رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أبطال الحرب المجيدة يتحدثون لـ«لدستور»: الجندى المصرى مفاجأة الحرب.. ورسالتنا للشباب: «حافظوا على روح انتصار أكتوبر»

حرب أكتوبر
حرب أكتوبر

لم يكن نصر أكتوبر ١٩٧٣ مجرد انتصار عسكرى، بل كان يومًا حُفر فى ذاكرة الأجيال، لأنه مثّل انتصارًا لإرادة أمة، وإثباتًا للعالم بأن الإنسان المصرى قادر على تحقيق المستحيل وتجاوز كل التحديات، فى سبيل تحرير أرضه والحفاظ على وطنه ومقدراته، وبأنه قادر بالعلم والتخطيط والإيمان على فعل المستحيل وقهر الصعاب وعبور المحن.

وفى الذكرى الـ٥١ لهذا النصر العظيم، تعود «الدستور» بالزمن مع عدد من أبطال حرب أكتوبر المجيدة، لتتذكر معهم أحداث هذه الحرب وكيفية التخطيط لأسباب الانتصار، وأهمية الحفاظ على روح أكتوبر لدى الأجيال الجديدة من أبناء مصر وشبابها، خاصة فى ظل التحديات التى تواجه الوطن والإقليم كله فى الوقت الحالى، والتى تستهدف هدم الدول وتفتيت الأوطان، بالقوة تارة وعبر بث الأكاذيب والشائعات واستهداف الوعى تارة أخرى.

اللواء طيار حسن راشد: الانتصار لم يكن وليد الصدفة.. وأبناء مصر قادرون على تجاوز أى تحديات

قال اللواء طيار أركان حرب حسن راشد، أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة رئيس أركان القوات الجوية الأسبق والحاصل على وسام النجمة العسكرية فى حرب ١٩٧٣، إن هذا النصر العظيم سيظل محفورًا فى ذاكرة التاريخ، لأنه كان أول انتصار عربى على العدو الإسرائيلى، بعد سلسلة من الهزائم المريرة.

وأوضح أن هذا النصر لم يكن وليد الصدفة، بل كان ثمرة لتخطيط دقيق وتدريب مكثف وتضحيات جسام، قدمها أبطال القوات المسلحة المصرية والشعب المصرى العظيم، مشيرًا إلى أن التضامن العربى فى حرب أكتوبر كان أحد أهم عوامل النجاح.

وأضاف «تلك الروح التى سادت فى ١٩٧٣ يجب أن تظل حاضرة فى وجداننا اليوم، خاصة مع التحديات التى تواجه مصر والمنطقة، من بينها الأزمات فى غزة وليبيا والسودان، فالجيش المصرى هو جيش الشعب، ويرتبط به ويتحمل مسئولية الحفاظ على أمن الوطن واستقراره».

وفى ظل التحديات الإقليمية الراهنة، أشاد اللواء طيار حسن راشد بجهود الرئيس عبدالفتاح السيسى فى تحديث وتسليح القوات المسلحة المصرية، مشيرًا إلى أن القوات الجوية تمتلك اليوم أحدث المعدات العسكرية، التى تمنح مصر قوة ردع حقيقية.

وتطرق إلى ذكرياته عن حرب ١٩٦٧، حينما دُمرت الطائرات المصرية على الأرض، وكيف عملت القوات المسلحة على التعلم من أخطائها لتحقيق الانتصار فى أكتوبر ١٩٧٣.

وأكد أن اللحظة الفارقة كانت عبور قناة السويس، حين شعر الجنود المصريون بفخر لا يوصف، وكان هذا الشعور الجماعى تجسيدًا لرغبة الشعب فى الثأر واستعادة حقوقه.

وأكمل «هذه الروح يجب أن تبقى حية فى مواجهة التحديات المعاصرة»، موجهًا رسالة إلى الأجيال الشابة، يحثها فيها على الالتزام والعمل على حماية الوطن، ومشددًا على أن روح أكتوبر ما زالت حية فى قلوب المصريين، وأنهم قادرون على تجاوز أى تحديات تواجه الوطن.

