رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في الذكرى الـ51.. كيف ساهم التطور التكنولوجي في نجاح حرب أكتوبر؟

 حرب أكتوبر
حرب أكتوبر

في ظل مرور أكثر من 5 عقود على حرب أكتوبر 1973، لا تزال هذه الحرب محل تحليل واستعراض، ليس فقط من حيث النواحي السياسية والعسكرية، ولكن أيضًا من حيث دور التكنولوجيا المتقدمة آنذاك في تحقيق التفوق الميداني، على الرغم من أن التقنيات العسكرية المتاحة في السبعينيات قد تبدو بدائية مقارنة بما نعرفه اليوم، إلا أن الابتكارات التي تم توظيفها لعبت دورًا حاسمًا في نجاح العمليات الحربية وساهمت في تغيير موازين القوى.

فقد تمكنت القوات المصرية من تحقيق انتصارٍ عسكري كبير على الجيش الإسرائيلي، بفضل هذا التطور التكنولوجي، الذي كان له دورًا حاسمًا في تحقيق هذا النجاح، وفي هذا التقرير، نستعرض كيف ساهمت التكنولوجيا في تغيير مجريات الحرب لصالح مصر.

اللواء سمير فرج: التكنولوجيا حسمت معركة أكتوبر 1973

وفي ذلك، قال اللواء سمير فرج، إن حرب أكتوبر 1973 شهدت استخدام تكنولوجيا عسكرية متقدمة غيرت موازين القوى، حيث استخدم الجيش المصري أنظمة الحرب الإلكترونية وأسلحة مضادة للدبابات مثل صواريخ "المالوتيكا" الروسية، مما ساعد في تحييد القوات الجوية الإسرائيلية ومنعها من دعم قواتها البرية.

وأشار "فرج"، في مقاله، إلى أن حائط الصواريخ المصري كان حاسمًا في بتر "اليد الطولى" لإسرائيل، حيث اضطر قائد القوات الجوية الإسرائيلية لتحذير قواته بعدم الاقتراب من قناة السويس، كما نجح المصريون في تنفيذ "الستارة المصرية المضادة للدبابات"، وهو ابتكار عسكري حديث ساعد المشاة على مواجهة المدرعات دون دعم فوري.

وتابع أنه أيضًا من المفاجآت الاستراتيجية، كان إغلاق مضيق باب المندب أمام الملاحة الإسرائيلية، ما شكّل حصارًا بحريًا ناجحًا.

Dr. Samir Farag - لواء د. سمير فرج - الصفحة الرئيسية
اللواء سمير فرج

ما هي التكنولوجيا التي غيّرت مجرى حرب أكتوبر؟

بناء على ما جاء في مذاكرت عدد من أبطال وقادة حرب أكتوبر، منهم المشير محمد عبدالغني الجمسي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية خلال حرب أكتوبر، الذي تحدث في مذكراته عن أهمية التكنولوجيا في تحقيق النصر، مشيرًا إلى دور الصواريخ المضادة للدبابات وأنظمة الدفاع الجوي في تغيير مجريات المعركة.

فقد استخدمت القوات المصرية صواريخ مضادة للدبابات من طراز “ساجر”، والتي كانت فعالة في تدمير الدبابات الإسرائيلية المتقدمة، كما تم استخدام أنظمة الدفاع الجوي المتطورة مثل صواريخ “سام-6” لإسقاط الطائرات الإسرائيلية، مما حد من قدرة العدو على تنفيذ هجمات جوية فعالة.

كما تحدث اللواء بحري فؤاد ذكري، قائد القوات البحرية المصرية، في تصريحات سابقة، عن أن زوارق الصواريخ “أوسا” كانت من العوامل الحاسمة في تأمين السواحل المصرية ومنع الهجمات البحرية الإسرائيلية، فقد استخدمت البحرية المصرية زوارق صواريخ من طراز “أوسا” السوفيتية، والتي كانت مجهزة بصواريخ "ستايكس" المضادة للسفن، وهذه الزوارق كانت قادرة على تنفيذ هجمات سريعة وفعالة ضد السفن الإسرائيلية، مما ساهم في تأمين السواحل المصرية ومنع أي هجوم بحري معادٍ.

صورة بالذكاء الاصطناعي

أيضًا، تحدث اللواء أحمد إسماعيل علي، وزير الدفاع المصري خلال الحرب، في عدة مناسبات، عن أهمية التخطيط الاستراتيجي واستخدام التكنولوجيا في تحقيق عنصر المفاجأة والخداع الاستراتيجي، حيث لعبت الاستخبارات دورًا حاسمًا في نجاح العمليات العسكرية.

واستخدمت مصر تقنيات التجسس والاستطلاع لجمع المعلومات عن تحركات القوات الإسرائيلية وخططها، وهذه المعلومات كانت ضرورية لتحديد نقاط الضعف واستغلالها بشكل فعَّال، كما تم استخدام تقنيات التشفير لحماية الاتصالات الحساسة من التجسس الإسرائيلي.

ونفذَّت مصر عمليات خداع معقدة باستخدام تقنيات الاتصالات والمعلومات، مما جعل إسرائيل تعتقد أن الهجوم المصري سيكون في وقت ومكان مختلفين، وهذا الخداع ساهم بشكل كبير في تحقيق عنصر المفاجأة وتكبيد العدو خسائر فادحة في الأيام الأولى من الحرب.