رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

توصيل الدواء للمنازل من وحي "يحيى ورقية".. حلم ينهي كابوس ملايين المرضى

الأدوية
الأدوية

يعاني مدحت محمد، 62 عامًا، من الحصول على أدويته الشهرية اللازمة ضمن منظومة التأمين الصحي، ويضطر مريض تاضغط في مطلع كل شهر للذهاب إلى وحدة التأمين الصحي في مدينة حلوان، للحصول على العلاج الذي تكفلت به الدولة.

يقول مدحت: “في كثير من الأحيان يكون هناك طوابير طويلة من المرضى يريدون الحصول على الأدوية، فبعد أن تقطع مسافة طويلة نحو الوحدة أو المستشفى التابع لها، تجد زحاما شديدا يزيد من معاناة الطريق”. 

مبادرة توصيل العلاج

الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، كشف عن تفاصيل حملة جديدة أطبقتها الوزارة، ربما تحمل أملا كبيرا لإنهاء معاناة “مدحت” ومن يعيشونها إيره، بالإعلان عن إطلاق خدمة توصيل الدواء إلى منازل مرضى العلاج على نفقة الدولة بالمجان، في ضوء المقترح الخاص بإنشاء وتطوير منظومة ميكنة الدواء.

عبد الغفار قال إن هناك توجيه وزاري بتحري الدقة في أثناء توصيل الأدوية للمرضى، مؤكدًا أن هذه الخطوة تأتي في إطار حرص الوزارة على تعزيز الخدمات الصحية وتحسين صحة المرضى، تماشيًا مع خطة الدولة المصرية في ميكنة منظومة الدواء، وإنشاء قاعدة بيانات تضم المرضى بمصر للاستفادة منها في مشروع ميكنة الدواء.

أوضح، أن إنشاء منظومة إلكترونية لصرف الدواء يهدف إلى تأمين وتوصيل الأدوية إلى منازل المرضى المستحقين لتخفيف الضغط على المراكز الصحية، وضمان التسليم الصحيح للأدوية والجرعات.

بالعودة إلى “مدحت”، رأى أن مبادرة توصيل العلاج بالمجان التي طرحتها الصحة مؤخرًا، تخفف الأعباء عن كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة الذين يحتاجون إلى علاج شهري، لأنها تتكفل بخدمة التوصيل إلى المنازل وتخفف من الازدحام على المستشفيات ووحدات التأمين الصحي.

أوضح أن العلاج يتم صرفه على نفقة الدولة، وبالتالي فإن وجود تلك المبادرة يعد نوعًا من التسهيلات على مرضى الأمراض المزمنة، لا سيما أن أغلبهم من كبار السن، حتى لا يبذلون مزيد من الجهد في الوصول للمستشفيات.

“مدحت محمد” هو واحد من ملايين المصريين أصحاب الأمراض المزمنة، الذين يعانون من صعوبة الحصول على الأدوية الشهرية اللازمة، واستطلعت “الدستور” آراءهم في المبادرة كونهم أصحاب التجربة العملية، مع تقييمها من قبل خبراء.

 

شعبة الأدوية: “ندخل بها عصر الميكنة للأدوية”

يقول علي عوف، رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية، إن مبادرة توصيل العلاج بالمجان إلى منازل المرضى بمحافظات مصر، جاءت في وقتها من أجل توفير العلاج وتوصيله إلى المريض من ذوي الأمراض المزمنة وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة في الوقت المحدد، لوقف عمليات الانتظار أمام صيدليات ومستشفيات التأمين الصحي.

أضاف عوف لـ"الدستور": “استهدفت وزارة الصحة إطلاق تلك المباردة الإنسانية من أجل تسهيل حصول المريض على الدواء اللازم دون وجود معوقات في ذلك”، موضحًا أن المباردة بمرحلة تجريبية لمعرفة مدى نجاحها لإمكانية تطبيقها في أنحاء الجمهورية كافة.

تابع: “بدأت بالفعل عملية التشغيل التجريبي لتلك الحملة وذلك في ضوء المقترح الخاص بإنشاء وتطوير منظومة ميكنة الدواء، والذي جاء تنفيذًا لتوجيهات الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان”.

 استطرد: “تحرص وزراة الصحة بشكل كبير على تعزيز الخدمات الصحية وتحسين صحة المرضى، تماشيًا مع خطة الدولة المصرية في ميكنة منظومة الدواء، إضافة إلى إنشاء قاعدة بيانات تضم المرضى بمصر للاستفادة منها في مشروع ميكنة الدواء”.