اللواء حسين مسعود: نقلت بالهليكوبتر 400 مقاتل لمنطقة تبعد 40 كيلو خلف خطوط العدو

روى اللواء حسين مسعود، وزير الطيران المدنى الأسبق وأحد أبطال حرب أكتوبر، ذكرياته عن تلك الأيام الحاسمة التى قضاها خلف خطوط العدو لمدة ١٥ يومًا، حيث شارك مع قوات الصاعقة فى تنفيذ عمليات دقيقة ومهمة خلال الحرب، فقد كان يحمل رتبة نقيب ويعمل مهندس سرب الهليكوبتر فى الكتيبة ١٤٣ صاعقة، وكان دوره آنذاك نقل المظليين وقوات الصاعقة خلف خطوط العدو.

فى يوم ٦ أكتوبر ١٩٧٣، كانت مهمته نقل كتيبة من قوات الصاعقة تضم حوالى ٤٠٠ مقاتل إلى منطقة تقع على بعد ٣٠ إلى ٤٠ كيلومترًا خلف خطوط العدو، وكان هدف تلك المهمة إعاقة تقدم القوات الإسرائيلية المدرعة ومنعها من التقدم نحو القوات المصرية التى كانت تعبر القناة، وتحدث «مسعود» عن صعوبة المهمة والضغط الكبير الذى واجهه الطيارون أثناء توصيل القوات إلى مواقعها، حيث تعرضت طائرته لإصابة فى الذيل واضطر إلى الهبوط واتخاذ التدابير اللازمة حتى لا تقع فى أيدى العدو.

واستعاد الوزير الأسبق لحظات التحدى خلال تلك الأيام، أبرزها قصة بطولية عن زميله الشهيد النقيب «رأفت» من قوات الصاعقة، الذى بسببه تمكنت القوات المصرية من تنظيم كمين ناجح فى ١١ أكتوبر ضد لواء مدرع إسرائيلى بقيادة «إبراهام مندلر»، قائد احتياطات المدرعات الإسرائيلية، الذى قُتل خلال المعركة، هذا الكمين كان نقطة تحول مهمة فى سير المعارك على الجبهة الجنوبية.

وبالإضافة إلى مشاركته فى حرب أكتوبر، تذكر أيضًا دوره كوزير للطيران فى فترة ما بعد ثورة ٢٥ يناير، حيث أشار إلى التحديات التى واجهتها البلاد فى ذلك الوقت، موضحًا كيف أسهمت خبرته العسكرية فى إدارة الأزمة بفاعلية، خاصة فيما يتعلق بإجلاء المصريين من ليبيا وتثبيت استقرار قطاع الطيران وسط حالة عدم الاستقرار.

وفى ختام حديثه، أكد أن القوات المسلحة المصرية، اليوم، أكثر استعدادًا وجاهزية لمواجهة التحديات الراهنة، مشددًا على أهمية بناء الإنسان المصرى كجزء من معركة التنمية الشاملة التى تواجهها البلاد فى الوقت الحالى.

اللواء على الببلاوى:لولا حائط الصواريخ ما تحقق النصر.. وهناك كتائب استكملت القتال بصاروخ واحد فقط

أكد اللواء على الببلاوى، أحد أبطال قوات الدفاع الجوى المصرية فى حرب أكتوبر ١٩٧٣، أن الدروس المستفادة من نكسة عام ١٩٦٧ كانت حجر الأساس فى بناء استراتيجية النصر، متحدثًا عن كيفية الاستفادة منها لتحويل الهزيمة إلى نصر مدوٍ بعد ٦ سنوات فقط.

وقال «الببلاوى»، الذى كان أصغر قائد كتيبة صواريخ فى ذلك الوقت: «الحرب ليست مجرد معركة واحدة، بل سلسلة من المعارك تتخللها انتصارات وهزائم، ولكن العبرة فى كيفية الاستفادة من كل تجربة، وتحويلها إلى نقطة قوة».

وأوضح البطل أن الفترة التى تلت هزيمة ١٩٦٧ شهدت أحداثًا مؤلمة، كشفت عن وحشية العدو الإسرائيلى، الذى كان يستهدف عمدًا المناطق المدنية لإيقاع أكبر قدر من الخسائر البشرية، مشيرًا إلى حادثة قصف مدرسة بحر البقر كمثال صارخ على هذه الممارسات، إلا أن الشعب المصرى أظهر صمودًا أسطوريًا وإصرارًا على تحويل المحنة إلى منحة.

