رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئاسة مصر لمجلس السلم والأمن الإفريقى: نشاط مكثف خلال زيارتين للقاهرة وبورتسودان

أحمد أبو الغيط
أحمد أبو الغيط

في إطار الرئاسة المصرية لمجلس السلم والأمن الإفريقي لشهر أكتوبر، أجرى المجلس زيارة إلى القاهرة وبورتسودان شهدت عدة اجتماعات وفعاليات، حيث استهل المجلس زيارته للقاهرة بلقاء دكتور بدر عبدالعاطي، وزير الخارجية والهجرة واستعرض سيادته الرؤية المصرية بشأن التحديات السياسية والتنموية والأمنية التي تواجه القارة الإفريقية وملفات السلم والأمن. 

وأشار إلى أن مصر تعمل على تعزيز منظومة الأمن والاستقرار الجماعي بالقارة الإفريقية ودفع جهود التنمية والتكامل القاري وإعادة الإعمار، وذلك باعتبار مصر إحدى الدول المؤسسة للاتحاد الإفريقي وريادتها لملف إعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات، ورئاستها للجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات وكالة التنمية الإفريقية "نيباد".

كما نظمت الرئاسة المصرية لقاء مع أحمد أبوالغيط أمين عام جامعة الدول العربية لتبادل الرؤى بين مجلس السلم والأمن الإفريقي والجامعة العربية حول سبل الاستجابة للتحديات والتطورات المتلاحقة في القارة الإفريقية والشرق الأوسط، حيث مهد الاجتماع لتدشين حوار مؤسسي بين المنظمتين نظرًا لتشابك المصالح العربية الإفريقية ووجود قضايا عديدة ذات الاهتمام المشترك.

وتضمنت الزيارة عقد جلسة موسعة لمجلس السلم والأمن الإفريقي تحت عنوان "العلاقة الترابطية بين السلم والأمن والتنمية: سد الفجوات بين السياسات والمُمارسة"، هدفت إلى زيادة التوعية بشأن العلاقة بين التنمية والسلم والأمن، وتسليط الضوء على أفضل الممارسات والدروس المستفادة في تنفيذ البرامج الخاصة بالرابط بالدول الإفريقية، واستعراض كذلك مخرجات النسخة الرابعة لمنتدى أسوان للسلام والتنمية، كأحد أبرز المنابر القارية في تنفيذ الرابط ما بين التنمية والسلم والأمن.

كما أجرى المجلس زيارة لأكاديمية الشرطة، باعتبارها من أفضل الأكاديميات في إفريقيا في مجال التدريب على عمليات حفظ السلام، وذلك للتعرف على الدورات التدريبية التي يقدمها المركز المصري للتدريب على عمليات حفظ السلام التابع لوزارة الداخلية. واستعرض مدير أكاديمية الشرطة الإمكانات التي تتمتع بها الأكاديمية ومراكز ومعاهد البحوث التابعة لها، وكذا برامج التدريب للأشقاء الأفارقة في مجال حفظ السلم والأمن الإقليميين والدوليين، وأشار إلى قيام الأكاديمية بتقديم منح دراسية كاملة لعدد من الكوادر الشرطية بالدول الإفريقية، واعتماد المركز كمركز تميز تابع "لقدرة إقليم شمال إفريقيا NARC" وكذا الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة. 

وفي نهاية الزيارة، تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين المركز المصري للتدريب على عمليات حفظ السلام وإدارة الشئون السياسية والسلم والأمن بمفوضية الاتحاد الإفريقي بشأن التعاون في مجالات تدريب العناصر الشرطية وبناء قدراتهم للمشاركة في عمليات دعم السلام التابعة للاتحاد الإفريقي.

كما اضطلعت الرئاسة المصرية للمجلس بتنظيم زيارة لأعضاء المجلس إلى بورتسودان، وذلك في أول زيارة يقوم بها المجلس منذ تعليق عضوية السودان في الاتحاد الإفريقي في 2021، والتقى أعضاء وفد المجلس بلفيف من رموز الدولة والحكومة السودانية، وعلى رأسهم الفريق أول عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني الانتقالي، والسيد الفريق بحري إبراهيم جابر، عضو المجلس ورئيس اللجنة العليا للشئون الإنسانية، والسيد الفاتح طيفور، النائب العام ورئيس اللجنة الوطنية للتحقيق في جرائم وانتهاكات القانون الوطني والقانون الدولي الإنساني، والسيد مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور، بالإضافة إلى العديد من رموز المجتمع المدني وممثلي الأحزاب والقوى السياسية.

وقد سمحت هذه الزيارة لعدد من الدول أعضاء مجلس السلم والأمن الإفريقي بتشكيل رؤية متكاملة حول الأزمة السودانية وسبل دعم السودان الشقيق في الخروج من محنته، بما في ذلك تيسير استئناف السودان لأنشطته بالاتحاد الإفريقي واستعادة دوره الفعال في المنظمة القارية. وقد أعرب الجانب السوداني عن خالص تقديره لزيارة مجلس السلم والأمن الإفريقي إلى بورتسودان، لما لها من تأثير إيجابي على استعادة السودان لقنوات الاتصال بالاتحاد الإفريقي، كونه عضوًا مؤسسًا للمنظمة القارية، ولاستقراء حقائق الوضع الحالي في السودان.