رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبير آثار يكشف أسرارًا جديدة فى ضوء إطلاق تأسيس شركة لتنمية مسار العائلة المقدسة

وزير السياحة والآثار
وزير السياحة والآثار

شهد السيد شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، احتفالية إطلاق تأسيس شركة "المسار" للتنمية السياحية، التي أقيمت مساء أمس في أحد فنادق القاهرة الكبرى. ستقوم الشركة بالمشاركة في تطوير الخدمات في بعض نقاط مسار رحلة العائلة المقدسة في مصر.

في هذا السياق، أشار خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، إلى أن المسار الحالي يعتمد على حلم البطريرك ثيوفيلوس الثالث والعشرون، بطريرك الإسكندرية المتوفى في 412م. حيث قام بتدوين حلم رآه في منامه عن السيدة مريم العذراء التي جاءته في المنام ودلته على رحلتها مع السيد المسيح والقديس يوسف النجار إلى مصر وأماكن إقامتهم.

وقد ورد ذكر هذا الحلم في إنجيل متى، حيث يظهر ملاك الرب ليوسف في حلمٍ قائلًا: "قم وخذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر وأمكث هناك حتى أقول لك، فإن هيرودس سيبحث عن الصبي ليهلكه". وقد تبين أن العائلة المقدسة كانت هاربة من حاكم روماني وتوجهت إلى دولة من الولايات الرومانية، وهي مصر، لذا ينبغي تجنب أي مواقع بها حاميات رومانية.

وأوضح الدكتور ريحان أن الموقع الأول في طريق رحلتهم هو الفرما، بالطبع لم يعبروا على مدينة الفرما مباشرة لوجود حامية رومانية. ربما عبروا الطريق الصحراوي جنوبها، ولكن الكنائس في الفرما بُنيت فيما بعد تبركًا بمرورهم.

كما أشار إلى إشكالية وجود حصن بابليون، معقل الرومان العسكري في مصر، حيث من المستحيل أن تمر العائلة المقدسة بهذا الموقع في رحلة الذهاب، وأن تختبئ في مغارة داخل الحامية العسكرية الرومانية. ومن المعروف أن تاريخ بناء مغارة أبي سرجة يعود إلى القرن العاشر أو الحادي عشر الميلادي، بينما لم تُبن أي كنائس في مصر القديمة إلا بعد الفتح الإسلامي.

أما الإشكالية الثالثة، فهي استحالة أن تبحر العائلة المقدسة نهر النيل في مركب عادي وليس شراعي، طبقًا لرسومات أيقونات العائلة المقدسة، التي تُظهر الإبحار من الشمال إلى الجنوب ضد التيار. كانت الرحلات إلى أبيدوس تتم بواسطة مراكب شراعية.

وكشف الدكتور ريحان عن الحلول لهذه الإشكاليات في كتاب للدكتور حجاجي إبراهيم، أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة طنطا، بعنوان "المعقول في خط سير العائلة المقدسة في مصر"، الذي حقق الرحلة بنفسه وزار كل مواقعها. وقد أهدى نسخة منه لقداسة البابا تواضروس الثاني.

في كتابه، يشير الدكتور حجاجي إلى وجود طريقين لرحلة العائلة المقدسة: طريق سري وطريق جهرى بعد موت هيرودس. تبدأ الرحلة السرية من رفح ثم العريش، ثم الفرما في طريق بعيدًا عن الحامية الرومانية، ثم بلبيس وتل بسطا وكفر الدير بمنيا القمح.

ويتابع الدكتور ريحان بأن الرحلة العلنية بدأت بعد موت هيرودس، حيث احتفى بهم الناس وغنوا لهم، ثم اتجهوا إلى درنطة، وعبوروا المعدية إلى موقع المعادى، وصولًا إلى بئر رومانى، ثم إلى الموقع الذي بُني عليه جامع عمرو بن العاص.

ويؤكد الدكتور ريحان أن المسار الذي حققه الدكتور حجاجي هو المسار الصحيح والمنطقي طبقًا للحقائق الأثرية والتاريخية والجغرافية، مطالبًا بتعديل المسار بناءً على هذه الحقائق وإضافة ثلاث محطات جديدة: كفر الدير بمنيا القمح ودير الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس وقرية الشيخ فضل.