رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عام من حرب غزة.. جبهة لبنان تؤرق الاحتلال الإسرائيلي وتفاقم خسائره

الحدود اللبنانية
الحدود اللبنانية الإسرائيلية

لم تقف حرب غزة عن حدود القطاع، بل خرجت لتطال أطرافا ومناطق أوسع، وكان على رأسها جبهة لبنان فقد بدأ حزب الله اللبناني في اليوم التالي لحرب غزة في تنفيذ هجمات ضد إسرائيل، كدعمًا معنويًا للمقاومة الفلسطينية وشعب غزة ومواجهة إسرائيل التي اضطرت إلى تحويل قواتها إلى الشمال.

جبهة لبنان تؤرق إسرائيل

كانت جبهة لبنان من أكثر الجبهات التي سببت ضغطا على الاحتلال بسبب تبادل القصف بين حزب الله والاحتلال فاعتبارا من يوم 8 أكتوبر 2023، شن حزب الله وإسرائيل ضربات متكررة ضد بعضهما البعض، ولكن الجانبين تراجعا عندما بدا أن دوامة الانتقام على وشك الخروج عن السيطرة، تحت ضغط شديد من الولايات المتحدة وحلفائها. 

وأخذ تبادل إطلاق النار على الحدود اللبنانية الإسرائيلية منحنى تصاعديا على وجه التحديد في 31 يوليو 2024، عندما اغتالت إسرائيل القائد الكبير في حزب الله فؤاد شكر في بيروت.

لمدة شهر تقريبًا، انتظر الشرق الأوسط والمجتمع الدولي رد حزب الله على اغتيال شكر، وقد تم ذلك في صباح 25 أغسطس، حيث شن هجوم جوي وصاروخي نحو قواعد وثكنات عسكرية في شمال إسرائيل. 

ثم تصاعدت الأحداث سريعًا بين الجانبين، في شهر سبتمبر 2024 بشكل درامي، حيث جرى يومي 17 و18 سبتمبر انفجار أجهزة النداء وأجهزة الاتصال اللاسلكية التي يستخدمها حزب الله، وهي هجمات قاتلة تم توجيهها إلى إسرائيل والتي قتلت ما لا يقل عن 37 شخصًا بينهم طفلان وشوهت 3 آلاف من المدنيين في جميع أنحاء لبنان. 

وبعدها شنت إسرائيل سلسلة من الضربات يوم 23 سبتمبر التي قتلت أكثر من 490 لبنانيًا، وهي أعنف هجوم منذ حرب إسرائيل وحزب الله عام 2006. 

من جانبه، قال وزير الصحة اللبناني إن المستشفيات والمراكز الطبية وسيارات الإسعاف تعرضت للضرب. وأعلنت وزارته عن مقتل أكثر من 720 شخصًا في لبنان حتى 27 سبتمبر 2024.

وفي 23 سبتمبر، استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلية 1300 موقع لحزب الله، بما في ذلك صواريخ كروز وصواريخ ثقيلة وصواريخ متوسطة المدى بمدى 200 كيلومتر وصواريخ قصيرة المدى وطائرات بدون طيار مسلحة من طراز صياد 107، وفق بيان صادر عن جيش الاحتلال. في المقابل، أطلق حزب الله حوالي 10 صواريخ باتجاه منطقة السامرة، على بعد حوالي 120 كيلومترًا من الحدود.

في 24 سبتمبر، أطلق حزب الله حوالي 50 صاروخًا باتجاه كريات شمونة وطريقًا رئيسيًا في الجليل الأسفل. بينما واصل جيش الاحتلال الغارات الجوية في البقاع ومناطق أخرى في لبنان ضد أهداف لحزب الله، بما في ذلك المباني المستخدمة لتخزين الأسلحة ومراكز القيادة والبنية التحتية العسكرية. وفي نفس اليوم، قتلت غارة جوية إسرائيلية في الضاحية الجنوبية في بيروت، قائد منظومة الصواريخ والقذائف في حزب الله، إبراهيم محمد قبيسي وقادة آخرون بالمنظومة.

وفي 25 سبتمبر، أطلق حزب الله صاروخا باليستيا من نوع "قادر 1" على مقر قيادة الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" في ضواحي تل أبيب. 

وفي 26 سبتمبر، استهدف جيش الاحتلال على نطاق واسع مئات الأهداف التابعة لحزب الله في وادي البقاع وفي مناطق أخرى من لبنان. واستهدفت معظم هجمات حزب الله مرتفعات الجولان وأجزاء مختلفة من الجليل ومنطقة حيفا وخليج حيفا ووادي يزرعيل. تضم هذه المناطق 1.5 مليون مواطن من سكان إسرائيل.

وفي 27 سبتمبر، وجه جيش الاحتلال ضربة قوية على المقر المركزي لحزب الله في بيروت، مستهدفة زعيم الجماعة حسن نصرالله، والذي اغتيل رفقة قادة آخرين. 

ورغم اغتيال حسن نصر الله إلا أن قدرات حزب الله تقلق إسرائيل، حيث تقدر إسرائيل أن حزب الله يمتلك الآن نحو 150 ألف صاروخ وقذيفة، بعضها موجه بدقة، مما يضع البلاد بأكملها في مرمى نيرانه.

دمار متبادل بين إسرائيل وحزب الله

قبل يوم 23 سبتمبر 2024، أسفرت عمليات إطلاق النار المتبادل عن مقتل المئات من مقاتلي حزب الله ونحو 1100 مدني لبناني، ونحو 120 جنديًا ومدنيًا في إسرائيل. كما أصيب أكثر من 1600 لبناني ومئات الإسرائيليين في الضربات القاتلة وفر مئات الآلاف من جنوب لبنان، فضلًا عن تدمير مساحات شاسعة من الجنوب وحتى أجزاء من بيروت، حسب وكالة أسوشيتد برس، لكن بعد ذلك اليوم شهد الصراع تحول غير مسبوق.

فقد أعلنت الحكومة اللبنانية، يوم 27 سبتمبر 2024، أن حصيلة الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان منذ أكتوبر 2023 بلغت 1540 قتيلا و5410 جريحا، بجانب نزوح أكثر من 77 ألفا من جنوبي وشرقي لبنان.

وأفاد تقرير صادر عن وحدة إدارة مخاطر الكوارث بالحكومة اللبنانية، بأن عدد النازحين المسجلين في مراكز الإيواء المعتمدة من قبل غرفة العمليات الوطنية بلغ 77 ألفا و100 نازح، موزعين على 565 مركزًا تشمل مدارس ومجمعات تربوية ومعاهد مهنية ومراكز زراعية في مختلف المحافظات.