رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف يمكن للرياضة أن تساهم في حماية الشباب من التطرف؟

الرياضة وحماية الشباب
الرياضة وحماية الشباب من التطرف

تعد الرياضة من أهم الوسائل التي تسهم في بناء شخصية الشباب وتوجيه طاقاتهم بشكل إيجابي، حيث يمكن أن تلعب دورًا حيويًا في تعزيز القيم الإنسانية والاجتماعية، إذ تساعد الرياضة على تعزيز روح الفريق والانتماء الإيجابي، مما يساهم في حماية الشباب من الانجراف نحو التطرف، ونتيجة لما تم ذكره نستعرض خلال السطور التالية كيف يمكن للرياضة أن تساهم في حماية الشباب من التطرف.

 

رأي الأزهر الشريف 


وفقًا لبوابة الأزهر الإلكترونية، التي أكدت أن قضية مكافحة التطرف تتطلب تضافر الجهود بين جميع فئات المجتمع، ومن المعروف أن الإنسان كائن اجتماعي لا يستطيع أن يعيش وحده، ويحتاج إلى الآخر قدر احتياج الآخر إليه، ومن ثم فإن العزلة أمر صعب يتعارض مع طبيعة الإنسان.

وقد ثبت سهولة استقطاب التنظيمات المتطرفة للشباب غير المندمج مع مجتمعه أو الذي يشعر بالإقصاء، ومن ثم وجب على الأسر والمدارس مراقبة سلوكيات الأطفال باستمرار، ومعرفة مدى اندماجهم من عدمه، موضحة أن الرياضة تلعب دورًا مهمًا في دمج التلاميذ مع بعضهم بعضًا، عن طريق المشاركة الرياضية خصوصًا في الألعاب الجماعية التي تبث في الشباب روح الفريق، ونكران الذات، وتشعرهم بالانتماء إلى المدرسة أو الفريق الذي يلعبون باسمه.

كما تبث الرياضة روح التضامن فيما بينهم، والخوف من الإصابة التي قد يتعرض لها واحد منهم فتضر الفريق كله، وهنا يتدرب الأطفال والشباب على الإيمان بأن كل واحد منهم هو جزء من فريقه أو مجتمعه، وليس هو كل الفريق، مشيرة إلى أن الرياضة تعتبر وسيلة تربوية مهمة تسهم في التنشئة الاجتماعية للطفل وتساعد على اندماجه في محيطه المجتمعي، وهذا بلا شك يسهم في حماية الشباب من التطرف.

الأمم المتحدة

ووفقًا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة بعنوان "الرياضة والفنون لمنع التطرف العنيف"، اعترفت الأمم المتحدة بالرياضة كأداة رئيسة للمساعدة في تحقيق الأهداف الإنمائية الثمانية للألفية، كما عدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في أن الرياضة وسيلة لنشر السلام وركزت على أهمية مواصلة إزالة المعوقات أمام المشاركة في الأحداث الرياضية خاصة في البلدان النامية، مؤكدة أن الرياضة عامل يمكن التنمية المستدامة ويساهم في السلام وتعزيز التسامح والاحترام.

كما أكد التقرير أن الرياضة تلعب دورًا مهمًا في تشجيع مشاركة الشباب والمراهقين في المجتمعات المحلية، حيث تتيح لهم فرصة التفاعل الإيجابي وتعزز من الفكر التنافسي، فضلًا عن أنها تتطلب التواصل مع أعضاء الفريق والمنافسين. 
وتساعد الفرق الرياضية على تعزيز الشعور بالانتماء، مما يسهم في بناء القدرة على مواجهة التطرف العنيف. وفقًا لنظرية التغيير المرتبطة بالرياضة من أجل السلام، إذا شارك 240 شابًا وشابة من جنسيات متنوعة تتراوح أعمارهم بين 15 و18 عامًا في أنشطة رياضية لمدة 9 أشهر، فإن ذلك سيؤدي إلى زيادة التسامح وتعزيز الصمود، وانخفاض نسبة التطرف العنيف.
فالرياضة من أجل السلام تخلق بيئة آمنة وتعزز رؤية جديدة تجاه الآخرين، مما يؤدي إلى بناء علاقات أكثر إيجابية وتطوير القدرات اللازمة لتحويل المواقف العنيفة إلى مواقف سلمية.