رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البابا تواضروس: المحبة أساس العلاقة بين الراعي والرعية

البابا تواضروس الثاني
البابا تواضروس الثاني

ألقى  البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، صباح اليوم المحاضرة الأولى خلال مؤتمر الكهنة والرعاة لمجلس كنائس مصر، تناول فيها موضوع المحبة باعتبارها الفضيلة الأعظم التي تقود الإنسان إلى السماء.

وأكد تواضروس أن المحبة هى الشئ الوحيد الذي نأخذه معنا في الحياة الأبدية، وأن هذه الحقيقة رغم بساطتها تغيب عن أذهان الكثيرين في هذا العالم المعقد.

واستند تواضروس في حديثه إلى خبرات القديس بولس الرسول في رسالته الثانية إلى تيموثاوس، مشيرًا إلى أن كل شخص منا هو “تيموثاوس”، يحمل وصايا سامية لحياته الروحية وخدمته.

وقدّم البابا علامات أساسية لضمان علاقة قوية وفعالة بين الراعي والرعية، كان أولها “الإكرارز”، حيث شدد على ضرورة زرع كلمة الله في قلوب الناس وسط مغريات العالم التي تشغل أفكارهم ومشاعرهم، موضحًا أن العالم يسعى لإبعاد الناس عن مشاعر السماء، مؤكدًا على أهمية أن تكون كلمة الله مزروعة في القلب بعمق.

ومن العلامات التي تحدث عنها البابا كانت “الخلوة”، حيث دعا إلى أن يكون لكل راعٍ وقت خاص به قبل أن يقدم على أي نشاط خارجي. وأكد على أهمية تخصيص وقت للتأمل الشخصي، قائلًا: “اعكف على ذاتك لتسلك بالتدقيق”.

كما أشار إلى أهمية الانتباه والتروي قبل ارتكاب الأخطاء، مشبهًا الراعي بالنخلة التي تعطي ثمارها دون أن تتأثر بالعوامل الخارجية، وشدد على ضرورة الوعي الروحي المستمر، فالخطية تسبقها دائمًا غفلة.

أحد الجوانب الأساسية التي تناولها البابا كان أهمية الافتقاد، حيث أكد على ضرورة أن يقوم الراعي بزيارة أبنائه بانتظام، ليس فقط من أجل التوجيه، بل أيضًا من أجل إظهار المحبة والرعاية. فالافتقاد يعزز العلاقة الشخصية بين الراعي والرعية ويعكس اهتمام الراعي بكل فرد في الكنيسة.

وشدد البابا على أهمية الصلاة كركيزة أساسية في حياة الراعي، مؤكدًا أن الصلاة ليست مجرد واجب، بل هي علاقة شخصية مستمرة بين الراعي والله. الصلاة تمنح القوة والحكمة لمواجهة التحديات وتُبقي الراعي متصلًا بروح الفرح والسلام الداخلي.

تحدث البابا عن أهمية تحمل المشقات في الخدمة، مشيرًا إلى أن الخدمة ليست راحة بل هي بذل وعطاء. واستشهد بقول القديس بولس: “من أجلك نُمات كل النهار”، مؤكدًا أن تحمل المشقات هو جزء أساسي من الرسالة الروحية للراعي.

وتابع البابا قائلًا: “الخدمة ليست عن النتائج بل عن البذل”، داعيًا الرعاة إلى العمل بروح المبشرين، والتركيز على زرع الفرح في قلوب الرعية دون الاهتمام بالنتائج الفورية. وأكد على أهمية القيام بالافتقاد والصلاة والوعظ بروح الفرح والتشجيع والمحبة.

وفي ختام حديثه، شدد البابا تواضروس على ضرورة إتمام الخدمة بإتقان وشمولية، مشبهًا العلاقة بين الراعي والرعية بعلاقة الأب بأبنائه، التي تقوم على التوجيه بمحبة خالصة، والرعاية الروحية والتوجيه المستمر.

كما أشار إلى جوانب أخرى ذات أهمية كبيرة في خدمة الراعي، مثل الاهتمام بالفئات المختلفة داخل الكنيسة، وتعزيز التعليم الروحي وتنمية روح التواصل داخل الأسرة الكنسية.