رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكراه الـ 109.. هذه وصايا آرثر  ميلر للكتاب الطموحين

آرثر ميللر
آرثر ميللر

تحل اليوم الذكرى 109 على ميلاد الكاتب لأمريكي الأشهر آرثر ميللر ، والذي يعد أحد أخم الأسماء في الادب العالمي المعاصر، ترجمت أعماله الى العديد من اللغات ولقب بعملاق المسرح الأمريكي المعاصر،  يعد أحد أهم الأسماء في الأدب العالمي المعاصر، ترجمت اعماله الى العديد من اللغات ولقب بعملاق المسرح الأمريكي المعاصر"، حيث كان قد كتب العديد من المسرحيات أهمها "المحنة"، و"نظرة من الجسر"، و"كلهم أبنائي" وعمله الأكثر شهرة "موت بائع متجول"،  وغيرها من الاعمال  التي تميزت ليس فقط بعمقها الدرامي، بقدرتها على استكشاف القضايا الإنسانية والاجتماعية المعقدة، وواحد  من اهم المدافعين عن الحية الفكرية والابداعية للكتاب في العالم، ولهذا نجد ارثر ميللر يسجل اعتراضه على  حرب امريكا في فيتنام.

وقدم ميللر العديد من النصائح المهمة للكتاب الطموحين. 

في هذا التقرير سنسلط الضوء على أهم "وصايا" ميلر للكتابة.

 

بدايات أرثر ميللر 

في مقابلة له مع صحيفة “باريس ريفيو”، أجاب “ميللر” عن سؤال حوال بداياته مع الكتابة قائلا: كتبت أول مسرحية في ميشيغان عام 1935.. كتبتها في إجازة الربيع في ستة أيام.. كنت صغيرًا جدًا لدرجة أنني تجرأت على فعل مثل هذه الأشياء، أن أبدأها وأنتهي منها في أسبوع. لقد شاهدت مسرحيتين تقريبًا في حياتي، لذا لم أكن أعرف المدة التي من المفترض أن يستغرقها الفصل، ولكن في الجهة المقابلة من الصالة كان هناك زميل يقوم بتصميم الأزياء لمسرح الجامعة.

وقال: "حسنًا، إنها تستغرق حوالي أربعين دقيقة.. لقد كتبت قدرًا هائلًا من المواد وحصلت على ساعة منبه.. كان الأمر كله بالنسبة لي مجرد مزحة، ولا ينبغي أن تؤخذ على محمل الجد.. هذا ما قلته لنفسي. كما اتضح، كانت الفصول أطول من ذلك، لكن إحساس التوقيت كان لدي حتى من البداية، وكانت المسرحية لها شكل منذ البداية.

وتابع: كوني كاتب مسرحي، لطالما شعرت أن المسرح هو الشكل الأكثر إثارة وتطلبًا الذي يمكن للمرء أن يحاول إتقانه.. وعندما بدأت الكتابة، كنت أفترض حتمًا أنني كنت من التيار السائد الذي بدأ مع إسخيلوس واستمر لمدة ألفين وخمسمائة عام من الكتابة المسرحية". 

واكد أن هناك عدد قليل جدًا من التحف الفنية في المسرح، على عكس الفنون الأخرى، بحيث يمكن للمرء أن يحيط بها جميعًا بحلول سن التاسعة عشرة. اليوم، لا أعتقد أن كتاب المسرح يهتمون بالتاريخ. أعتقد أنهم يشعرون أنه ليس له أهمية.

ولا يخفي على متابعي “ميللر”، نشاطه السياسي المعلن وموقفه المعادي للسياسة الأمريكية خارجية كانت أو داخلية، فقد انتقد جورج بوش الأب أكثر من مرة، كما كان دائم النقد لأوضاع المجتمع الأمريكي ويتضح هذا جليًا في كتاباته.

ووقف ميلر ضد الحرب على فيتنام وكانت له نشاطات في مجال حقوق الإنسان، إلى جانب رفضه الدائم لممارسات وعدوان الكيان الصهيوني على المدنيين من الفلسطينين  الامر الذي اوصله لرفض مصافحة شارون 

 

 وصايا ميللر عبر كتاباته  

إحدى القيم الأساسية التي دعا إليها آرثر ميلر هي الصدق في الكتابة.. فبالنسبة له، الكاتب يجب أن يكون صادقًا مع نفسه ومع تجاربه.. كان يؤمن بأن أي كتابة حقيقية يجب أن تأتي من مكان صادق وعميق داخل الكاتب. يعتبر ميلر أن الكتابة الفعالة هي تلك التي تعكس صدق المشاعر والصراعات الداخلية التي يعيشها الإنسان.

وفي مقابلة له، قال ميلر: “الكتابة ليست مجرد حرفة، إنها وسيلة لفهم النفس والتعبير عن الحقائق الإنسانية..  هذه القناعات الشخصية هي ذاتها التي قادت ميللر لكتابة مسرحيات تعالج قضايا مثل الفقر، والعدالة الاجتماعية، والصراع الطبقي”.

 

التركيز على الشخصيات والعلاقات الإنسانية

وبالنسبة لميلر، كانت الشخصيات هي قلب أي قصة، لم تكن الأحداث بحد ذاتها هي ما يجذب انتباهه، بل كان يركز دائمًا على كيف تؤثر هذه الأحداث على الشخصيات. 

اهتم ميلر بكشف الطبقات النفسية العميقة للشخصيات، وكيف تتفاعل مع الضغوط الاجتماعية والاقتصادية.

وفي كتاباته، تتجلى العلاقات الإنسانية وتعقيداتها كموضوع مركزي. سواء كانت العلاقات بين أفراد العائلة أو الأصدقاء أو زملاء العمل، كان ميلر يركز دائمًا على كيف تؤثر الظروف الاجتماعية والسياسية على العلاقات الإنسانية.

 

التأثير الاجتماعي للمسرح

كان ميلر يعتقد أن للمسرح دورًا اجتماعيًا مهمًا. بالنسبة له، المسرح ليس فقط وسيلة للترفيه، بل هو أيضًا منصة للنقد الاجتماعي والسياسي. كانت مسرحياته، وخاصة "البوتقة" التي تتناول موضوع محاكمات السحر في سالم، تسلط الضوء على تأثير الخوف والجماعية على الحقوق الفردية.

هذا يعكس رؤيته بأن الكاتب يجب أن يكون واعيًا للمجتمع الذي يعيش فيه، ويجب أن يستخدم الكتابة كوسيلة لتسليط الضوء على القضايا التي تؤثر على الناس.

في مسرحية "موت بائع متجول"، نرى كيف يعاني البطل من صراعات داخلية تتعلق بشعوره بالفشل كأب وكزوج، وكذلك الصراعات الخارجية المرتبطة بالضغوط الاقتصادية والاجتماعية.

 

 التجريب والابتكار

لم يكن ميلر خائفًا من تجربة أساليب سرد جديدة. على الرغم من أنه كتب العديد من المسرحيات التقليدية من حيث البنية، إلا أنه كان دائمًا يبحث عن طرق جديدة للتعبير عن الأفكار. في بعض الأحيان، كان يستخدم تقنيات الحلم أو الذاكرة لخلق طبقات إضافية من العمق في النص.

في مسرحية "بعد السقوط"، يستخدم ميلر سلسلة من المشاهد التي تتحرك بين الزمن الحاضر والماضي، مما يسمح للجمهور برؤية كيف تؤثر ذكريات الشخصية الرئيسية على أفعالها في الحاضر.