رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإلحاد كنوع من الاغتراب.. بحث عن الذات أم رفض للمجتمع؟

الإلحاد
الإلحاد

مؤخرًا طفت على الساحة العامة بعض الأفكار الشاذة والمتطرفة مثل الإلحاد، ضمن المعتقدات المتطرفة التي صُدرت من الغرب لتخترق المجتمعات العربية. وبالرغم من اختيار بعض المعتنقين للديانات الخروج عليها، فإن العصر الحديث حافل بالعديد من الملحدين الذين تلمسوا واختاروا طريق الإيمان على الإلحاد.

ويخرج البعض عن الإيمان والدين وممارسة العبادات معتقدين أن بهذا التطرف يكونون أصحاب حالة من الاغتراب والبحث عن هوية مستقلة بين الشباب في المجتمع.

وتعرف دار الإفتاء الإلحاد بأنه فكرة تتناقض مع فكرة الإيمان بالله والألوهية، وبالرغم من اختيار بعض المعتنقين للديانات الخروج عليها، فإن العصر الحديث حافل بالعديد من الملحدين الذين تلمسوا واختاروا طريق الإيمان على الإلحاد.

"الحوار" هو كلمة السر للحفاظ على الأسرة المصرية من الأفكار الشاذة

وفي سياق متصل يقول الدكتور علي شوشان، أستاذ الطب النفسي ومتخصص في الاستشارات الأسرية، إنه في حال اعتناق أحد من أفراد الأسرة وخاصةً الأطفال أو الشباب أفكارًا شاذة عن المألوف مثل الإلحاد؛ إذ إنه يمثل حالة فكرية شاذة عن الأسرة المصرية والمجتمع، وهنا يتطلب الأمر تدخلًا من نوع خاص وعاجل لمعالجة الحالة.

وعن التعامل مع الأطفال أو الشباب في مثل هذه الحالة التي ينغمس الشاب فيها في أفكار شاذة ويخرج عن الدين والإيمان، يوضح شوشان لـ"الدستور" أن الإلحاد هي فكرة غريبة عن مجتمعنا، لذا نطلق عليه "أفكار شاذة"، لأن طبيعة المجتمع المصري هو مجتمع محافظ يمارس العبادات ويسمح بانسجام الجميع في اعتناق الأديان السماوية، ولكن يرفض قطعًا الإلحاد والتطرف وغيرها من المعتقدات الشاذة التي من شأنها هدم الأسر والمجتمعات.

يذكر أستاذ الطب النفسي أنه في حال ظهور مثل هذه المعتقدات والأفكار على الشخص، فإنه هنا يتطلب تعاملًا من نوع خاص، ويكمن هذا التعامل في "الحوار" فإنه كلمة السر للحفاظ على الأسرة وأفرادها.

يشير أستاذ الطب النفسي إلى أن المناقشة مع الشخص على أساس الحوار العلمي والديني تخلق نوعًا من الاقتراب المطلوب في هذه الحالة، مع تجنب العدائية والعقوبة واتباع أسلوب المكافأة ومحاولة دمج الشخص مع أصدقائه وفي ألعاب رياضية جماعية يحكمها قانون وتنظمها تعليمات، فإن كل هذه الحلول تدخل في عقل الشخص اللاواعي بأن هناك مسئولية وقانونًا وتعليمات يجب على الجميع اتباعها وعدم الخروج عنها.

ويختتم أستاذ الطب النفسي أنه في حال كانت الحالة مستعصية ويصعب التفاهم والتعامل معها، هنا يجب تدخل مختص معالج على الفور قبل تفاقم الأزمة.