رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من معركة المنصورة حتى "الميسترال".. اللواء طيار هشام الحلبي يروي بطولات القوات الجوية

اللواء طيار أركان
اللواء طيار أركان حرب دكتور هشام الحلبي

احتفلت القوات المسلحة المصرية أمس الإثنين بذكرى عيد القوات الجوية 92، الذي يوافق 14 أكتوبر من كل عام، والتي استطاعت فيه القوات الجوية المصرية أن تخوض أكبر معركة جوية في التاريخ بكفاءة واقتدار وتخطيط عال.

تحدث اللواء طيار أركان حرب دكتور هشام الحلبي، مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، في تصريحات خاصة مع “الدستور”، بمناسبة ذكرى الاحتفال بعيد القوات الجوية، وقال إن احتفال القوات الجوية في مثل هذا اليوم 14 أكتوبر من كل عام هو لذكرى معركة المنصورة والتي خاضتها القوات الجوية المصرية ضد القوات الإسرائيلية، وهي أطول معركة جوية على مر التاريخ من حيث الوقت لأنها استمرت 53 دقيقة، ومن حيث عدد الطائرات التي شاركت في المعركة من كلا الجانبين، حيث كانت هناك 120 طائرة إسرائيلية وأكثر من 60 طائرة مصرية، مؤكدًا على أن هذا العدد لم تشهده معركة في التاريخ حتى الآن.

القوات الجوية خلال حرب أكتوبر 1973
القوات الجوية خلال حرب أكتوبر 1973

طائرات العدو من الجيل الثالث الحديث

 

أضاف مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا، أن العدو أراد يوم 14 أكتوبر أن ينفذ ضربة جوية ضد الأهداف المصرية ويقوم بتدمير القواعد الجوية والطائرات على الأرض، وبالتالي خطط العدو الإسرائيلي ليقتحم بموجات متعددة من الطائرات من الجيل الثالث المتقدمة والتي كانت معظمها طائرات "الفانتوم"، وهي طائرات متطورة للغاية ذات مدى عال ولديها صواريخ رادارية وبها رادار متقدم، موضحًا أن أعداد الموجات الإسرائيلية كانت تتعدى 120 طائرة، واستطاعت القوات الجوية المصرية أن تتصدى لهذه الضربة بالرغم من أننا نمتلك طائرات من الجيل الأول والجيل الثاني، وهي أجيال غير حديثة من الطائرات وقتها، حيث كانت معظم الطائرات من "الميج 21" ذات الرادار الضعيف وليس بها صواريخ رادارية، بل إنها كانت مزودة بصواريخ حرارية ذات كفاءة قليلة بالمقارنة بالطائرات الإسرائيلية.

الطائرات المصرية تصدت للعدو ولم يتم ضرب مطار أو قاعدة جوية

 

استكمل اللواء هشام الحلبي حديثه لـ"الدستور"، بأن القوات الجوية المصرية استطاعت أن تمنع المخطط الإسرائيلي بل واسقطت 18 طائرة من طائرات الجيل الثالث الإسرائيلية، ومنعت العدو من ضرب أي مطار أو قاعدة جوية، وذلك بفضل إدارة أعمال القتال من مراكز العمليات بشكل احترافي وفعال أدت إلى النجاح في التصدي للضربة الإسرائيلية بالتعاون مع قوات الدفاع الجوي ومن هنا كان عيد القوات الجوية.

الضربة الجوية الأولي نجحت في السماح للقوات المصرية بالعبور

فيما يتعلق بدور القوات الجوية في حرب 1973، أوضح “الحلبي” أن القوات الجوية هي أحد الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة وكان دورها أثناء بداية الحرب أن تقوم بشن ضربة جوية شاملة على كافة الأهداف في سيناء حتى تسمح بعبور القوات المسلحة المصرية داخل سيناء، فكان لا بد من القيام بتنفيذ ضربة جوية في توقيت واحد وباشتراك العديد من الطائرات مختلفة السرعات والإمكانيات وكانت الطائرات تتمركز في قواعد جوية متعددة وهو ما تطلب تخطيط عال حتى تتم الضربة الجوية في توقيت واحد يعمل على شل حركة العدو وتدمير الأهداف المخططة، مؤكدًا أنه بفضل التخطيط الجيد تم تحقيق عنصر المفاجأة ونجحت الضربة الجوية واستمرت القوات الجوية في تأمين أعمال القتال طوال المعركة.

القوات الجوية استطاعت أن تدمر أكثر من 95 % من الأهداف

 

أشار اللواء هشام الحلبي إلى أن الحسابات الأجنبية كانت تقول أن الطائرات الجوية المصرية إذا نفذت أي عملية جوية ستفقد 45 % من قواتها، وهذا يعني أن القوات الجوية لا تستطيع أن تستكمل باقي الحرب، كما ذكرت الحسابات الأجنبية أن الطائرات المصرية سوف تضرب بأقصى تقدير 30 % من الأهداف الإسرائيلية، ولكن في الحقيقة استطاعت القوات الجوية المصرية أن تدمر ما يزيد عن 95% من الأهداف، وكانت خسائر القوات الجوية المصرية حوالي 3 % فقط وهذا نتيجة التدريب العالي والتخطيط الجيد للمعركة.

أكد (الحلبي) أنه وفقًا للتخطيطات، فكانت هناك ضربة جوية ثانية في نفس اليوم للتأكيد على تدمير الأهداف الإسرائيلية ولكن بعد أن وجدنا أن جميع الأهداف قد تدمرت بالكامل، تم إلغاء الضربة الثانية، واستمرت القوات الجوية بتأمين القوات المسلحة أثناء المعركة مما أجبر العدو على عدم التدخل أثناء عبور المقاتلين بالرغم من امتلاك العدو طائرات متطورة للغاية.

ضعف الإمكانيات لم يكن مبرر للفشل

أكد الخبير الاستراتيجي أن ضعف الإمكانيات ليس مبررًا للفشل، فإمكانيات القوات الجوية خلال حرب أكتوبر 1973 كانت قليلة مقارنة بإمكانيات العدو ولكنه ليس مبرر للفشل والانسحاب، ولكنه على العكس من الممكن أن يكون حافزًا للأبداع فالإمكانيات القليلة للطائرات لم توقف الطيارين أو المهندسين أو الفنين لكنهم أصروا على النجاح والعمل الجاد بالرغم من ضعف الإمكانيات وبالفعل نجحت القوات الجوية في حرب أكتوبر المجيدة.

القوات الجوية قادرة على تامين الحدود الاستراتيجية للدولة

 

أكد اللواء طيار هشام الحلبي، أن القوات الجوية تمتلك الآن طائرات تستطيع العمل على مسافات كبيرة ومدى عالي مثل الرافال والميج 29 وبها تسليح متنوع، كما توجد قوات جوية على قطع بحرية مثل حاملة المروحيات (الميسترال) جمال عبد الناصر وأنور السادات والتي تستطيع أن تحمل حتى 35 طائرة هيلكوبتر حديثة.

اختتم، بأن القوات الجوية تمتلك أنواع مختلفة من الهليكوبتر مثل الأباتشي والكاموف، لذلك القوات الجوية تستطيع العمل خارج الحدود على مسافات كبيرة وأزمنة طويلة من أجل تأمين الإمكانيات المصرية عالية القيمة خارج الحدود مثل حقول الغاز والبترول وخطوط الملاحة البحرية، والتأمين ضد أي عدائيات مخطط لها ضد الدولة المصرية، فالقوات الجوية المصرية قادرة على تأمين الحدود الاستراتيجية للدولة.