رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لبنانيون لـ"الدستور": اغتيال حسن نصر الله خرق لقواعد الاشتباك.. والأولوية لمستقبل لبنان والمنطقة

حسن نصر الله
حسن نصر الله

حذر خبراء وسياسيون لبنانيون من تداعيات تصعيد الاحتلال الإسرائيلي ضد لبنان، خاصة بعد اغتيال حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني رفقة قادة آخرين خلال الهجوم الذي استهدف الضاحية الجنوبية في بيروت يوم الجمعة الماضي.

جورج العاقوري: يجب تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية

وأكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي اللبناني جورج العاقوري، أن هناك دعوة ملحة للمسئولين اللبنانيين للتحرك العاجل، مشددًا على ضرورة عدم ربط مصير لبنان بالصراع في غزة.


وأكد العاقوري في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري عليهما أن يتخذا موقفًا واضحًا، يبتعد عن استخدام لغة حزب الله التي تعتبر تهديدًا لمستقبل البلاد.


وحذر العاقوري من أن استمرار هذا النهج يمثل كارثة على لبنان وشعبه، مؤكدًا أهمية تحييد البلاد عن الصراعات الإقليمية، وأشار إلى الحاجة الملحة للبحث عن حلول دبلوماسية توقف شلال الدم الذي يجرف لبنان، معبرًا عن أسفه لتواصل التصعيد الإسرائيلي الذي يتسبب في تدمير البنى التحتية ويهدد حياة المواطنين.


كما تطرق العاقوري إلى الخطر الذي تشكله الغارات الجوية المستمرة، التي تستهدف مقاتلي حزب الله ومخازن أسلحته المنتشرة في الأحياء السكنية.وأوضح أن هذا التصعيد ليس فقط يضرب البشر بل يدمر أيضًا الحجر والمقومات الأساسية للحياة.
وتساءل عقوري عن كيفية خروج حزب الله من هذه الحرب، خصوصًا بعد الضغوط الكبيرة التي واجهها، وعن الدور الذي سيلعبه في المرحلة المقبلة في ظل تراجع الدعم الإيراني للحزب.


واختتم  العاقوري تصريحاته بالدعوة إلى ضرورة التفكير بجدية في مستقبل لبنان واستقرار المنطقة، محذرًا من أن الأوضاع الحالية قد تؤدي إلى نتائج غير متوقعة تهدد الأمن والسلام في البلاد.

أمين بشير: اغتيال حسن نصر الله خرق لقواعد الاشتباكات

فيما قال أمين بشير، المحلل السياسي اللبناني، إنه في أعقاب التصعيد الأخير على الجبهة الجنوبية بلبنان، تبرز تساؤلات عديدة حول قواعد الاشتباك التي كانت تحكم هذا الصراع، فقد تحدث الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله في خطاباته عن تلك القواعد التي أرسى أسسها تفاهم أبريل 1996، والتي كانت تنص على تبادل الضربات بين الأهداف العسكرية والمدنية ومع ذلك، يبدو أن الأمور قد تغيرت بشكل جذري خلال الأيام العشرة الماضية.

وتابع في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، "لقد شهدنا عمليات نوعية كان أبرزها تفجير عناصر من حزب الله وتفجير أجهزة اللاسلكي بشكل متتابع على مدار يومين، ما يدل على تطور تكنولوجي ملحوظ من قبل العدو الإسرائيلي. هذه الضربات لم تستهدف فقط القيادات الميدانية بل جاءت في قلب الضاحية، ما أثار ذهولًا واسعًا في صفوف الحزب وبيئته".


وأشار بشير إلى أن هذه العمليات كشفت عن التفوق التكنولوجي الإسرائيلي، خاصة في استخدام الدرونات والطائرات دون طيار لتحديد مواقع قيادات الحزب واستهدافها بدقة، مشيرًا إلى أن التفوق لم يتوقف عند ذلك، بل شمل اختراق منظومة الاتصالات الداخلية لحزب الله، ما سمح لإسرائيل بتنفيذ ضربات نوعية غير مسبوقة.


