رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التنمية عبور جديد فى سيناء

 

لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ننسى، ونحن نحتفل بذكرى الإنتصار العظيم في السادس من اكتوبر عام 1973، ما حدث داخل سيناء حاليا من عمليات تنمية واسعة لم يسبق لها مثيل من قبل. وخلال فترة زمنية بمقياس التنمية تعد ضئيلة جدا. لقد تحولت سيناء خلال عقد من الزمان من صحراء جرداء إلى أرض خضراء، وتحققت على أرضها الكثير من مشروعات التنمية العملاقة صناعية وزراعية وسياحية وإنشائية. كل هذه الإنجازات الضخمة تحققت على أرض سيناء، فى ال 10سنوات الأخيرة، رغم تحريرها منذ من 51 عاما. فلم تشهد مثل هذه التنمية الواسعة إلا بعد ثورة 30 يونيو.

في الواقع أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قد  أولى إهتماما بالغا وعظيما للتنمية في سيناء بشكل لم يحدث على مدار التاريخ المصري الطويل الضارب بجذوره إلى حوالى 7 آلاف عام. فما حدث في سيناء الآن يعد إعجازا منقطع النظير بكل ما تعني الكلمة في كل المجالات قاطبة. في المجال الزراعي،حيث تم استصلاح العديد من الأفدنة الزراعية وبما يتمشى مع طبيعة الأرض وكميات المياه سواء الأمطار أو غيرها. إضافة إلى نهضة عمرانية شاملة لم تتحقق من ذي قبل،مع النهضة الصناعية والسياحية  التي تمت بالفعل  في سيناء ومدن القناة الثلاثة بشكل يفوق الخيال. ولا ننسى أبدا ما حدث من عمليات تطهير واسعة قبل عمليات التنمية الكبيرة، فقد قدمت القوات المسلحة والشرطة المدنية أرواحا كثيرة من الشهداء والمصابين في سبيل تحرير الأرض المباركة من كل الأوباش الذين دنسوها بعد قيام جماعة الإخوان الإرهابية بجلب كل متطرفى العالم داخل أرض الفيروز. لقد قامت مصر وتحديدا القوات المسلحة بدور سيظل يذكره التاريخ لها بحروف من نور فيما يتعلق بإقتلاع الإرهاب   وتطهير سيناء من المناجيس الأوباش المتطرفين، الذين كانوا دائما شوكة في ظهر الدولة المصرية.

لقد حققت سيناء تنمية بشكل لم يسبق له مثيل وتم تخصيص ميزانيات ضخمة وواسعة لها. وأذكر في هذا الصدد أن أحد محافظى شمال سيناء قال لي ذات يوم أن أزمة سيناء الحقيقية، كانت هي قلة المخصصات المالية فى عمليات التنمية. ولكن جاءت ثوره 30 يونيو لتغير هذه النظرية تماما، وتكون  لسيناء وكل المحافظات الحدودية مخصصات ضخمة من أجل الإعمار والتنمية. هذه الفلسفة الجديدة لم تأت من فراغ، وانما جاءت بفكر رشيد ورؤية ثاقبة تنفذها القيادة السياسية. والأهم والأخطر من ذلك باتت سيناء جزء لا يتجزأ من أرض من الوادي بعد الأنفاق التي تم تم انشاؤها والكباري العلوية الكثيرة والطرق المؤدية إليها من كل أنحاء الجمهورية. فلم تعد سيناء أرض الفيروز العظيمة التي إرتوت بدماء الشهداء على مر العصور معزولة. بل باتت هى والوادى والدلتا على حد سواء. هذه الانجازات الضخمة التي تحققت على أرض سيناء تؤكد بما لا يدع أدنى مجال للشك أن المشروع الوطني المصري الموضوع بعد ثوره 30 يونيو دخل في كل الملفات المسكوت عليها، ومن بينها سيناء الحبيبة. المشروعات كثيرة زراعية وصناعية وسياحية وتعليمية  وانشائية ومدن واسعة. كل ذلك يؤكد أن مصر باتت تعرف تماما أن البوابة الشرقية للدولة المصرية يجب  أن تتمتع بمواصفات خاصة في التنمية وبشكل يفوق أى تنمية قد تمت من قبل.

وقد لفتت الأنظار هذه التنمية كل دول العالم أجمع، وكل المؤسسات التي تراقب كل هذه الافعال الرائعة. وقد أشادت منظمات كثيرة ودول بما حدث من عمليات تنموية واسعة داخل سيناء. وحتى كتابة هذه الس طور ما زالت الدولة المصرية تواصل عمليات التنمية المستدامة والواسعة على أرض الفيروز، تلك الأرض التي كرمها الله سبحانه وتعالى عندما تجلى على بقعة من بقاعها. ولا يمكن أن نغفل أبدا الأدوار التي لعبتها القوات المسلحة المصرية في عمليات التنمية في هذا الشان. كل ذلك يؤكد أن مصر تسير بخطى واسعة ورائدة، من أجل التنمية سواء في سيناء أو غيرها من مدن الجمهورية من شمالها إلى جنوبها  ومن شرقها  إلى غربها.دامت سيناء عزيزة أبية بفضل جهود القوات المسلحة العظيمة والشعب الواعى.