وفى إشارة إلى الاستراتيجية العسكرية التى مهدت للنصر، أكد بطل الدفاع الجوى أهمية «حائط الصواريخ» الذى تم بناؤه قبل الحرب، قائلًا: «لولا حائط الصواريخ ما تم العبور.. ولولا العبور ما تحقق النصر».

كما سلط الضوء على الدور الحاسم الذى لعبته قوات الدفاع الجوى فى تأمين عملية عبور قناة السويس، وحماية القوات المصرية من الغارات الجوية الإسرائيلية.

وعن تجربته الشخصية فى الحرب، أوضح البطل أنه تولى، وهو برتبة رائد آنذاك، مسئولية الدفاع عن العاصمة القاهرة، قائلًا: «لم تتمكن أى طائرة عسكرية إسرائيلية من اختراق أجواء القاهرة، باستثناء طائرة استطلاع أمريكية كانت تحلق خارج مدى صواريخنا»، كاشفًا عن مواقف بطولية لكتائب استمرت فى القتال بصاروخ واحد فقط، مصممة على الدفاع عن كل شبر من أرض الوطن.

وحول التفوق الجوى الإسرائيلى، أوضح أن إسرائيل كانت تحظى بدعم غربى كبير لضمان تفوقها الجوى، إلا أن القوات المصرية نجحت فى مواجهة هذا التحدى من خلال فهم عميق لتكتيكات الطيران الإسرائيلى ومهام كل نوع من الطائرات، ما مكّن القوات المصرية من تحديد أنسب الصواريخ لاستهداف كل طائرة بدقة.

ونوه إلى أن الخسائر الإسرائيلية المؤكدة فى سلاح الجو بلغت ٣٢٥ طائرة، ما يؤكد فاعلية الاستراتيجية المصرية فى مواجهة التفوق الجوى الإسرائيلى.

العميد ثروت زكى:الانتماء للوطن أعظم أسلحتنا.. والشباب عماد الأمة

تحدث العميد ثروت زكى، قائد إحدى كتائب المشاة فى حرب أكتوبر وأحد أبطال موقعة «تبة الشجرة»، لـ«الدستور»، عن قصة مشاركته فى الحرب المجيدة، وكيف أنه وهو شاب تخرج فى الكلية الحربية منذ ٤٥ يومًا فقط وجد نفسه فى قلب المعركة، يدافع عن أرضه ووطنه، مثل غالبية المشاركين فى حرب ١٩٧٣، الذين كانوا من الشباب، ما يؤكد أن الشباب هم عماد الأمة وقوتها.

وتذكر أن مقر خدمته كان فى الموقع الذى استشهد فيه الفريق عبدالمنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، ما بث فيه مع زملائه روح الفخر، لأنهم كانوا ممن أخذوا بالثأر من قتلته.

كما تذكر عددًا من اللحظات الفارقة فى المعركة، مثل اللحظة التى تمت فيها السيطرة على «تبة السبعات» الاستراتيجية، وكيف تمكن الجنود المصريون من مواجهة الدبابات الإسرائيلية المتفوقة بالروح القتالية العالية.

وأكد أن الإيمان بالوطن كان الدافع الأقوى وراء هذا الانتصار العظيم، موجهًا رسالة للشباب حول ضرورة التمسك بروح الانتماء لوطنهم، وعدم الانسياق وراء الشائعات التى تستهدف أمن واستقرار مصر.

وأشاد بالتحديث والتطوير المستمر الذى أصبح معه الجيش المصرى قوة عسكرية لا يُستهان بها، وقادرة على حماية الوطن ومصالحه، بفضل الدور الذى لعبه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى دعم القوات المسلحة وتزويدها بأحدث الأسلحة والتكنولوجيات.

الفريق مجدى شعراوى: تسليحنا الحالى كان من الأحلام.. والعلم والوعى مفتاح المستقبل

أكد الفريق مجدى شعراوى، قائد القوات الجوية المصرية الأسبق، أن التسليح الحالى للقوات الجوية المصرية كان حلمًا طال انتظاره، قائلًا: «طوال حياتنا كطيارين، كنا نحلم بامتلاك هذه الإمكانات الموجودة حاليًا، سواء من حيث المدى أو التسليح أو القدرات الإلكترونية والاتصالات والقيادة والسيطرة والتكنولوجيا المتقدمة». وعن تجربته الشخصية فى حرب أكتوبر، تحدث «شعراوى» عن كيفية مشاركته برتبة نقيب فى مهام استطلاعية حساسة، مضيفًا: «كانت مهمتنا صعبة فى ظل محدودية الإمكانات آنذاك، حيث قمنا بجمع معلومات عن العدو برًا وبحرًا وجوًا، ومن أهم إنجازاتنا تصوير خط بارليف خلال مراحل بنائه، ما أسهم لاحقًا فى وضع خطط تدميره»،

