رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ممثل «الهابيتات»: استضافة مصر المنتدى الحضرى تعزز مكانتها الدولية

الدكتور أحمد رزق
الدكتور أحمد رزق

 

قال الدكتور أحمد رزق، ممثل برنامج الأمم المتحدة للتنمية الحضرية «الهابيتات» فى مصر، إن اختيار مصر لاستضافة الدورة الثانية عشرة من المنتدى الحضرى العالمى، المقرر عقدها فى نوفمبر ٢٠٢٤، يأتى لعدة عوامل، فى مقدمتها اهتمام مصر بالتنمية المستدامة، وتركيزها على قضايا مهمة، مثل التنمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز وحماية البيئة والمناخ، موضحًا أن المنتدى يهدف لزيادة الوعى بالتنمية الحضرية المستدامة، وتحسين المعرفة الجماعية حولها.

وأضاف ممثل «الهابيتات» فى مصر، فى حواره لـ«الدستور»، أن هناك تعاونًا مستمرًا بين البرنامح الأممى والحكومة المصرية فى عدة مشروعات، من بينها تنمية مدينة دهب بجنوب سيناء، ومواجهة تحديات المياه والصرف الصحى بالمحافظات، منوهًا بأنه تم إطلاق تكنولوجيا الترشيح الطبيعى للمياه فى ٢٠١٧ بمحافظة المنيا، مع إنشاء ١١ وحدة معالجة لخدمة ٣٠٠ ألف مستفيد، بالإضافة إلى إنشاء ٥ وحدات لمعالجة المياه والصرف الصحى بمحافظات دمياط وقنا والأقصر.

 

■ بداية.. لماذا تم اختيار مصر لاستضافة الدورة الثانية عشرة من المنتدى الحضرى العالمى المقرر فى نوفمبر ٢٠٢٤؟

- يعد المنتدى الحضرى أهم المنتديات العالمية المعنية بالتنمية الحضرية فى العالم، واختيار مصر لاستضافة الدورة الثانية عشرة من المنتدى لعدة عوامل، يأتى فى مقدمتها اهتمام مصر بالتنمية المستدامة، فمصر تسعى جاهدة لتعزيز التنمية المستدامة، وتركز على قضايا مهمة مثل التنمية البشرية، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز وحماية البيئة والمناخ، ما يجعل استضافة الحدث فى مصر منصة ملائمة لاستضافة الحدث ومناقشة رؤاها من القضايا العالمية، بالإضافة إلى الدور الإقليمى الذى تلعبه مصر، ما يعزز من مكانتها كداعم للحوار والتعاون الدولى.

كما تسعى مصر، أيضًا، من خلال التعاون المستمر والوثيق مع «الهابيتات»، على تعزيز التنمية الحضرية، واستخدام التكنولوجيات الصديقة للبيئة والطبيعية للخدمات الأساسية، كمياه الشرب والصرف الصحى، وأيضًا جذب الاستثمارات وتعزيز التعاون الاقتصادى.

وبالتالى، فإن استضافة مصر المنتدى تشكل فرصة لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع مختلف الدول وتبادل الخبرات والتجارب للتنمية المستدامة بين الدول المشاركة فى المنتدى.

■ ما أبرز المشاريع المشتركة بين الحكومة المصرية والبرنامج الأممى «الهابيتات»؟

- هناك تعاون طويل المدى بين الحكومة المصرية وبرنامج الأمم المتحدة «الهابيتات»، ولدينا عدد كبير من المشروعات المشتركة عبر إطار العمل من أجل التحضر المستدام، ومساندة الجهود الوطنية لصياغة السياسة الحضرية والتشريعات والحوكمة والأدوات والممارسات التنموية.

وتأتى المشروعات ضمن ٣ برامج أساسية، هى: برنامج الخدمات الأساسية الحضرية وتغيرات المناخ، وبرنامج التنمية المحلية والاقتصاد الحضرى والسياسات والتشريعات الحضرية، وبرنامج التنمية والتخطيط العمرانى والتصميم.

ومن أهم المشروعات الجارى تنفيذها، حاليًا، مشروع تنمية مدينة دهب بجنوب سيناء، بعد أن أبرمت اتفاقية التنفيذ بين برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية «موئل الأمم المتحدة» ووزارة التنمية المحلية ٢٠٢٤، فى إطار اتفاقية المنحة الموقعة بين الحكومة المصرية والبنك الإسلامى لدعم تنمية مدينة دهب بجنوب سيناء، من خلال توظيف تدخلات التنمية العمرانية والتطبيقات الذكية لتعزيز الاستثمار، من أجل تحسين الظروف المعيشية للسكان.

