوان "توظيف التراث الشعبي في قصص خيري عبدالجواد"، بحضور الناقد شوقي عبدالحميد، والكاتب الصحفي والروائي سعد القرش، وأدارها الناقد والروائي سيد الوكيل.

شوقي عبدالحميد: قصص خيري عبدالجواد تحمل المتعة 


جاءت الورقة البحثية الأولى في ملتقى صدى ذاكرة القصة، للكاتب والناقد شوقي عبدالحميد، تحت عنوان "الحارة في القصة القصيرة عند خيري عبدالجواد"، والذي أشار فيها إلى   بداياته، لافتًا إلى أنه عرف بانصهاره في التراث والحارة الشعبية، حيث كان تربية فترة الصبا فى حارة "على أبوحمد" التى انتقل إليها صغيرًا، فى حى بولاق الدكرور، كبير الأثر، فقد أراد أن يصنع منها تاريخًا، وهو الذى قال عنها (الحارة والناس) فى روايته التى لم يمهله القدر لإتمامها {هؤلاء البشر كانوا نسيًا منسيًا قبل ظهورى المباغت واقتناصى لحظات حياتهم الهاربة، فإذا بهم يصبحون أبطالًا يحيون فى الكتب}. 


وتابع عبدالحميد: حتى أن مجموعته الصادرة بعد رحيله سُميت باسم الحارة "حارة على أبوحمد"، كما كانت كل مجموعاته، مستخرجة من باطن الحارة ناسها وأحوالها، فكانت هى منبع إلهامه متمثلًا فى استلهاماته الدينية والشعبية (الشفاهى منها والمدون) خاصة الموشحات، التى استقاها من والدته، عاشقة الحكايات. فكانت تجلس إليه لتقص عليه الحكايات، حتى قبل أن يعى ما يسمع، وحتى قصت عليه قصتها– التى كانت بحق جديرة بالكتابة– وطلبت منه أن يكتبها حين يكبر، وهو ما حاوله فى مشروع روايته التى لم تتم باسم "أمينة مرشد". 


واستكمل عبدالحميد حديثه "كما كان لوالده– أيضًا– كبير الأثر فى هذه التنشئة، حيث ضاع حلم الأب فى أن يصبح (صييتًا) يحمل الربابة ويدور فى الأسواق يردد حكايات سيف بن ذى يزن والظاهر بيبرس وعنترة، فاستبدل بجمهور الأسواق والقرى أبناءه الذين راح يجمعهم فى المساء ويغنى عليهم المواويل وحكاياته المستمدة من الثقافة الشعبية الشفاهية.


واستكمل عبدالحميد حديثه، قائلًا كما كان ناس تلك الحارة هم أبطال أعماله، حتى أنه استدعى الاسم الحقيقى لبعضهم مثل قصة "عفريت سيد عبس" التى وردت فى مجموعته "قرن غزال" الصادرة فى العام 2001. ولذلك قال عنهم، في مشروع روايته التي لم يمهله القدر لإتمامها {هؤلاء البشر كانوا نسيًا منسيًا قبل ظهورى المباغت واقتناصى لحظات من حياتهم الهاربة فإذا بهم يصبحون أبطالًا يحيون فى بطون الكتب}. فكانت قصصه لا تحمل المتعة والتنويم، وإنما المتعة والإيقاظ، فى محاولته الكشف عما يعيشونه من وهم وخيال. 


ففى مجموعته الأولى "حكايات الديب رماح" الصادرة فى العام 1987، والتى أصر فيها على ذكر "الحكايات" لأن بأعماله الكثير عن تلك (الحكايات) التى تستحق أن تُكتب، بعد أن حولها من مجرد حكايات إلى قصص وروايات، مهديًا إياها إلى أمه رفيقة دربه وبداياته ليحكى لها عن زماننا، وهو ما يكشف أيضًا– ومنذ البداية- أن يكتب عن زمننا، وما نعيشه، ولم تره أمه، وكأنها لم تزل تعيش زماننا.      

يذكر أن ملتقى ذاكرة القصة المصرية يعقد سنويًا، ينظمه موقع صدى ذاكرة القصة المصرية، برئاسة الروائي سيد الوكيل ومدير تحريره الكاتبة ميرفت ياسين.