عبد الله الصاوي للدستور: "صاروخان" ضيف شرف أكبر مهرجان للكاريكاتير بفرنسا
كشف عبدالله الصاوي، الباحث والكاتب المُتخصص في تاريخ الكاريكاتير، في تصريحات خاصة لـ “الدستور”، عن مشاركة مشروعه ذاكرة الكاريكاتير، التابع لمؤسسة عبدالله الصاوي للحفاظ على تراث الكاريكاتير المصري؛ بمجموعة رسوم كاريكاتيرية نادرة لرائد الكاريكاتير الفنان المصري ذو الأصول الأرمنية ألكسندر صاروخان، عن الحرب العالمية الثانية، بالدورة الثالثة والأربعين للمهرجان الدولي للكاريكاتير والصحافة والرسوم المتحركة الفكاهية، والذي أقيمت فعالياته بمدينة سان جوست لومارتيل الفرنسية في الفترة من 28 سبتمبر إلى 6 أكتوبر الجاري.
ذبح بقرة علي شرف الفائز
وأكد الصاوي أن المهرجان يُعد واحدًا من أهم وأعرق المهرجانات الخاصة بالكاريكاتير والفكاهة والسخرية في العالم؛ فقد تأسس عام 1979، بمدينة سان جوست لومارتيل الفرنسية، ويقام سنويا منذ أكثر من 40 عامًا، ويشارك به أكثر من 150 فنانًا ومصممًا من كل أنحاء العالم، ومن طرائف المهرجان أن البقرة هي الشعار الثابت له منذ انطلاقه، ويمنح مجموعة من الجوائز، والجائزة الأولى والكبرى، عبارة عن بقرة، يتم ذبحها وتقديمها على الغداء للمشاركين، على شرف الفائز بالمركز الأول، وقد حصلت على الجائزة الكبرى هذا العام، رسامة الكاريكاتير الإيطالية مارلينا ناردي.
وتابع “الصاوي”: سيتم تنظيم مجموعة معارض وعروض واجتماعات على مدار العام؛ بهدف فتح آفاق جديدة أمام رسامي الكاريكاتير والمبدعين، وتعزيز التبادل الثقافي والفني والفكري بين الفنانين المشاركين بالمهرجان. وقد سبق وشارك بالمهرجان عدد من رسامي الكاريكاتير المصريين، ويعتبر صاروخان هو أول رسام مصري وعربي راحل، يحتفي المهرجان به، ويُخصص له ركن خاص بالمهرجان يضم هذا الكم الكبير من الأعمال، وهذا يعكس المكانة الكبيرة التي يتمتع بها صاروخان وفنه عالميًا.
فكرة المعرض وبدايته
عن بداية الفكرة وكيفية تنسيق المعرض مع الجانب الفرنسي قال الصاوي: كانت من خلال الفنانة الفرنسية “تراكس”، التي زارت مصر لمدة أسبوع بدعم من المعهد الفرنسي بالقاهرة، للتكريم والمشاركة في فعاليات الدورة الأولى لمهرجان دمنهور الدولي لكاريكاتير المرأة في مارس الماضي، وزارت ضمن البرنامج المعد لها أسرة صاروخان، وأنبهرت بأعماله، خاصة كتابه النادر: هذه الحرب، ومجلته الكاريكاتيرية: لاكارافان (القافلة) التي كان يصدرها بالفرنسية.
وأثناء المهرجان تحدثت مع تراكس عن إمكانية تنظيم معرض كاريكاتيري لصاروخان بفرنسا، فرحبت ووعدتني بالسعي بعد عودتها لإتمام هذا الأمر.
تواصلت معي “تراكس” بالفعل بعد أن تواصلت من عدة جهات بفرنسا، وفي نهاية المطاف استقرينا على مخاطبة اللجنة المنظمة للمهرجان الدولي للكاريكاتير والصحافة والرسوم المتحركة الفكاهية بمدينة سان جوست لومارتيل، كونه المهرجان الأهم والأشهر ليس في فرنسا فحسب بل في العالم.