وأشار إلى أنه كان مشاركًا، أيضًا، فى مراقبة اتفاق السلام مع إسرائيل، من خلال جمع المعلومات عن العدو، والتأكد من الالتزام بكل بنود الاتفاق، والخروج من كامل الأراضى المصرية. وأوضح قائد القوات الجوية الأسبق، أن بذور نصر أكتوبر زُرعت عقب هزيمة ١٩٦٧ مباشرة، من خلال ٣ علامات مهمة، هى: معركة رأس العش، والضربة الجوية المركزة على قوات العدو شرق القناة، وإغراق المدمرة إيلات، قائلًا: «هذه العلامات كانت بمثابة صحوة أثبتت للمصريين أن النصر ممكن ومرئى». وعن دور القوات الجوية فى بداية الحرب، أوضح البطل أنها كانت «الشرارة الأولى» للنصر، حيث نجحت فى ضرب الأهداف العميقة للعدو، من مراكز القيادة إلى المطارات، مشيرًا إلى أن هذا النجاح مهد الطريق للمراحل التالية من العملية العسكرية.

كما تطرق إلى معركة المنصورة الجوية، واصفًا إياها بأنها «ملحمة تُدرس فى المعاهد العسكرية العالمية»، مشيدًا بكفاءة الطيارين المصريين والأطقم الأرضية، وكيفية تمكنهم من تنفيذ أكثر من ١٦٠ طلعة جوية فى وقت قياسى. وفى رسالة للشباب المصرى، أكد بطل أكتوبر أهمية الوعى بالتحديات المحيطة بمصر، قائلًا: «مفتاح الجيل الحالى والقادم هو العلم، فعلى الشباب الاهتمام بالقراءة وتوسيع مداركهم، وعدم الانسياق وراء الشائعات».

العميد عصام على عطاالله: كتيبة 552 سام 7 أسقطت 33 طائرة إسرائيلية.. وعزيمة المقاتل المصرى الجسور الذى لا يهاب الموت سر العبور

قال العميد أركان حرب عصام على حسن عطاالله، نائب رئيس أحد الأفرع الرئيسية فى قيادة الدفاع الجوى الأسبق، إن حرب أكتوبر لم تبدأ يوم ٦ أكتوبر، بل بدأت بعد انتهاء حرب ١٩٦٧ مباشرة، وذلك بعدما خرج الشعب المصرى مؤكدًا للزعيم الراحل جمال عبدالناصر رفضه تنحيه وتكليفه بإعادة بناء القوات المسلحة، وإزالة عار المعركة واسترجاع أرضنا وإعادة الشرف والكرامة للشعب المصرى، مشيرًا إلى أنه بعد ٤٠ يومًا فقط من النكسة، أى يوم ٤ يوليو ١٩٦٧، ضرب اللواء مدكور أبوالعز، قائد القوات الجوية، بما تبقى من طائرات لدى القوات الجوية، مراكز الإنذار والتجمعات الخاصة بالعدو الإسرائيلى شرق القناة، ما يدل على بدء المقاتل المصرى طريق استعادة الأرض والكرامة.

وأوضح «عطاالله»، الحاصل على نوط الشجاعة من الزعيم جمال عبدالناصر، أنه خلال هذه الفترة تم تنفيذ العديد من عمليات إبرار قوات الصاعقة والمظلات إلى خلف خطوط العدو، كما ضربت قوات المدفعية الميدانية التجمعات والحشود الإسرائيلية شرق القناة، وكان ذلك فى يوم ٨ سبتمبر ١٩٦٨، ما يعنى استمرار القوات المسلحة فى الطريق لاسترجاع الأرض، كما تم تشكيل القوة الرابعة فى القوات المسلحة، وهى الدفاع الجوى، بتاريخ ٢٨ فبراير سنة ١٩٦٨ بالقرار الجمهورى رقم ١١٥، حيث أصدر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر قرارًا بتشكيل هذه القوة وفقًا لاستراتيجية سياسية عسكرية محددة، حيث إن الأسلحة التى كانت لديهم لم تكن مناسبة للهجوم والنصر بالشكل المطلوب، لكننا كنا نمتلك العزيمة والإصرار مع استراتيجية عسكرية قوية لاسترجاع أرضنا بما لدينا من أسلحة.