واختتم رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية: “ستسهم المباردة في تأمين وتوصيل الأدوية اللازمة والضرورية إلى منازل المرضى المستحقين من كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة؛ لتخفيف الضغط على المراكز الصحية، وضمان التسليم الصحيح للأدوية والجرعات”.

لا يوجد إحصاء بعدد أصحاب الأمراض المزمنة في مصر، ولكن حتى نهاية عام 2020 أجرى 17 مليونًا و400 ألف مواطن الكشف على الأمراض المزمنة ضمن حملة 100 مليون صحة التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي تلقى العلاج منهم 2 مليون و118 ألف مريض، أي بنسبة 12% من إجمالي المفحوصين.

 

رقية: “أتمنى وصول المبادرة إلى القاهرة”

رقية العشري، 63 عامًا، إحدى المستفيدات من العلاج على نفقة الدولة، كونها من أصحاب الأمراض المزمنة، ثمنت مبادرة توصيل الأدوية إلى المنازل، أملة في تكون من المستفيدين منها قريبا.

تقول العشري: “مستشفيات التأمين الصحي تكون مزدحمة بشكل كبير، بسبب أعداد المرضى الذين يريدون صرف العلاج الشهري، وبالتالي إذا تم تطبيق المبادرة سيكون ذلك تخفيفًا على المرضى والمستشفيات أيضًا من الازدحام الشهري”.

“رقية” لم تستفيد بعد من المبادرة لأنها من سكان القاهرة وليس القليوبية، ولكنها تتمنى أن تصل المبادرة إلى المحافظات الكبرى مثل القاهرة والجيزة، لأنها المحافظات الأكثر ازدحامًا وبها الأعداد الأكبر من أصحاب الأمراض المزمنة، وفق قولها.

يبلغ عدد مستشفيات التأمين الصحي حوالي في مصر حوالي 400 مستشفى ومركز صحي على مستوى الجمهورية منذ العام 2023، تشمل مستشفيات متخصصة في مجالات عديدة مثل الجراحة، طب الأطفال، الأمراض الباطنية وغيرها، يتم إدارة مستشفيات التأمين الصحي من قبل الهيئة العامة للتأمين الصحي، التي تعمل تحت إشراف وزارة الصحة المصرية.

مردود إيجابي وتيسير على المريض 

 

يرى الدكتور أحمد سعفان، مساعد وزير الصحة والسكان لشئون المستشفيات، أن تطوير وميكنة قطاع الدواء يسهم في تحديد الأمراض الأكثر انتشارًا وفقا لكل محافظة على حسب الخريطة الديموغرافية، وأيضًا تسجيل الصيدليات بالمستشفيات الحكومية وحصرها على المنظومة، وتوفير تقارير دورية تساعد على متابعة تكاليف الأدوية واستخدامها لضمان الكفاءة المالية.

قال سعفان، في بيان نشرته الصفحة الرسمية لوزارة الصحة المصرية، إن تجربة توصيل الدواء للمرضى لها مردود إيجابي في تخفيف العبء على المرضى، ومنع التكدس بالمراكز الصحية، وتخفيف تكلفة تنقل المرضى للمستشفيات لاستلام الدواء، وأيضًا عدم تعريض المرضى للانتظار فترات طويلة خلال استلام جرعات الدواء".

تابع: "المرضى من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة أكثر عرضة للعدوى ومضاعفاتها وهذا النظام يقلل تعرضهم للعدوى البكتيرية والفيروسية خاصة مع قدوم فصل الشتاء وتوتر الجوائح الصحية عالميا وهو ما يساهم في حماية المرضى من المشكلات والمضاعفات الصحية واستكمل سيتم تعميم التجربة في كل محافظات الجمهورية تباعا لعدد كبير من المرضى.

قال مساعد الوزير للمستشفيات، إن أصحاب الأمراض المزمنة الذين يصدر لهم قرارات علاج على نفقة الدولية يصرفون الأدوية من صيدلية المستشفى كل شهر أو 3 شهر، منوهًا أن بعض المرضى من كبار السن لا يستطيعون التوجه إلى الصيدليات لصرف الدواء، وبناء على ذلك تم إطلاق مبادرة لتوصيل الدواء بالمجان للمرضى الذين يتلقون علاجا على نفقة الدولة. 

اختتم: “بدأنا التجربة على الأرض وسيتم تقييمها الفترة المقبلة لتعميمها على كافة المرضى"، لافتًا إلى أن هذه الحملة تستهدف التيسير على المريض وضمان أن يصل الدواء للمريض بشكل دقيق وتصل الجرعات بشكل دقيق للمريض أيضًا.