رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مدارس عن بُعد وفى خيم.. طلاب غزة يقاومون "الموت والجهل"

جريدة الدستور

سنوات من التعليم مهدرة ضاعت على طلاب قطاع غزة، نتيجة الحرب التي أوشكت على الدخول في عامها الأول بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الفلسطينية حماس، والتي أثرت بشكل كبير على مدارس فلسطين وسير الحركة التعليمية بها كرد فعل طبيعي للقصف المتواصل.

إزاء ذلك، يبحث الطلاب في القطاع  على طريقة من أجل مواصلة تلقي الدروس، وعدم ضياع سني التعليم عليهم، إذ استهدف الاحتلال المدارس والجامعات بالقصف وقضى على الكثير منها، ما منع الطلاب من تلقي دروسهم أو الذهاب إلى أماكن تلقي التعليم والبحث عن وسائل أخرى غير آمنة أو آدمية.

التعليم عن بعد وداخل الخيام

اتساقًا مع ذلك، بدأت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية بتنفيذ خطة جديدة؛ من أجل إنقاذ مستقبل طلبة قطاع غزة التعليمي، عبر نظام التعليم عن بعد، حيث يقدم معلمون من الضفة الغربية ثلاث ساعات يوميًا حصصًا تعليمية تبدأ بعد ظهر كل يوم على أن تحتسب هذه السنة بسنتين دراسيتين.

وخلال الفترة الأخيرة تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورًا توضح قيام طلاب غزة بتلقي الدروس والتعليم داخل الخيم وأسفل قصف الطيران الإسرائيلي، بسبب تعمده استهداف وهدم المباني التعليمية، في وقت يحاول فيه الطلاب عدم ضياع العام الدراسي عليهم.

بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية، راح ضحية الحرب أكثر من 10 آلاف و600 طفل و400 معلم، وأصيب أكثر من 15 ألفًا و300 طالب و2400 معلم، إلى جانب نزوح مئات الآلاف من الشباب الذين يعيشون في الملاجئ.

«الدستور» فى التقرير التالى تحدثت مع بعض الطلاب الذين كانوا يرغبون فى استكمال العام الدراسى والطرق البديلة التى اعتمدوا عليها

سامية: «الأطفال يتلقون الدروس على الأنقاض»

سامية جاهين، أم فلسطينية، لديها أبناء في مراحل تقول إن طلاب غزة يمرون بمرحلة سيئة منذ بداية الحرب، بسبب رغبتهم في العودة إلى حياتهم الطبيعية ومدارسهم، في وقت انهار فيه القطاع التعليمي داخل القطاع بسبب الحرب.

أوضحت: "بعض المعلمين تطوعوا من أجل إعطاء الطلاب دروس في الخيم أملًا في التحصيل الدراسي وحمايتهم من القصف الإسرائيلي، إذ تبنى الخيم داخل الأنقاض والمنازل التي دكها الاحتلال الإسرائيلي وهي ظروف غير آدمية".

وتابعت: "الطلاب والمعلمون رغم كل الظروف المحيطة لديهم إصرار لتلقي التعليم وعدم ضياع العام الدراسي عليهم، لذلك لجأوا إلى التعليم داخل الخيم وعلى الأنقاض". 

يتسق ذلك مع بيان أصدرته وكالة أونروا خلال سبتمبر الماضي قالت فيه، إن التعليم الرسمي غير متاح في أي من مدارسها في قطاع غزة والبالغ عددها 200 مدرسة، حيث يتم استخدام العديد منها كملاجئ للفلسطينيين النازحين، وإن أكثر من 600 ألف طالب يحرمون من التعليم الرسمي لمدة عام آخر.

كما أكدت صور الأقمار الصناعية التي حللتها  مجموعة التعليم في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أن أكثر من 90% من المدارس تضررت، والعديد منها لا يمكن إصلاحه. ومنذ أغسطس الماضي، قدمت أونروا التعليم في الملاجئ حيث وصلت إلى حوالي 8000 طفل.

 

هاني: "الطلاب متأثرون بشدة"

فيما يقول هاني جودة، رئيس شبكة لاجئي فلسطين لـ"الدستور"، إن الأونروا تعمل بمفردها في غزة، سواء على مستوى التعليم أو الصحة أو الإمدادات، مبينًا أن وضع الطلاب سيئ ونسبة الأمية وفقر التعلم زادت في القطاع.

أوضح أن هناك تأثيرا نفسيا شديدا على الطلاب الذين لم يتلقوا التعليم خلال فترة الحرب، لا سيما أنه سبق وتوقفوا نتيجة انتشار جائحة فيروس كورونا، وتلك المرة الثانية في عمرهم التي تتوقف فيها مسيرتهم التعليمية.