رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نتنياهو.. رجل السلطة العنيد الذي خالف كل القوانين الدولية والإنسانية

نتنياهو
نتنياهو

عرضت قناة “القاهرة الإخبارية” عبر شاشتها تقريرًا لها حمل عنوان: "نتنياهو.. رجل السلطة العنيد الذي خالف كل القوانين الدولية والإنسانية".

 

"رجل السلطة العنيد والرافد للسلام السياسي المتعطش للدماء والمسؤول عن أكبر المجازر التي ارتكبت في حق الفلسطينيين والإنسانية على حد سواه".. أوصاف تنطبق على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي قاد واحدة من أبشع الحروب غير المتكافئة في تاريخ الانسانية بين جيش مدجج بأحدث الاسلحة وافتكها ومدنيين عزل لم يرتكبوا جرمًا ولم تكن لهم جريرة سوى أنهم فلسطينيون ظلمهم الاحتلال وخذلهم العالم.

 

نتنياهو البالغ من العم 73 عامًا الذي تولى رئاسة الوزراء 6 مرات وهو الرقم القياسي الذي لم يبلغ أي رئيس وزراء آخر في تاريخ إسرائيل، روّج لنفسه وبشكل مباشر طوال حياته السياسية باعتباره الشخص الأفضل لحماية إسرائيل من أي عدوان من كل القوى المعادية في الشرق الأوسط.


أمن إسرائيل ديدنٌ لكل المتطرفين وحيلة اجتهد نتنياهو لكي تنطلي على الجميع، وبذل وسعه في سبيلها عبر ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الفلسطينيين وسلب حقوقهم المشروعة وعرقلة أي محاولة لقيام دولتهم المستقلة، بل وسرقت ما تبقى منها عبر بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس.

 

ولد بنيامين نتنياهو بعد النكبة بعام واحد قبل أن ينتقل مع عائلته إلى الولايات المتحدة ليعود منها في سن 18 من عمره حيث أمضى 5 سنوات في الجيش خدم خلالها كضابط في وحدة استطلاع هيئة الأركان العامة الإسرائيلية.


وفي عام 1982 أنشأ نتنياهو معهدًا لمكافحة الإرهاب كما أصبح نائبًا لرئيس البعثة الإسرائيلية في واشنطن قبل أن يتم تعينه مندوبًا دائمًا لإسرائيل لدى الأمم المتحدة.


وفي عام 1996 أصبح نتنياهو أول رئيس وزراء إسرائيلي منتخب بشكل مباشر بعد إجراء انتخابات مبكرة إثر اغتيال إسحاق رابين كما أصبح أصغر زعيم يتولى رئاسة الوزراء آنذاك.


وفي عام 1999 فقد نتنياهو منصبه كرئيس للوزراء بعد أن دعى إلى إجراء انتخابات مبكرة وخسارته أمام زعيم حزب العمل إيهود بارك.


وفي عام 2009 عاد نتنياهو لرئاسة الوزراء ليستمر 12 عامًا متواصلة كأطول رئيس وزراء في عمر دولة الاحتلال، إلا أنها شهدت أحداثًا مؤسفة في تاريخة، حيث تم التحقيق في مزاعم بالفساد ارتبطت به بشكل مباشر وانتهت بتوجيه اتهامات له بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة فيما يتعلق بثلاث قضايا منفصلة في عام 2019 ليخضع على إثر تلك الاتهمات للمحاكمة ويصبح أول رئيس وزراء في إسرائيل يحاكم خلال ولايته.


وفي مطلع 2023 واجه نتنياهو واحدة من أكبر الأزمات في حياته السياسية الطويلة والتي أدت إلى موجة وسعة من الاحتجاجات على محاولات حكومته تقييد صلاحيات المحكمة العليا في أزمة كانت شاهدة على مدى العناد الذي يتمتع به نتنياهو حتى مع خصومه السياسيين داخل إسرائيل.


وعلى مدار حياته السياسية سواء في رئاسة الحكومة أو خارجها، اشتهر نتنياهو برفضه الواضح للسلام، الأمر الذي بدى واضحًا في انتقاده الشديد لاتفاقية أسلو ومسار حل للدولتين ووضع العراقيل أمام أي جهودٍ أو مقترحات لحل القضية الفلسطينية عبر المفاوضات، والمبالغة في فرض الشروط التعجيزية لاجهاض أي محاولاتٍ لإحلال السلام في المنطقة.


وفي أعقاب السابع من أكتوبر أظهر نتنياهو الوجه القبيح للسياسته العدوانية تجاه الفلسطينيين، حيث ارتكب جيش الاحتلال العديد من الفضائع والجرائم التي لم يشهد لها التاريخ مثيلا، فالقتل والدمار والتجويع والحصار أبسط نتائج سياسات نتنياهو تجاه سكان غزة.


قتل الفلسطينيين فقط لم يكن كافيًا بالنسبة لنتنياهو حيث قام بإغلاق المعابر وحصار أكثر من مليوني نسمة دون طعام أو شراب كما نفذ العديد من المحاولات لتهجيرهم خارج القطاع عبر التنكيل وارتكاب المجازر التي أعادت للأذهان ما ارتكبه أسلافه من مجازر على مدار أكثر من 7 عقود من الزمان.


عام من الحرب الغاشمة كان شاهدًا على بشاعة السياسة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو حيث الإمعان في التنكيل واتباع سياسة العقاب الجماعي واستهداف المستشفيات والقطاع الصحي وقصف مخيمات النازحين واستهداف قوافل المساعدات الإنسانية والهيئات الإغاثية واتباع سياسة التجويع.


وبالرغم من تعرضه لضبوط كبير من قبل المعارضة وأهالي المحتجزين وخروج المظاهرات المطالبة بوقف الحرب وإبرام صفقة للإفراج عن المحتجزين، كان العناد سمة واضحة لنتنياهو الذي اعتاد ذلك الأمر، فرفض كل العروض والمبادرات والوساطات لوقف العدوان وأسرف في العناد وبالغ في وضع الشروط التي وصفت بالتعجيزية للحيلولة دون وقف الحرب التي كان يعلم جيدًا أن وقفها يعني نهايته السياسية.