وتأتى كل برامج ومشروعات برنامجنا تحت مظلة الإطار الاستراتيجى للتعاون من أجل التنمية المستدامة «UNSDCF ٢٠٢٣-٢٠٢٧»، الذى يعزز الجهود المشتركة لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة فى مصر.

■ ماذا عن التعاون فى مشروعات البنية التحتية؟ 

- يعمل برنامج «الهابيتات»، أيضًا، على مواجهة تحديات قطاعى الصرف الصحى والمياه، على المستوى القومى، خاصة بالمناطق الريفية، ونجح برنامج «الهابيتات» فى تطبيق طرق غير تقليدية ومتطورة لتوفير حق المياه النظيفة والصرف الصحى، بأقل تكلفة وأفضل جودة.

وتم إطلاق تكنولوجيا الترشيح الطبيعى لضفاف الأنهار «River flirtation units» فى ٢٠١٧ بمحافظة المنيا، ومن خلال المرحلة الأولى تم تنفيذ دراسات مفصلة ومبادئ توجيهية وتصاميم فنية، مع استخدام التقنيات الجديدة لإنشاء ١١ وحدة RBF لمعالجة المياه لأكثر من ٣٠٠ ألف مستفيد، بالإضافة إلى إنشاء وحدة معالجة مياه الصرف الصحى لتحسين الخدمة لـ٥٠٠٠ من سكان الريف فى قرية طبل بمحافظة دمياط.

وخلال المرحلة الثانية ٢٠٢٢، بدأ «موئل الأمم المتحدة» بإنشاء ٣ وحدات RBF فى قنا، ووحدة فى الأقصر لمعالجة مياه الصرف الصحى.

وقد أسهمت التكنولوجيا الجديدة التى تم إدخالها فى قطاع المياه فى التعامل مع تداعيات السدة الشتوية، مع توفير دراسة كاملة لكل المحافظات لاستكمال الفكرة، مع المتابعة الدورية لاستمرار جودة المياه المقدمة، بالإضافة إلى برنامج النقل والتنقل، الذى يهدف إلى تحسين إمكانية الوصول والتنقل وتطوير أنظمة الحافلات، بالإضافة إلى تأسيس أول مشروع للدراجات الهوائية، هذا بالإضافة إلى مشروع إدارة النفايات، من خلال أدوات البرنامج المسحية والذكية فى مجال إدارة المخلفات.

■ تساعد «الهابيتات» فى تصميم المدن بحيث تكون منتجة اقتصاديًا ومنصفة اجتماعيًا.. فهل يمكن تحقيق ذلك فى مصر؟

- تماشيًا مع اعتماد الخطة الحضرية الجديدة، صاغت مصر سياستها الحضرية الوطنية «NUP»، بالتعاون مع UN-Habitat، وهى تعتبر الإطار التوجيهى لتحويل عملية التوسع الحضرى كمصدر للتنمية والثروة، من خلال الترويج لمدن ومجتمعات أكثر شمولًا وأفضل اتصالًا وتكاملًا، تكون قادرة على الصمود أمام تغير المناخ وتعزز التنمية الحضرية المستدامة.

وكانت إحدى أهم النقاط التى تم التعرض لها والتركيز عليها، هى أهمية التعامل مع النظام غير المتوازن للمدن والتفاوتات المكانية، وأنه لا بد من العمل على رفع كفاءة المشاركة الاقتصادية الفعالة للمدن فى مصر، بدلًا من الضغط على القاهرة والجيزة والإسكندرية، لتحقيق أعلى استفادة اقتصادية للمدن المصرية، ما يدعم توفير فرص العمل فى كل المدن المصرية وتحسين جودة الحياة.

وبالتالى، تم تطوير واقتراح نظام مصرى جديد للمدن، بهدف المساعدة فى عملية صنع القرار، وبشأن الدور التنموى والمكانى الذى يمكن أن تلعبه كل مدينة، وما هو مطلوب لتمكين المدينة للقيام بهذا الدور، خاصة أن النمو العمرانى يعد السبيل الأمثل فى أغلب الدول لتعزيز الاقتصاد، فهناك علاقة وثيقة بين معدلات النمو العمرانى المخطط وتحسين مستوى المعيشة.

