رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فايننشال تايمز

الفرصة الأخيرة.. كيف أجهض نتنياهو اجتماع روما لوقف إطلاق النار فى غزة؟

نتنياهو
نتنياهو

سلطت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية على جهود مصر وقطر والولايات المتحدة من أجل وقف إطلاق النار في غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع في السابع من أكتوبر الماضي.

وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولي  مصر والولايات المتحدة وقطر قادوا مهمة شبه مستحيلة لوقف إطلاق النار واقتربوا في يوليو الماضي من إنجاز المهمة وتحقيق اختراق فعلي في الأزمة خلال اجتماع روما.

كواليس اجتماع روما لوقف إطلاق النار في غزة

وأوضحت الصحيفة في تقرير اليوم أنه في أعقاب هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر والهجوم الإسرائيلي اللاحق على غزة، عمل المفاوضون من الدول الثلاث  على دفع الطرفين وإقناعهما والضغط لقبول اتفاق من شأنه أن يضمن إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين وإنهاء الحرب بشكل دائم في قطاع غزة .

وكشفت "فايننشيال تايمز" أن العلامات كانت تبشر بالخير خلال اجتماع يوليو الماضي، فقد أبلغهم كبير المفاوضين في حماس إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي الراحل، أن الحركة على استعداد لتخفيف أحد المطالب الرئيسية، وإزالة حاجز كبير أمام التوصل إلى اتفاق.

لكن اجتماع روما الذي ضم الدول الثلاث في يوليو الماضي لم يسر كما هو مخطط له فقد قدم كبير المفاوضين الإسرائيليين ديفيد برنياع، رئيس وكالة الاستخبارات الإسرائيلية الموساد، وثيقة "توضيحية"، كما يقول دبلوماسي مطلع على المحادثات وسرعان ما تبددت أي تفاؤل، وأصبح المزاج "متوترًا للغاية" وقد تصلب موقف إسرائيل والآن أصبح محور فيلادلفيا على طول الحدود بين غزة ومصر العقبة الرئيسية أمام التوصل إلى اتفاق.

نتنياهو يفشل وقف إطلاق النار في غزة

وكشفت الصحيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تراجع عن التأكيدات التي قدمتها إسرائيل للوسطاء بأنها ستسحب قواتها من ممر فيلادلفيا، وهو شريط يبلغ طوله 14 كيلومترًا ويمتد على طول الحدود التي تشترك فيها غزة مع مصر، وفقًا لمسؤول مشارك في المفاوضات ويشمل الممر معبر رفح، وهو نقطة الخروج والدخول الوحيدة إلى قطاع غزة الذي لم تسيطر عليه إسرائيل قبل الحرب.

وتابعت "ازداد يأس الوسطاء عمقًا بعد ثلاثة أيام، حيث تعرضت المحادثات لضربة أخرى فقد تم اغتيال هنية في هجوم إسرائيلي، في طهران وقد كان مقتل هنية جزءًا من سلسلة من الأحداث التي أدت إلى توسيع الصراع، بدلًا من احتوائه".

وقالت الصحيفة إنه منذ البداية، اعتقدت الدول الغربية والعربية أن إبرام صفقة لوقف الصراع في غزة هو السبيل الوحيد القابل للتطبيق لمنع الحرب الشاملة في الشرق الأوسط وبالنسبة لبعض المشاركين في الوساطة، كانت الأحداث التي وقعت في يوليو بمثابة علامات على ما كانوا يخشونه منذ فترة طويلة فلم يكن لدى نتنياهو أي نية للموافقة على وقف إطلاق النار، بل كان عازمًا على إفشال العملية، وتقويض برنياع من خلال طرح شروط جديدة.

وقال مسؤول شارك في المفاوضات: "مع استمرار الجهود والعمل من قبل الوسطاء، في ظل هذه الظروف المعقدة والمعقدة أصبح من الواضح أن نتنياهو يعمل بجد لتخريب هذه الجهود".

وأكد المسئول ذاته للصحيفة أنه في الوقت نفسه، فإن المفاوضات "بعيدة اليوم أكثر من أي وقت مضى" عن التوصل إلى اتفاق.

فيما قال شخص آخر مطلع على الجهود الدبلوماسية: "خسرنا جميعً الكن في الوقت نفسه، لا يزال المسؤولون الأمريكيون يصرون على أنهم لن يستسلموا".

وبعد أسابيع من اجتماع يوليو وفي سبتمبر الماضي، قالوا إنهم سيبذلون جهدا أخيرا على أمل إحياء المحادثات وفي حديثه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قال بايدن: "الآن هو الوقت المناسب للأطراف لوضع اللمسات الأخيرة على شروطها، وإعادة الرهائن إلى ديارهم. وتخفيف المعاناة في غزة، وإنهاء هذه الحرب"، لكن بعد ثلاثة أيام من حديث بايدن، اغتالت إسرائيل حسن نصر الله، زعيم حزب الله اللبناني.

وأثار اغتيال نصر الله  رد فعل إيرانيا قويا فقد أطلقت إيران الأسبوع الماضي أكثر من 180 صاروخًا على إسرائيل ردًا على مقتل هنية ونصر الله، والآن تستعد المنطقة لرد نتنياهو.

وفي الأيام الأخيرة صعدت إسرائيل من هجومها ضد حزب الله، فغزت جنوب لبنان، في حين صرفت الانتباه عن غزة، حيث قتل الهجوم الإسرائيلي أكثر من 42 ألف شخص.

وقال الدبلوماسيون إن السنوار كان على استعداد لإبرام اتفاق وقف إطلاق النار بشروطه الخاصة، ولكنه على استعداد بنفس القدر للاحتفاظ بالمحتجزين الإسرائيليين في حوزته وحرمان إسرائيل من أي مظهر من مظاهر النصر في الحرب.

وأكد بعض المسئولين الأمريكيين للصحيفة في أن نتنياهو اتخذ قرارا بالانتظار بشأن المفاوضات حتى الانتخابات الرئاسية الأمريكية قبل التفكير في اتفاق لوقف إطلاق النار لأنه يراهن على فوز دونالد ترامب، معتقدين أن الرئيس السابق سيناسب مصالحه بشكل أفضل.