رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية بذكراها الـ62.. قصة نشأة أسقفية الخدمات

الكنيسة الأرثوذكسية
الكنيسة الأرثوذكسية

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمصر اليوم الإثنين، بالذكري الـ62 لتأسيس أسقفية الخدمات العامة والاجتماعية على يد البابا كيرلس السادس البطريرك الـ116.

نشأة أسقفية الخدمات العامة والاجتماعية

من جهته، قال كريم كمال، الباحث الكنسي في تصريحات خاصة لـ«الدستور»، إنه في نفس يوم رسامة القمص أنطونيوس السرياني أسقفا للتعليم، تمت رسامة القمص مكاري السرياني كأول أسقف للخدمات العامة والاجتماعية في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

وتابع: "رسمه الأنبا ثاؤفيلس، أسقف ورئيس دير السريان بوادي النطرون،  قسًا باسم الراهب القس مكارى السرياني عام 1950 فلما رأى نيافة الأب الأسقف أن الراهب ذا ثقافة وروحانية ونشاط، أسند إليه الإشراف على مكتبة دير السريان العامر الاستعارية، ثم أحضر مطبعه بالدير، وكان القس مكارى يُعِد نبذات روحية وميامر، ويتم طباعتها وتوزيعها مجانًا على الكنائس في أعياد الميلاد والغطاس والقيامة، بالإضافة إلى أنه كان  يشرف على تحرير مجلة ميناء الخلاص الصادرة عن كنيسة مارمينا بمصر القديمة

وتابع: “أصبح القمص مكاري السرياني سكرتيرًا خاصًا لقداسة البابا كيرلس السادس، وعمل رئيسًا لقسم الدراسات الاجتماعية للمعهد العالي للدراسات القبطية، ثم سامه الأنبا كيرلس أسقفًا للخدمات مع الأنبا شنوده أسقف التعليم في نفس اليوم، فكان الأنبا صموئيل مؤسسًا لأسقفية الخدمات بمصر”.

وأضاف: "في سبتمبر 1962؛ وتحديدا في 30 سبتمبر 1962؛ جاءت النقلة الكبري والمؤثرة في حياته؛ إذ أختير أسقفا عاما للخدمات العامة والاجتماعية بأسم "الأنبا صموئيل" وكان معه في نفس الرسامة بالطبع القمص انطونيوس السرياني ليكون أسقفا للتعليم الديني والتربية الكنيسة والمعاهد الدينية بأسم "نيافة الأنبا شنودة". ولقد كانت رسامة نيافته نقلة كبري في تاريخ الخدمة الاجتماعية في الكنيسة القبطية؛ فلقد أمتد نشاط الأسقفية طولا وعرضا داخل مصر وخارجها".

وأضاف أنه كان يتابع بناء الكاتدرائية الجديدة في كل تفاصيله، كما زار معظم عواصم العالم مقدمًا خدمات جليلة للكنيسة ووطنه، وكان عضوًا في اللجنة المركزية لمجلس الكنائس العالمي، ومُثَّل الكنيسة في عدة مؤتمرات بالخارج، بعد نياحة الأنبا كيرلس كان ضمن الثلاثة الأسماء التي أُلْقِيَت عليها القرعة الهيكلية لاختيار البابا البطريرك..

وأضاف:  اهتم الأنبا صموئيل بالعديد من الخدمات منذ توليه أسقفية الخدمات العامة والأجتماعية منها خدمة جامعي القمامة، ومنح دراسية للشباب لفتح آفاق العمل والرزق أمامهم، والأسرة المسيحية حيث وضع كتيبات كثيرة في الاستشارات الأسرية؛ ووضع برامج تنمية أسرية للشباب والمقبلين علي الزواج؛ ولقد أستعان بكبار أساتذة التربية وعلم النفس في ذلك الأمر.

العمل المسكوني

وأضاف الباحث الكنسي، أنه كان للأنبا صموئيل رائدًا في مجال العمل المسكوني إذ شارك في مجلس الكنائس العالمي في مؤتمر ايفانستون عام 1954، كما كان له دورًا في تأسيس مجلس كنائس الشرق الأوسط، وكان نائبَا لمجلس كنائس كل أفريقيا  لفترات طويلة

وأضاف أنه عمل كمراقب  في أعمال مجمع الفاتيكان الثاني بروما وكان عضوا بارزا في لجنة الحوار بين الكنيسة القبطية والفاتيكان وفي كل من لجنتي التعاون بين الكنيسة القبطية وكل من الكنيسة الكاثولوكية والكنيسة الإنجيلية في مصر كما  أهتم نيافته بتأسيس كنائس قبطية في بلاد المهجر لخدمتهم هناك.

دوره الوطني

 

وتابع: الأنبا صموئيل كان له العديد من الأنجازات في المجال الوطني ودعم القضايا الوطنية ففي ألمانيا قام نيافته بشرح وجهة النظر العربية فأوضح لهم عدالة القضية الفلسطينية؛ كما أوضح لهم أن العرب ساميون ولا يوجد لهم عداء نحو السامية.

وفي أمريكا وكندا، شرح وجهة النظر المصرية نحو القضية المصرية والعربية، كما قام بزيارة بعض أساتذة اللاهوت الذين كانت تخضعهم الدعاية الصهيونة وتجمع توقعاتهم لتأيديها،  كما تقابل نيافته مع رئيس أساقفة كنتربري في لندن ثم البابا بولس السادس وشرح لهم القضية بالكامل

كما قام نيافته بمتابعة المؤتمرات الدولية منها مؤتمر كريت في أغسطس 1967؛ والمؤتمر الرابع لمجلس الكنائس العالمي الذي عقد في مدينة أوبسالا بالسويد في يوليو 1968. ولقد كن من نتيجة كل هذه الجهود المتواصلة أن بدأ الرأي العام يتفهم الحق العربي؛ وشعرت إسرائيل بهذا التغيير فتخوفت من الموقف؛ وأودعت وثيقة سرية نشرت صحيفة الأهرام جزءا منها في 3 يوليو 1969؛ حذرت فيه الصهيونية من التأثير الخطير للكنائس علي الرأي العام العالمي والتغير الذي حدث بالتعاطف مع العرب. 

 

مضيفًا: كما سافر نيافته الي الولايات المتحدة الامريكية خلال فترة الفتنة الطائفية عام 1980 لتهدئة مشاعر الاقباط الغاضبين هناك، وفي يوم 6 أكتوبر 1981؛ تم اغتياله في حادث المنصة الشهير مع الرئيس الراحل أنور السادات عن عمر يناهز حوالي 61 سنة تقريبا.

 

واختتم: تولي أسقفية الخدمات بعد نيافتة نيافة الانبا سرابيون مطران لوس انجلوس بالولايات المتحده الامريكية حاليا ثم نيافة الانبا يؤانس أسقف أسيوط حاليا ثم نيافة الانبا يوليوس الأسقف الحالي للخدمات العامة والاجتماعية.