رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المدرسة "بيت الحياة".. ما ملامح وأسرار التعليم في مصر القديمة؟

التعليم في مصر القديمة
التعليم في مصر القديمة

في أجواء مليئة بالبهجة، بدأ التلاميذ العودة إلى مدارسهم، لتحصيل وتعلم المواد المختلفة التي تضعهم على طريق العلم، وقديمًا كان المصريون القدماء يحرصون على تعليم أبنائهم، ولكن مع اختلاف ملامح التعليم.

ونستعرض في التقرير التالي، ملامح التعليم والمدارس عند المصريين القدماء، وفقًا لموسوعة مصر القديمة للعالم الأثري سليم حسن.

"تحوت" إله العلم في مصر القديمة

كل ما وصل إليه المصري القديم من علوم ومعارف إلى الإله تحوت (إله القمر)، وبخاصة علوم الفلك والحساب والطب، ولا غرابة في أن الكهنة كما يقال كانوا هم الطائفة المتعلمة في البلاد منذ فجر التاريخ، وقد بقوا كذلك طوال مدة التاريخ المصري، فكانوا ينسبون كل ما هو مشرف وكل ما هو عظيم لآلهتهم.

لماذا رأى المصريين القدماء أن "التعليم" ضرورة مُلحة؟

أوضح العالم الأثري سليم حسن، أن الحاجة وسنة الرقي والبيئة كانت الدافع الأكبر للتطور الذي نجده سائرًا نحو الكمال في الحياة المصرية العلمية والعملية على السواء، فنشاهد أن ما كانت تحتاج إليه البلاد من أعمال الري العظيمة وإقامة المباني الضخمة كالأهرام والمسلات والمعابد وقطع التماثيل الهائلة، كل هذا كان يتطلب تعمقًا في المسائل الميكانيكية العلمية، والهندسة التطبيقية، مما كان لازمًا لنقل الأثقال وإقامتها في أماكنها المخصصة لها، بالإضافة إلى صناعة المعادن، والفخار، والزجاج الملون، والقاشاني، قد كشف للمصري عن خواص الأشياء الطبيعية والكيمائية مما جعله ينفرد عن باقي العالم بالنبوغ في العلم.

ما ملامح التعليم والمدراس في مصر 

كشف العالم الأثري، سليم حسن، في موسوعته، ملامح التعليم في مصر القديمة التي تدل على وجود مدارس، وخاصة الألقاب العدة التي تركتها لنا الدولة القديمة، ففي مقبرة من مقابر تلك الدولة وجد الأثريين لقب "معلم أولاد الملك"، ويرجح أن مدارس تلك الدولة كانت ضمن مباني المعبد، أو في عاصمة الملك.

 أما في عهد الدولة الوسطى فقد أخبرنا الوزير"خيتي" أن المدرسة كانت في مقر الملك، وكانت المدارس في عهد الدولة الحديثة على درجتين: فالأولى وهي التي تعادل بوجه عام ما نسميه نحن "المدرسة" ويسميها المصريون "بيت الحياة"، وفيها كان يُعلَّم الأولاد الكتابة والأدب القديم، وقد استعملوا لكتابة تمارينهم قطعًا من الخزف وشظيات الحجر الجيري التي كانت لا تكلف شيئًا، بدلًا من صحائف البردي الباهظة الثمن.

واقتصر التعليم في البداية على تعليم الصغار في القصور الملكية وبيوت النبلاء، الكتابة والقراءة وقواعد اللغة والحساب، ثم توسع المصري القديم في إنشاء المدارس فكان هناك مدارس وأماكن مختصة بتعليم جميع المهن والتي كان يطلق عليها مدارس"مهنية".

ولتعليم العلوم العسكرية وفنون القتال، أنشأ المصريين القدماء، مدارس ملحقة بالجيش، ومدارس تابعة للمعابد لتعليم العلوم الدينية، والجغرافيا والرياضيات والطب والفلك وقد أطلق المصريون على المدرسة باللغة الهيروغليفية لفظ "بر - عنخ" وتعني بيت الحياة.

قطع أدبية تعلمها التلاميذ في مدراس مصر القديمة

وقد عثر التلاميذ على بعض القطع الأدبية التي كان ينسخوها، فقد وُجد بعض الموضوعات الإنشائية التي تنتمى لعصر الدولة الحديثة، تتألف من ثلاثة كُتُبٍ عُثِر منها على مقتطفات عدة مكررة، وهي تعاليم الملك «أمنمحات»، وتعاليم «خيتي» بن «دواوف»، وأنشودة النيل، وكلها تنتسب إلى عهد الدولة الوسطى، كما وجد على قطع "الاستراكا"، مختارات قصيرة من هذه كتابات أخرى لعظماء الكتاب في مصر القديمة.

وفي الدولة القديمة نجد أن الأب هو الذي كان يستمر في تلقين ابنه العلم إذا كان من كبار الموظفين، ومثال على ذلك "بتاح حتب" حينما طلب إلى "الفرعون" أن يسمح له بأن يعلم ابنه ليخلفه في وظيفته.