وبالفعل قمت بالتواصل مع إدارة المهرجان، وعرضت عليهم الأمر، وقوبل طلبي بترحاب شديد، وتلقيت والسيدة سيلفا نارديان ــ حفيدة صاروخان ــ في مايو الماضي، دعوة رسمية، لحضور فعاليات الدورة الثالثة والأربعين للمهرجان الدولي للكاريكاتير والصحافة والرسوم المتحركة الفكاهية، بمدينة سان جوست لومارتيل.
50 رسم لصاروخان عن الحرب العالمية الثانية
وأوضح الصاوي بأنه تم التنسيق مع السيدة سيلفا، على المشاركة بخمسين رسم كاريكاتيري ملون لصاروخان عن الحرب العالمية الثانية، من المقتنيات الثمينة التي لا زالت تحتفظ بها أسرته حتى الآن، وتغطي تلك الرسوم أحداث الحرب العالمية الثانية في الفترة من عام 1939 إلى عام 1945، وقد نشرها صاروخان في وقتها بعدد من الصحف والمجلات التي كان يعمل بها منها: آخر ساعة المصورة، لبروجريه إيجيبسيان، لابورص إيجيبسيان، مجلته الكاريكاتيرية التي أصدرها بالفرنسية ورأس تحريرها: لاكارفان (القافلة)، وقد جمع صاروخان، هذه الأعمال إلى كتابه الأهم: هذه الحرب؛ الذي أصدره على نفقته الشخصية باللغتين الفرنسية والإنجليزية عام 1945. وقد وقع الاختيار على تلك الرسوم دون غيرها، لوجود ترجمة للفرنسية والإنجليزية للتعليقات الخاصة بهذه الرسوم، مما سيتيح لزوار المهرجان إمكانية فهم محتوى الأعمال دون صعوبة، وكذلك ارتباط الأعمال المعروضة لصاروخان بحدث دولي كبير هو الحرب العالمية الثانية، والتي شاركت بها فرنسا إلى جانب دول الحلفاء المنتصرة في الحرب.
وأضافت سيلفا، أن أسرة صاروخان، في غاية السعادة والفخر، بما قدمه للصحافة وفن الكاريكاتير المصري والعربي، على مدار أكثر من خمسين عامًا، وبمدى محبة وتقدير الشعب المصري، وكل محبي فن الكاريكاتير في العالم، مؤكدةً أن عبقرية وتفرد صاروخان وإخلاصه لفنه، جعله يعيش بيننا حتى الآن؛ على الرغم من رحيله عام 1977. وكذلك جعل أعماله هي الأكثر شهرة، والأكثر طلبًا من قبل أصحاب الجاليرهات ومقتني ومحبي الرسوم الكاريكاتيرية داخل مصر وخارجها، وأبسط دليل على ذلك أن مجموعة مستنسخات من أعمال صاروخان مر عليها أكثر من 80 عامًا، عرضت الأسبوع الماضي في واحد من أهم وأشهر مهرجانات الكاريكاتير في العالم بفرنسا، وسط ترحيب ودهشة كبيرة من الجهة المنظمة والحضور.
ووجهت سيلفا الشكر للباحث عبدالله الصاوي، على ما يبذله من جهد غير مسبوق، من خلال مؤسسته ومشاريعه؛ للحفاظ على تراث الكاريكاتير المصري، وإحياء ذكرى الرواد الكبار لفن الكاريكاتير أمثال: صاروخان ورخا وطوغان، كما أشادت بالمستوى المتميز والجهود التنظيمية التي بذلها القائمون على المهرجان، وتخصيصهم ركن خاص لأعمال صاروخان، لإتاحة الفرصة - ولأول مرة - للمشاركين ورواد المهرجان، لمشاهدة، خمسين رسم كاريكاتيري نادر لصاروخان؛ وثق من خلالها ببراعة وذكاء فني، كافة مجريات الحرب العالمية الثانية؛ التي سيحتفي العالم بمرور ثمانين عامًا على انتهائها في مايو 2025.