وأكد العميد أركان حرب عطاالله، الحاصل على نوط التدريب، أنه فى أبريل عام ١٩٦٩ تم الاستعداد والتدريب المكثف والقوى للقوات المصرية؛ حتى جاءت حرب الاستنزاف التى أفادت القوات المسلحة المصرية كثيرًا؛ كونها تدريبًا واقعيًا وفعليًا على الاشتباك مع العدو، مشيرًا إلى أنه من نتائج حرب الاستنزاف أنها أخرجت كتائب الصواريخ ذات المديين المتوسط والبعيد التى تضرب على مرتفعات عالية، وكانت تستخدم فى التقدم والوصول إلى خط القناة الغربى لحماية القوات القائمة بالعبور والقوات الأخرى التى تعمل على استرجاع الأرض شرق القناة، موضحًا أنه فى عام ١٩٦٩ تم الاتفاق مع الاتحاد السوفيتى بقرار سياسى من الرئيس جمال عبدالناصر على استقدام صواريخ سام ٧ من روسيا، وهى فعالة للغاية مع الطيران المنخفض، ما يعنى أننا امتلكنا صواريخ للمديين المتوسط والعالى مع صواريخ روسيا للمدى المنخفض.

وأشار «عطاالله»، الحاصل على ميدالية ٦ أكتوبر، إلى أنه خلال الفترة من حرب ١٩٦٧ إلى حرب الاستنزاف تم إسقاط ١٨ طائرة إسرائيلية، مع تدمير المدمرة إيلات، وإغراق باخرة التجسس الأمريكية، وضرب ميناء إيلات والسفن الحربية التى كانت موجودة به، هذا إلى جانب تدمير الحفار القادم من ألمانيا الذى كانت إسرائيل تعتزم استخدامه فى استخراج البترول من أراضى سيناء لصالحها.

وفى حرب أكتوبر ١٩٧٣، حيث كان نائب رئيس أحد الأفرع الرئيسية فى قيادة الدفاع الجوى الأسبق قائدًا لكتيبة ٥٥٢ سام ٧، استطاع بكتيبته عبور القناة والساتر الترابى مع أول موجة من الضباط والجنود، ومن ثم احتلال الساتر الترابى فى الضفة الشرقية؛ لكى تحمل القوات أثناء العبور وأثناء العودة بعد تحقيق النصر، موضحًا أن الكتيبة ٥٥٢ سام ٧ كانت مسئولة عن طول مواجهة الجيش الثالث الميدانى، واستطاعت خلال حرب أكتوبر إسقاط ٣٣ طائرة.

وأكد «عطاالله» أن عزيمة المقاتل المصرى الجسور الذى لا يهاب الموت مكّنته من عبور القناة، وهو يعلم مدى تجهيزات واستعدادات الجانب الإسرائيلى، وخط بارليف الذى قالوا عنه إنه أقوى من خط ماجينو أثناء الحرب العالمية الثانية، الأمر الذى عوّض الفرق فى التحديث بين السلاح فى يد القوات المصرية والسلاح فى يد إسرائيل؛ مستطيعًا تحقيق النصر بالعزيمة والكرامة، والإيمان بضرورة استرجاع الأرض، إنه المقاتل الذى تمكن من إخراج الإسرائيليين منكسرين وواضعين «الفانلات البيضاء على عصيان» للاستسلام.

كما أشار العميد أركان حرب عصام على حسن عطاالله، الحاصل على ميدالية تحرير سيناء، إلى أن الجيش المصرى، حاليًا، وبعد ٥١ عامًا من حرب أكتوبر، يتميز بتعدد التسليح مع إجراء إنتاج مشترك، فضلًا عن اشتماله على عقول وعلماء أفذاذ استطاعوا الاقتراب من الجيل الرابع للتسليح عالميًا، كما أنهم عززوا من قوة وثقل ووزن القوات المسلحة المصرية على مستوى الدول المختلفة، مؤكدًا أن أحفاد جيل حرب أكتوبر و٦٧ قادرون على الحفاظ على أرضهم بعد تسليمنا الراية لهم.