رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زيارة الـ72 ساعة.. ماذا فعل الرئيس فى قمة «بريكس»؟

الرئيس السيسي ونظيره
الرئيس السيسي ونظيره الروسي فى قمة تجمع بريكس

الثلاثاء ٢٢ أكتوبر

وصل الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى مدينة قازان، الروسية، للمشاركة فى قمة تجمع بريكس التى تشارك فيها مصر كعضو للمرة الأولى.

التقى الرئيس نظيره الروسى فلاديمير بوتين، حيث عقد الرئيسان جلسة مباحثات موسعة، رحب خلالها الرئيس بوتين بزيارة الرئيس إلى روسيا، معربًا عن سعادته بالمشاركة الأولى لمصر كعضو بتجمع الـ«بريكس»، ومؤكدًا أن انضمام مصر للتجمع يمثل إضافة لمسارات عمله، ويسهم فى تعزيز دوره كمنصة لتعزيز التعاون متعدد الأطراف بين الدول النامية.

وشهد اللقاء تباحث الرئيسين حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية، حيث تم الاتفاق على الأهمية القصوى لخفض التصعيد بمنطقة الشرق الأوسط، فى ظل ما يحمله الصراع بالمنطقة من تداعيات سلبية إقليميًا ودوليًا، ودعا الرئيسان إلى ضرورة التوصل لوقف إطلاق نار فورى فى غزة ولبنان، وخفض التصعيد، وتفادى الممارسات والإجراءات التى من شأنها أن تدفع بالإقليم نحو مزيد من التأزم، وفى هذا السياق شدد الرئيس على ضرورة تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى أهالى قطاع غزة، فضلًا عن دعم لبنان وتأكيد احترام سيادته وأمنه واستقراره.

 

الأربعاء 23 أكتوبر

شارك الرئيس فى أعمال الجلسة العامة الأولى لقمة تجمع الـ«بريكس»، المنعقدة تحت عنوان «تعزيز النظام المتعدد من أجل التنمية والأمن العالميين العادلين»، حيث ألقى كلمة تضمنت تأكيد اعتزاز مصر بمشاركتها الأولى كعضو فى تجمع الـ«بريكس» منذ انضمامها له مطلع العام الجارى، والحرص الذى توليه لتعزيز انخراطها بشكل فاعل فى جميع آليات عمل التجمع، فى إطار تطوير العلاقات الاستراتيجية التى تربط مصر بأعضاء الـ«بريكس». 

وسلط الرئيس الضوء، خلال كلمته، على الأزمات والصراعات الإقليمية والدولية المتصاعدة، التى تدفع إلى العمل بقوة نحو ضمان فاعلية المنظومة الدولية، التى أظهرت بوضوح عجزها عن التفاعل مع الكارثة الإنسانية التى يشهدها قطاع غزة، والعدوان الإسرائيلى على لبنان، على الرغم من التحذيرات المستمرة من العواقب الوخيمة لهذا الصراع وتوسعه، مشددًا سيادته على الأهمية الكبيرة لتجمع الـ«بريكس»، والدور الحيوى الذى يمكنه القيام به لتطوير المنظومة الدولية، مستعرضًا أولويات مصر فى هذا الإطار، والمتمثلة فى أهمية تعزيز التعاون المشترك لاستحداث آليات مبتكرة وفعّالة لتمويل التنمية، على غرار مبادلة الديون من أجل المناخ، مع تعظيم الاستفادة من الآليات التمويلية القائمة، فى ظل ارتفاع فجوة تمويل التنمية إلى حوالى ٤ تريليونات دولار فى الدول النامية.

ألقى الرئيس كلمة خلال الجلسة العامة الثانية الموسعة لقمة البريكس شدد خلالها على أن مصر تؤمن إيمانًا راسخًا بأهمية تعزيز النظام الدولى متعدد الأطراف، وفى قلبه الأمم المتحدة وأجهزتها، باعتباره الركيزة الأساسية للحفاظ على مكتسبات السلام والاستقرار والتنمية، والضمانة القوية لحفظ الأمن والسلم الدوليين، مشيرًا فى الوقت ذاته إلى أن الأزمات المتعاقبة التى عصفت بالعالم، خلال السنوات الماضية، قد أوضحت بما لا يدع مجالًا للشك، عجز النظام الدولى عن التعامل بإنصاف مع الصراعات حول العالم فضلًا عن حالة الاستقطاب والانتقائية، التى أضحى النظام الدولى يتسم بها.