■ يعد المنتدى الحضرى العالمى أحد أكبر الأحداث على أجندة الأمم المتحدة.. فما أهم أهدافه؟

- تتمثل أهداف المنتدى الحضرى العالمى فى زيادة الوعى بالتنمية الحضرية المستدامة بين الجهات المعنية والجمهور العام، وتحسين المعرفة الجماعية حول التنمية الحضرية المستدامة، من خلال النقاش المفتوح والشامل وتبادل أفضل الممارسات والسياسات، ومشاركة الدروس المستفادة، بالإضافة إلى تعزيز التعاون والتنسيق بين مختلف الجهات المعنية والمجتمع المدنى، المشاركة فى تعزيز وتنفيذ التحضر المستدام.

■ ما أهم الفعاليات المقرر عقدها خلال المنتدى؟

- ينظم المنتدى العديد من الفعاليات التى تناقش قضايا دولية وعالمية، فهناك الحوارات والمناقشات التى تتم فيها مناقشة الملفات والقضايا رفيعة المستوى، والتى تؤثر على السياسات والأنشطة، والبرامج الوطنية والدولية والعالمية، وتوفر منصة للمفكرين والممارسين وصناع القرار على مستوى عالمى، لتبادل الرؤى حول مواضيع ذات أهمية عالمية مرتبطة بالموضوع العام للمنتدى، وتضمن وجود تفاعل بين المشاركين. 

وبعدها، يتم تجميع الآراء والنتائج والمقترحات من كل فعالية، والتى ترتبط بعملية تطبيق وتنفيذ الأجندة الحضرية الجديدة وأهداف التنمية المستدامة.

وتتضمن الفعاليات ٦ حوارات، هى: الحوار الأول «إسكان مستقبلنا»، ويبدأ بأحد أهم التحديات للمدن والمجتمعات، وهو السكن الملائم، ويستكشف حلولًا للإسكان، والحوار الثانى «المدن وأزمة المناخ»، ويتناول التحدى الملح بشأن المناخ والمدن، ويؤكد أهمية التكيف والتخفيف المحلى والمرونة لضمان ازدهار المناطق الحضرية فى المستقبل مع الظروف المناخية غير المسبوقة، والحوار الثالث «أقوى معًا»، ويركز على استراتيجيات الشراكات الضرورية لربط الأهداف العالمية بالواقع المحلى، مسلطًا الضوء على قوة التعاون فى دفع التقدم المحلى.

وتتضمن الفعاليات، أيضًا، الحوار الرابع «تمويل التوطين وتوطين التمويل»، ويستكشف أهمية التمكين المالى، وفحص الآليات لضمان وصول الموارد بسهولة على المستوى المحلى لدعم التنمية المستدامة والتوطين، والحوار الخامس «وضع الناس أولًا فى عصر التكنولوجيا»، ويغوص فى مجال التكنولوجيا الرقمية والابتكار وإمكاناتها فى دفع الحلول المحلية وتعزيز التنمية الشاملة، مع الإشارة إلى المخاطر التى تتعرض لها المدن والمجتمعات، وأخيرًا الحوار السادس «المنزل»، ويدعو للتفكير فى معنى «المنزل» فى ظل التطورات الحضرية، وفحص كيفية استجابة الجهات الحضرية والمجتمعات والسلطات للأزمات.

كذلك سيعزز المنتدى الحضرى العالمى الثانى عشر المحادثات بصيغ متعددة، مثل الجلسات المستديرة والجلسات الخاصة، وغيرهما، ما سيخلق نقاط دخول متنوعة للنظر فى دور جميع الفاعلين الحضريين، بما فى ذلك المجتمع المدنى، والقطاع الخاص، والأوساط الأكاديمية، وجميع مستويات الحكومة والمنظمات الدولية، وغيرها الكثير.

وسيتضمن المنتدى الحضرى العالمى الثانى عشر جلستين، افتتاحية وختامية، وجمعيات، وحوارات، وجلسات خاصة ومستديرة، ومعرضًا حضريًا يستضيفه وييسره برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية والحكومة المصرية وشركاء آخرون.

■ ما أهم الجلسات الخاصة التى سيتم تنظيمها؟

- ستتضمن الجلسات النقاشية التى تم إنشاؤها لإعطاء صوت للمجموعات الرئيسية من المجتمع الأوسع، للمساهمة بأفكار لإجراءات المنتدى الحضرى العالمى الثانى عشر المعلنة، التى ستوفر خريطة طريق للمدن لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وتتضمن، أيضًا، الجلسات الخاصة، وهى جلسات موجهة نحو العمل تتيح للشركاء تبادل الآراء حول القضايا الحضرية الرئيسية، وفى بعض الأحيان من خلال أحداث مغلقة، وكذلك مفتوحة للجمهور، وتمت دعوة المجموعات الشريكة إلى أحداث الجلسات المستديرة لتحديد مجالات التوافق وطرق التقدم فى القضايا الناشئة المحددة والاتجاهات العالمية.

