"تاريخ المخابرات " كتاب يكشف بدايات المخابرات من الفراعنة حتى الأمن القومى
تاريخ المخابرات طويل ومعقد، يرتبط بتطور المجتمعات والدول عبر التاريخ، حيث يعود مفهوم المخابرات إلى العصور القديمة عندما كانت الحكومات والممالك تستخدم أشخاصًا لجمع المعلومات عن أعدائهم وجيرانهم.
ويقدم كتاب “تاريخ المخابرات.. من الفراعنة حتى وكالة الأمن القومي nsa”، نظرة شاملة ومفصلة حول كيفية تطور أنظمة الاستخبارات عبر التاريخ، ابتداءً من مصر القديمة، مرورًا بالحضارات الكبرى الأخرى، وحتى العصر الحديث مع المؤسسات العملاقة مثل وكالة الأمن القومي الأمريكية.
يأتي كتاب “تاريخ المخابرات.. من الفراعنة حتى وكالة الأمن القومي الأمريكية nsa”، لمؤلفه وو لفغانغ كريغر، وترجمة المترجم عدنان عباس علي، والصادر عن عالم المعرفة، ويستعيد المؤلف تاريخ المخابرات، ويكشف لنا معنى ومفهوم التخابر، ولماذا جاء منذ عصور الفراعنة حتى وكالة الأمن القومي.
يذهب المؤلف إلى استعادة قضية إدوارد سنودن، الموظف التقني بجهاز المخابرات الأمريكية في صيف عام 2013، القضية التي صاحبتها ضجة مازالت اثارها حتى وقتنا الراهن، وأرجع المؤلف السبب في هروب سنودن تلك الهزة العنيفة التي عصفت بالسياسة الألمانية وبعملية الانتخابات التشريعية، التي كانت ألمانيا تتهيأ لها، وتقف على أبوابها.
وكشف هروب سنودن، ما تمارسه الولايات المتحدة الأمريكية على مستوى العالم أجمع من عمليات تنصت على الناس وعلى مكالماتهم الهاتفية، واختراقات لأجهزة الكميوتر ووسائط التواصل الاجتماعي، هذا ما كشفته الوثائق التي سربها سنودن، والتي كشفت ما تذهب إليه وكالة المخابرات الأمريكية التي لا تحصر نطاق عملياتها في التنظيمات الإرهابية والدول الداعمة للإرهاب، وفي دول أخرى تهدد أمن الولايات المتحدة فقط، بل تتجسس، أيضا على مواطنيها سواء أمريكيين أو أجانب.
ويرى المؤلف أنه بالرغم من أن هناك جانبا إيجاييا لهذه الإجهزة في حماية مواطنيها، إلا أنها ارتبطت في سياق الوعي الجمعي بالجانب البشع والجبان الذي يصاحب عمليات التجسس من حين إلى آخر، فأجهزة التجسس تركت، منذ قديم الزمن الانطباع بأنها أداة قمع وانتهاك لكرامة هذا المواطن أو ذاك، ومع أن هذه الحقيقة تنطبق على الأنظمة الديكتاتورية بنحو مخصوص، فإنها تحتل حيزا معتبرا في تاريخ الأنظمة الديمقراطية أيضا.
ويذهب المؤلف إلى التاكيد على أن ما فعلته العديد من الدول مثل أمريكا وروسيا والصين ومن بعد فرنسا وبريطانيا من الكشف عن أرشيفها من المحفوظات المتعلق بالحروب والقضايا الجدلية كان في صالح الباحثين الذين أخذوا منذ سبعينيات القرن العشرين يطورون رؤية جديدة إلى حد ما، في دراستهم لتاريخ المخابرات وفيما ينشرون من مؤلفات تتناول هذا الموضوع.
ويذهب المؤلف إلى التأكيد على أن وظيفة المخابرات تكمن في جمع المعلومات عن العدو، ومن الموضوعات التي تهتم بها أجهزة المخابرات فثمة أربعة موضوعات رئيسية:
- جمع المعلومات عن الخصم وعن القوى المنافسة والأطراف الصديقة أيضا
- التأثير المستتر في مجريات الأمور
- حماية المخابرات من هجمات أجهزة المخابرات الأجنبية
- التسلل إلى أجهزة المخابرات المعادية