عقد الرئيس اجتماعًا مع نظيره الصينى، شى جين بينج، واستعرض الرئيسان مجمل العلاقات الثنائية وسبل تطويرها فى مختلف المجالات، وكذا تعزيز التنسيق بين البلدين فى الأطر متعددة الأطراف، لا سيما تجمع بريكس، مثمنين التطور الملحوظ والمحطات الإيجابية التى تشهدها علاقات البلدين منذ تدشين علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بينهما فى عام ٢٠١٤، ومؤكدين حرصهما على البناء على الزخم الناتج عن زيارة الدولة التى قام بها السيد الرئيس للصين فى مايو ٢٠٢٤. 

وأكد الزعيمان أهمية العمل الفورى على خفض التصعيد ومنع توسع الصراع تفاديًا لنشوب حرب إقليمية من شأنها أن تلقى بآثارها السلبية على جميع الأطراف، كما طالب الزعيمان بضرورة التوصل لحل دائم وشامل للقضية الفلسطينية عبر إطلاق مسار سياسى يفضى إلى إقامة الدولة الفلسطينية وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، بوصفه الحل الأمثل لضمان الأمن المستدام بالمنطقة.

اجتمع الرئيس مع الرئيس الفلسطينى، محمود عباس، حيث شدد على موقف مصر الثابت الداعم للسلطة الفلسطينية، وضرورة توحيد الجهود للحفاظ على مقدرات الشعب الفلسطينى، وحقوقه المشروعة فى إقامة دولته وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، ورفض مصر أى مساع أو محاولات لتصفية القضية الفلسطينية، فيما أعرب الرئيس الفلسطينى عن تقديره جهود مصر المستمرة والدءوبة لمساندة حقوق الشعب الفلسطينى، والتحركات التى تبذلها مصر على مختلف المستويات لدعم الشعب الفلسطينى وقضيته العادلة.

التقى الرئيس نظيره الرئيس الإيرانى، مسعود بزشكيان، حيث اتفق الزعيمان على أهمية الجهود المشتركة لاستكشاف آفاق تطوير العلاقات الثنائية، كما تبادلا وجهات النظر حول التطورات بالمنطقة، فيما أكد الرئيس أهمية نزع فتيل التوتر الإقليمى وتفادى التصعيد غير المحسوب، الذى قد يدفع المنطقة برمتها إلى مواجهات خطيرة ذات تداعيات سلبية على الأمن والاستقرار الإقليمى.

 

الخميس ٢٤ أكتوبر

شارك الرئيس فى اجتماع «بريكس بلس»، وأكد خلال كلمته أنه «لا يمكن أن نتحدث عن الأزمات والتحديات الدولية الراهنة، دون الحديث عن الأزمة التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط، على وقع الحرب الإسرائيلية المستمرة، لما يزيد على العام، على أبناء الشعب الفلسطينى المحاصرين بقطاع غزة، والمحاطين بكل أشكال القتل والترويع، وامتداد هذه الاعتداءات إلى الأراضى اللبنانية، ما يعد أكبر دليل على ما وصل إليه عالمنا اليوم، والنظام الدولى، من تفريغ للمبادئ وازدواجية للمعايير فضلًا عن غياب المحاسبة والعدالة، إزاء الانتهاكات التى ترتكب فى حق المواثيق الدولية، وقواعد القانونين الدولى والإنسانى.. الأمر الذى نتجت عنه كارثة إنسانية غير مسبوقة، واستمرار الحرب وتوسعها»، مشددًا على ضرورة تضافر الجهود الدولية، لوقف التصعيد الخطير فى المنطقة، ومنع انزلاقها إلى حرب شاملة.. خاصة فى ظل امتداد الصراعات بالمنطقة، لتشمل العديد من الدول، وامتداد تلك الصراعات، لتؤثر سلبًا على حركة الملاحة بخليج عدن والبحر الأحمر، وعلى حركة التجارة الدولية واستقرار سلاسل الإمداد العالمية.

التقى الرئيس السيسى نظيره الرئيس الجنوب إفريقى، سيريل رامافوزا، حيث أكد الرئيسان الاهتمام بالارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين لتكون مثالًا يُحتذى به لما يُمكن إنجازه على المستوى القارى، والاستمرار فى تعزيز وتنويع أطر التعاون على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية، بما يعكس العلاقات التاريخية الوطيدة التى تجمع البلدين الشقيقين، كما بحثا سبل الدفع بأولويات التنمية الإفريقية على الأجندة العالمية، وفى إطار تجمع بريكس الذى انضمت مصر لعضويته بشكل كامل، حيث أكد الرئيسان حرصهما على مواصلة العمل المشترك لتحقيق مصالح الشعوب الإفريقية والدول النامية.