رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ذاكرة حرب أكتوبر.. "حصن بورتوفيق" حينما انحنى خط بارليف أمام المصريين

حصن بورتوفيق
حصن بورتوفيق

واحد وخمسون عاما مرت على حرب السادس من أكتوبر 1973، تلك الحرب التي أعادت الحق لأصحابه، مرت السنوات بالذكريات لكن شجرة الفخر لم تزد إلا تألقا وفخرا، واليوم 13 أكتوبر تحل ذكرى استسلام أفراد موقع حصن بورتوفيق "موقع ماسرك" إلى رجال الصليب الأحمر، وباستسلامهم، انتهت قصة خط بارليف، وأصبح تاريخًا إلى جانب ما سبقه من خطوط دفاعية حصينة، لم يصمد أيهم عندما هوجم.

استسلام حصن بورتوفيق.. أصبحت أيقونة حرب أكتوبر

صورة شهيرة يتداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي كل عام في ذكرى الحرب لضابط إسرائيلي يؤدي التحية العسكرية لضابط مصري ويسلمه علما منكسا في كسرة وذل، تلك الصورة التي يتداولها الكثير دليلا على نصر أكتوبر واستعادة أرض سيناء إلى مصر ما هي إلا صورة حية لموقعة استسلام موقع حصن بورتوفيق "موقع ماسرك" والذي أنهى أسطورة خط بارليف الذي لا يقهر ولا يمكن عبوره.

وعلى رغم مرور نحو نصف قرن على حرب أكتوبر، تظل صورة تسليم قائد حصن بورتوفيق –أكثر الحصون التي صنعها الاحتلال قوة على خط بارليف- إلى الرائد زغلول فتحي قائد الكتيبة 43 صاعقة أحد أيقونات نصر أكتوبر، حيث استسلم قائد الحصن بالإنابة الملازم أول شلومو أردينست، بعد مقتل القائد الأساسي للحصن، ورفع شلومو الراية البيضاء مستسلما مؤديا للرائد زغلول فتحي التحية العسكرية.

<strong>شلومو أردينست يؤدي التحية للرائد زغلول فتحي</strong>
شلومو أردينست يؤدي التحية للرائد زغلول فتحي

ونشرت قناة القاهرة الإخبارية تقريرا مصورا عن استسلام حصن بورتوفيق كانت لحظة محورية في حرب أكتوبر 1973، وشهد نهاية أسطورة خط بارليف الدفاعي الذي طالما اعتمدت عليه إسرائيل، بعد معارك طاحنة بين الجيش المصري والقوات الإسرائيلية، تمكنت قوات الصاعقة المصرية من محاصرة موقع الحصن على لسان بورتوفيق، القائد الإسرائيلي في الحصن، خوفًا من انتقام المصريين، طلب تسليم الموقع تحت إشراف الصليب الأحمر، وبالفعل، تم الاستسلام بشكل سلمي يوم 13 أكتوبر 1973.

شهد الموقع تسليم 37 جنديًا وضابطًا إسرائيليًا، من بينهم قائد الموقع، ونُقلوا إلى الضفة الغربية للقناة عبر قوارب، تلك اللحظة وثقها العديد من المراسلين الحربيين، وأصبحت رمزًا لانهيار خط بارليف الذي كان يُعتبر منيعًا​.

خط بارليف.. الرمز والحصن

وكان خط بارليف سلسلة من التحصينات الدفاعية التي شُيدت على طول الضفة الشرقية لقناة السويس بعد هزيمة 1967، صُمم هذا الخط ليكون الحاجز الأساسي الذي يمنع أي محاولة مصرية لعبور القناة واستعادة سيناء، مع التحصينات الخرسانية، والدشم، ونقاط المراقبة، كانت إسرائيل تعتمد عليه كجزء أساسي من دفاعاتها في سيناء​

بداية النهاية.. اقتحام القوات المصرية

في يوم 6 أكتوبر 1973، ومع بداية حرب أكتوبر، تمكنت القوات المصرية من عبور قناة السويس بعد تمهيد مدفعي قوي، أبطال الصاعقة المصرية كان لهم دور محوري في تدمير النقاط الإسرائيلية المحصنة على طول الخط، ومن بينها حصن بورتوفيق، حيث تم حصاره بشدة​.

على مدار الأيام التالية، حاولت القوات الإسرائيلية مرارًا وتكرارًا كسر الحصار وتخفيف الضغط عن الحصن، لكن محاولاتهم باءت بالفشل. كانت القوات المصرية متماسكة ومحكمة السيطرة على الوضع، ما جعل استسلام الموقع أمرًا لا مفر منه.

سقوط خط بارليف.. تحول تاريخي

بسقوط حصن بورتوفيق، انتهت أسطورة خط بارليف، الذي تحول إلى مجرد ذكرى في تاريخ الدفاعات الإسرائيلية، القادة المصريون اعتبروا هذا الحدث لحظة مفصلية في الحرب، حيث أكد اللواء عبد المنعم واصل، قائد الجيش الثالث الميداني، أن هذا الاستسلام جاء نتيجة تلاحم الجهود المصرية واستراتيجية عسكرية محكمة.

وتنشر “الدستور” يوميا سلسلة تحت عنوان “ذاكرة حرب أكتوبر” البطولات والمعارك المصرية على الجبهة أثناء حرب أكتوبر 1973 والتي أدت لاستعادة الأرض المسلوبة من العدو الإسرائيلي.