وتابع "رغم توقعات الرد العنيف من قبل حزب الله بعد مقتل نصر الله، إلا أن الرد جاء محدودًا، ما أثار التساؤلات حول ما إذا كان الحزب يعاني من تداعيات هذه الضربات الكبيرة". ووفقًا لبشير، فإن حزب الله قد تعرض لهزة قوية تركتأثرًا واضحًا على هيكليته القيادية، وهو ما قد يفسر ضعف رد الفعل بعد اغتيال قائده.


وقال بشير إن اغتيال حسن نصر الله، الذي كان يُعتبر من المستحيلات، أصبح واقعًا مؤلمًا، فقد جاءت الضربة الإسرائيلية لتخرق قواعد الاشتباك المتعارف عليها، وأظهرت تفوقًا واضحًا للعدو، ما أدى إلى تساؤلات حول قدرة حزب الله على الرد، فقد كانت ردود الفعل خجولة، حيث توقع الكثيرون ردًا مزلزلًا، إلا أن ما حصل كان مجرد قصف محدود على الكيان الإسرائيلي.


وتابع "تشير التحليلات إلى أن حزب الله قد يتعرض لهزة كبيرة نتيجة لهذه الضربات. الهيكل التنظيمي للحزب يبدو أنه تخلخل، ما يثير تساؤلات حول دوره المستقبلي في لبنان والمنطقة"، مشيرًا إلى أن التحدي الذي يواجهه الحزب  ليس فقط داخليًا، بل أيضًا مرتبط بالتغيرات الإقليمية ودور إيران.


وقال بشير إنه في الوقت الذي تُطرح فيه تساؤلات حول العلاقة بين إيران وحزب الله، يظهر تحول استراتيجي في السياسة الإيرانية، حيث يحمل انتخاب رئيس جديد في إيران وهو مسعود بيزشكيان في طياته تغييرات قد تؤثر على علاقات الحزب بالدعم الإيراني، مما يثير علامات استفهام حول مصير الحزب في المستقبل.


وتابع "في ظل هذه التطورات، لا يمكن تجاهل الدور الإيراني في المنطقة، فإيران، التي كانت تاريخيًا داعمة رئيسية لحزب الله، قد تكون بصدد إعادة تقييم استراتيجيتها في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والمفاوضات النووية الجارية مع الولايات المتحدة لذا يبرز السؤال الكبير: هل ستتخلى إيران عن حزب الله كجزء من صفقة إقليمية قد تسعى إليها؟".


وعن توقعاته للفترة المقبلة أوضح قائلًا "تسير الأمور نحو تصعيد أكبر، في وقت تتوالى فيه الاغتيالات في صفوف قيادات حزب الله، وهو ما يطرح تساؤلات عن الأسباب وراء هذا التغير المفاجئ بعد سنوات من الاستقرار النسبي. كل هذه الأحداث تشير إلى أن المنطقة مقبلة على تحولات جذرية قد تعيد رسم خرائط النفوذ والقوى".


وأوضح أن التطورات الأخيرة قد تعيد رسم خريطة النفوذ في المنطقة، وربما يدفع حزب الله ثمن هذه التغيرات الاستراتيجية، كما أن الأيام المقبلة قد تحمل المزيد من التصعيد، لكن الواضح أن حزب الله يواجه تحديات غير مسبوقة، تتعلق ببقائه ودوره في لبنان والمنطقة.


وشدد بشير على أن الوضع الحالي يشير إلى أن حزب الله، الذي كان يعتبر قوة بارزة، قد يكون في مفترق طرق حاسم، ويبقى أن نرى كيف سيتفاعل الحزب مع هذه التحديات، وما إذا كان سيتمكن من الحفاظ على دوره كفاعل رئيسي في الساحة اللبنانية والإقليمية.