وأيضًا هناك الجلسات المخصصة، التى تُعقد لاستكشاف التحديات والفرص التى تقدمها المواضيع ذات الأهمية العالمية، ومدى أهميتها للمدينة المضيفة والمنطقة الجغرافية.

وبالإضافة إلى ذلك، هناك ساحة برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، وتعرض رؤية برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية لحياة أفضل للجميع فى عالم يتحضر، وتتناول الساحة أدلة على التغيير التحويلى فى المدن والمستوطنات البشرية التى يدعمها برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، من خلال المعرفة والمشورة السياسية والمساعدة التقنية والعمل التعاونى.

وستكون الساحة منتدى للاستكشاف والاكتشاف للبرامج والمبادرات والأدوات والسياسات والأنشطة، التى يدعمها برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية فى ٩٠ دولة.

■ ماذا عن فعاليات شركاء المنتدى؟

- هناك سبعة أنواع من فعاليات الشركاء، الأول فعاليات «التواصل»، وتقدم فرصة للتواصل مع جهات وخبراء عالميين لمشاركة الأفكار وأفضل الممارسات، والتأسيس لشراكات وعلاقات مستقبلية، ويمكن لجميع المؤسسات التقديم لاستضافة فعالية تواصل.

والثانى فعاليات «أصوات المدن»، وتسعى إلى تقديم حلول للتحديات الخاصة التى تواجه المدن ذاتها، وتعتبر الحكومات المحلية والإقليمية، وشبكات المواطنين، والمنظمات التى تعمل فى ومع المدن هى من تتقدم لفعاليات «أصوات المدن».

والثالث فعاليات «المكتبة الحضرية»، فهى مساحة لإطلاق الأدلة والكتب والأبحاث أو أى معلومات جديدة تهدف لدعم التنمية الحضرية المستدامة.

والرابع فعاليات «تنفيذ أهداف التنمية المستدامة»، وتهدف إلى إيجاد روابط بين الأجندة الحضرية الجديدة والخطط الوطنية والمحلية للتنمية المستدامة والأهداف العالمية، لضمان عدم تخلف أحد عن الركب، إذ يمكن لأى منظمة التقديم لاستضافة فعالية «تنفيذ أهداف التنمية المستدامة» إذا كان ذلك جوهر عملها. والخامس فعاليات «One UN»، وهى مقتصرة فقط على منظمات الأمم المتحدة، لعرض نتائج المشروعات التى تم تنفيذها، أو ورش العمل الخاصة بآليات التنفيذ.

والسادس فعاليات «التدريب»، وتقدم لمحة عامة معاصرة للوسائل أو الأدوات أو المبادرات، بالإضافة إلى ورش العمل التفاعلية، وهى فرصة لعرض محتوى تعليمى وتدريبى محدث لمستوى المعرفة الحالى حول موضوع ما، ويمكن لأى مؤسسة التقديم لاستضافة فعالية «تدريب»، بشرط أن يتناسب المحتوى مع موضوع المنتدى الحضرى العالمى.

والنوع السابع فعاليات «السينما الحضرية»، وهى ساحة عرض الأفلام والتقارير الحضرية، وتعمل كمساحة للترويج للأفلام والتقارير القصيرة حول مواضيع التنمية الحضرية.

 

هل هناك خطط من البرنامج الأممى  لدعم لتنمية الريف المصرى؟

- لدينا العديد من المشروعات المعنية بالريف، منها ما تم ذكره، والمعنى بتحديات المياه والصرف الصحى وإدخال تكنولوجيات حديثة فى عدد من المحافظات، منها قنا ودمياط والأقصر والمنيا.

وبالإضافة إلى ذلك هناك مشروع «حيّنا»، بتعاون وتمويل من الحكومة السويسرية، الذى يعدُ نموذجًا لمشروعات التنمية المتكاملة، ليس لكونه مجرد مشروع تخطيط عمرانى فحسب، بل يعد مشروعًا متكاملًا متعدد الجوانب، يهدف إلى تطوير منهجية الاستدامة لإدارة وترتيب الأراضى، وتطوير منهجية التشاركية لتخطيط وتنفيذ مشروعات البنية الأساسية، وتعزيز الموارد المحلية وتمكين الإدارة المحلية من إدارتها بشكل أكثر كفاءة، مع تقديم توصيات حول تعزيز إعداد وتنفيذ المخططات التفصيلية وتمويلها، وتعميم الدروس المستفادة من تنفيذ المشروع فى المحافظة على المستويين المحلى والقومى.