رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قراءة متأنية فى الأحداث


من العبث أن نتصور براءة إيران من اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسى لحركة حماس على أرضها.. أو تسهيل اغتيال حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله فى ضاحية بيروت ومعه ٢٠ من أفضل قادة الحزب.
العداء الإيرانى «الفارسى» الشيعى موجود منذ قديم الزمان للمسلمين من أهل السنة.. وإيران لا تزال تحتل حتى يومنا هذا الجزر الإماراتية الثلاث بمنتهى التبجح، فقد أقدمت إيران فى 30 نوفمبر عام 1971 على احتلال الجزر الإماراتية الثلاث: طنب الكبرى وطنب الصغرى اللتان تتبعان إمارة رأس الخيمة وجزيرة أبوموسى التى تتبع إمارة الشارقة.. ولأن دولة الإمارات ضعيفة عسكريًا بالمقارنة بالحرس الثورى الإيرانى فقد لجأت للمحكمة الدولية ولكل الطرق الدبلوماسية السلمية لاستعادة أراضيها لكن دون جدوى. 
إيران تعتبر عدوها الأول هم العرب وليست إسرائيل للأسف.. وهو ما تلاحظه فى كل الكتب الدراسية هناك، فلا يوجد كتاب مدرسى إيرانى واحد يذكر إسرائيل كعدو، بل العرب هم العدو الأول.. ورأينا مؤخرًا الرئيس الإيرانى يطلب ود الولايات المتحدة الأمريكية ويؤكد الصداقة بين البلدين.
يخطئ من يتصور أن إيران ستدافع عن المسجد الأقصى، فهم يدعون ويرددون دائمًا أنه رفع إلى السماء فى محاولة لتهميش القضية الفلسطينية وحق المسلمين فى المسجد الأقصى.
ادعاء إيران أنها ستنتقم من إسرائيل لاغتيال إسماعيل هنية وقيادات حزب الله «صنيعتهم» هو ادعاء كاذب.. فالكل يعلم أنها تجهز لصنع ٥ قنابل نووية فى مفاعلاتها النووية المخبأة أسفل الجبال، وسوف تنتهى منها فى العام المقبل ٢٠٢٥.. لذلك فهى حريصة تمامًا على علاقاتها مع أمريكا وإسرائيل مهما قامت الأخيرة باستفزازها وقتل الموالين لها.
انتشر أخيرًا على صفحات التواصل الاجتماعى خبر يؤكد أن الجاسوس الذى أبلغ إسرائيل عن مكان وزمان اجتماع المجلس التنفيذى لحزب الله فى ضاحية جنوب بيروت هو عميل إيرانى الجنسية، وفقًا لما نشرته الصحيفة الفرنسية اليومية «لو باريزيان» وأذاعته قناة «سكاى نيوز»  نقلًا عنها.. ولا أخفى عنكم القول أنا لا أستبعد إطلاقًا حدوث ذلك.
محمد جواد ظريف نائب الرئيس الإيرانى صرح مؤخرًا لـ« CNN» قائلًا لسنا مضطرين للدفاع عن أحد، فقد قدمنا الكثير من المال والسلاح والتدريب، لكن تم اختراق الحزب بشكل كبير وضرب نصف عناصره المدربين تدريبًا عاليًا؛ ما أدى إلى نكسة كبيرة جدًا تحتاج وقتًا طويلًا للتعويض.
قصة طريفة أذكرها حدثت منذ عشرين عامًا، وبالتحديد عام ٢٠٠٤ عندما كنت مديرًا عامًا بشركة «المقاولون العرب» ببورسعيد أثناء وجود المرحوم اللواء مصطفى كامل محافظًا لها.. طلب منى سيادته إزالة النصب التذكارى الضخم الموجود بميدان المسلة أمام مبنى المحافظة.. النصب التذكارى كان بمناسبة الصداقة المصرية الإيرانية.. وبالفعل طلبت من أحد مقاولى الباطن «ويدعى أبوحسيبة» الحضور بمعداته الثقيلة لإزالة النصب ليلاً.. فوجئت بالمقاول يتصل بى أنه حضر وسيبدأ فى إزالة المسلة!
صرخت فيه وأمرته بإيقاف العمل فورًا وطرت فزعًا للموقع وأنقذت الموقف، والحمدلله انتهينا من إزالة النصب التذكارى بنجاح، وفى الصباح اتصل بى سيادة المحافظ لشكرى، وعندما أخبرته بالقصة انفجر ضاحكًا، وقال لى إنها مؤامرة لفصلى وفصلك ومحاكمتنا سويًا.