رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الرز" يكشف لـ"الدستور": ما جرى فى لبنان خلال الأيام الماضية يخرج عن السياق

الرز
الرز

قال محمد الرز المحلل السياسي اللبناني، إنه في معظم الحروب يتم التمهيد لها بضربات استخبارية وجوية ثم يبدأ التحرك العسكري لاحتلال الأرض.  

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن ما جرى في لبنان خلال الأيام الخمسة الماضية لم يخرج عن هذا السياق، فقد حشد الكيان الإسرائيلي خمس فرق قبالة الحدود الجنوبية اللبنانية من بينها الفرقة 98 التي سبق لها وشاركت في غزو لبنان عام 1982، ووضع خطة اجتياح بري محدود للأراضي اللبنانية تبدأ من مرتفعات الجولان المحتلة وتصل إلى وسط البقاع الغربي ويواكبها إنزال بحري وجوي شمال نهر الليطاني لإقامة شريط أمني يتيح للمستوطنين النازحين وعددهم يفوق الـ100 ألف، العودة إلى منازلهم شمال فلسطين المحتلة.

تفجير أجهزة البيجر واللاسلكي 

وأوضح أن عملية التمهيد لهذا المخطط بدأت بتفجير آلاف أجهزة البيجر واللاسلكي المحمولة بأيدى أنصار حزب الله وتتبع ذلك اغتيال 14 عنصرًا من قوة النخبة أو قوة الرضوان بينهم قائد تلك القوة الحالي والسابق، ومن المرجح متابعة هذه الضربات الاستخبارية الإسرائيلية خلال الأيام المقبلة.

هل يعني ذلك أن إسرائيل سوف تستكمل المعادلة وتلجأ إلى تنفيذ خطتها بالدخول البري إلى الأراضي اللبنانية؟ 

ورأى "الرز" في هذا المجال يبرز رأيان الأول يؤكد حصول العدوان البري مستندًا إلى الحجم الكبير للتحشد العسكري الإسرائيلي على الحدود مع لبنان، وإلى ضعف المساندة الإيرانية لحزب الله في هذه المرحلة كون طهران اختارت نهج استكمال التفاوض مع الولايات المتحدة، إضافة إلى ضعف الموقف العربي الرسمي تجاه استهداف حزب الله لدواعٍ مختلفة، ويتوقع أصحاب هذا الرأي أن يكون الاجتياح ممتدًا وليس بحدود 15 كيلومترًا. 

وأوضح أن أصحاب الرأي الثاني يرون أنه من شبه المستحيل الآن حصول دخول عسكري إسرائيلي إلى لبنان، لأن نتنياهو ومعه إدارة البيت الأبيض يدركان حجم الخسائر المرتفعة التي ستصيب الجيش الإسرائيلي إذا اجتاز الحدود اللبنانية خاصة أن الوحدات القتالية والصاروخية والجوية والبحرية لحزب الله لم تطلها عمليات التفجير الإسرائيلية الأخيرة، كما أن الحالة المعنوية لهذه الوحدات مرتفعة جدًا تحت شعار الثأر لضحايا العمليات الاستخبارية وهي تنتظر الأمر بالتحرك ليس للدفاع فقط وإنما للهجوم أيضًا، ويضيف هؤلاء بأن حزب الله ليس بحاجة إلى دعم إيراني أو غيره من الآن وحتى سنتين، ويصل أصحاب هذا الرأي إلى القول بأن حكومة تل أبيب تدرك جيدًا مخاطر اندلاع حرب إقليمية موسعة وحالة الإنهاك المصاب بها جيشها طيلة عام من القتال في غزة، وبالتالي فإن من فشل في إنجاز أي هدف في القطاع الفلسطيني، لن ينجح بذلك مع الجبهة اللبنانية، ومن هنا ستكتفي إسرائيل باستنزاف حزب الله وإرهاقه بالعمليات الاستخبارية لأنها تكبدها أقل الخسائر.

أما إذا حصل رد من حزب الله على إسرائيل وجاء موجعًا، فإن النتائج وقتها ستكون مرهونة بتطوراتها.

لكن في جميع الأحوال فإن كلا الاحتمالين: الدخول البري أو الاكتفاء بالضربات الاستخبارية لن يحققا هدف إسرائيل في إعادة نازحيها إلى الشمال، وستشهد الساحة على حدود لبنان المزيد من المفاجآت.